آراء حرة

09:07 صباحًا EET

‏يحيى حميد الفحام يكتب: إنسانيتنا . . جوهر وجودنا

منذ الخليقة والكل يسعى شعوراً منه الى توفير فرص العيش
‏لتأمين ديمومة الوجود بالتعايش مع الآخرين ضمن حركة المجتمع
‏حتى تطورت أساليب الأحساس بالتماس مع مصلحة الفرد
‏داخل محيطه الأقليمي لتوفير أمنه الغذائي والأجتماعي . .
‏لذا بادر بالتفكير لتطوير حلقات أهداف الصراع من أجل البقاء ألى أن
‏أصبحت تأخذ من أهتمام الجماعات والأمم والشعوب حيزاً كبيراً
‏لتأمين دورها والحفاظ على مكتسباتها مما نتج عنه كرد فعل
‏أدت الى أنقسامات نتجت عنها صراعات تباينت
‏أفكارها ونواياها أدت الى أبتعاد سبيل الأحساس الى التفكير بالتقارب
‏بين البشر كهدف أسمى لذا أنحسرت النظرة الى المصالح التي تقاس
‏على أساسها العلاقات المشتركة . . كما أن تعدد الثقافات والأتجاهات
‏على مر العصور أخذت تتسع بتوسيع رقعة الخلافات التي خلفت من ركام
‏الحروب مآسي يندى لها جبين الأنسانية إذكانت للأنانية والجهل والتعصب
‏دوراً مأساوياً هاماً أسهم في تأجيج روح الكراهية أتجاه الآخر
‏ولا زالت الأرض تتأرجح غضباً لتعصف حيث ما أشتهت عوامل الشر أن
‏تؤجج نار الحقد الموروث . .
‏بماذا نفسر أينما نحل ونرتحل في وطننا العربي خاصة والأسلامي عامة
‏نجد أكثر من حَمالة حطب ووجود أكثر من أبي لهب . .
‏ما أحوجنا الى بعضنا لبناء هيكلية منظومتنا الأجتماعية من جديد ؟ بعد أن
‏بعثرها وعبث بها أصحاب النوايا الخبيثة المغرضة تجار الحروب والمآسي
‏بهدف تمزيق كيانها . . وما أحوجنا مرة أخرى الى بعضنا لنعي دورنا
‏الحقيقي في الحياة لتعزيز دورنا الأنساني المتحضر . .
‏لماذا أدمنا على روح الكراهية حد الثمالة ؟ . .
‏لماذا قلَ دعاة الأصلاح وكثر دعاة التفريق والفتنة ؟ . .
‏لماذا لا ندعو الى وحدة الكلمة فيما بيننا بعيداً عن المسائل المعلقة ذات
‏الطابع الجدلي والعقيمة منها والتي هي حصراً من أختصاص أولياء الأمر منا ؟ . .
‏لماذا لا يضع كل واحد منا بصمة في الأتجاه الصحيح لردم الهوة
‏الفاصلة بيننا لغرض تقريب وجهات النظر وأصلاح ذات البَين ؟ . .
‏كم هوعظيم أن نسعى الى التفكير بأنسانيتنا عودة الى ذات الأهداف النبيلة
‏لتعزيز دورنا الأنساني الأسمى في الحياة وقوفاً عند دعوة الرسل والأنبياء
‏والصالحين عليهم السلام لتوفير المناخ الى نبذ الخلافات طريقاً الى السلام
‏إذن أين نحن اليوم إذا ما أردنا أن ننظر الى مستوى العلاقة فيما
‏بيننا نحن البشر . . بالتأكيد وكنتيجة لسِعة رقعة الخلافات نجد أننا
‏قد تطورنا كثيراً في صناعة ماكنة الشر حرصاً منا على أثبات وجودنا
‏وهو مؤشر واضح الى أن الجميع يسير الى الهاوية بأرادته . .
‏ومن كل ما تقدم من ظلم وأنتهاكات لحقوق الأنسان كانت
‏ولا تزال الشعوب التي أبتليت بشياطين السوء لا حول لها ولا قوة
‏تحت وطأة المتسلطين الذين أنجبتهم الأقدار وفرضتهم عوامل الخلل
‏الأجتماعي قسراً مما أباح لهم أن يكون لهم دوراً لأرباك المنظومات
‏الأجتماعية برمتها تحت العديد من المسميات التي أثقلت الفكر الأنساني
‏بأعباء الشذوذ الى الشرود الذهني لسلب كل عوامل التفكير الطليق
‏الى رحاب المعرفة . .
‏لقد حان الوقت الذي ننتظره من الجميع لكي يكون كل واحد منا
‏رسول سلام ومحبة لقطع الطريق أمام كل من يريد بالأنسانية سوءاً . .
‏أقطعوا الطريق أمام العابثين بمقدرات الشعوب وأصحاب المنافع الشخصية
‏بكلمة حق يرضاها الله سبحانه وأرفضوا الكلمة التي من وراءها
‏مآرب مغرضة سرعان ما تتحول الى حدث يرقص له أصحاب
‏القلوب الغليظة . . كونوا أحبة لبعضكم ولا تفتعلوا الأزمات فيما بينكم
‏والتي هي بالأساس لها خيوط يروم من خلالها المتربصون أستغلالها
‏أنا واحد منكم أشعر كما تشعرون وبما تفكرون رغم أنني مجرد جزء
‏من ذرة تسبح في فضاءات عالمنا المليء بالأحداث

التعليقات