كتاب 11

10:00 صباحًا EET

الرد على المستظرف جواد ظريف

‏قرأت بالأمس تصريحات لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف دعا فيها المملكة العربية السعودية إلى العمل معا من أجل بناء منطقة قوية ووقف الغرور، معلقا بِهَا على تصريحات الرئيس الأمريكي المتكررة عن مطالبة المملكة بأن تدفع الأموال لأمريكا مقابل حمايتها حيث قال ” إن الرئيس ترامب دأب على إهانة السعوديين من خلال القول بأنهم ليس بمقدورهم البقاء لمدة أسبوعين من دون دعمه لهم ، هذه هي مكافأة الوهم بأن الأمن يمكن تأمينه بالاستعانة بالخارج ” وقال “إننا نمدّ مجدداً أيدينا إلى جيراننا قائلين لهم دعونا نبني منطقة قوية ولنوقف هذا الغرور الاستكباري” .

‏ جواد ظريف و نظام الملالي يظن بأننا مثلهم جاء بِنَا الغرب لإشغال المسلمين والعرب عن إسرائيل ، كلنا يتذكر أين كان الخميني و من أتى به إلى إيران ، فقد كان وجودكم وحضوركم في المشهد الدولي لخدمة وتحقيق أجندات معروفة ومكشوفة منها تفتيت العالم العربي وإثارة الفوضى والدمار فيه عبر طائفية مقيته ومتاجرة دينية بعيدة عن الإسلام ، أنتم لم تطلقوا طلقه واحدة على إسرائيل أيها الجبناء ، فالعرب دخلوا عدة حروب معها ، بينما أنتم لكم الشعارات الجوفاء والكاذبة .

‏لقد قالت العرب قديما رَمَتْنِي بِدَائِهَا وانْسَلَّتْ وهو ما ينطبق عليك حاليا، فعندما تستخف بعقول الناس و تصبح إنتقائي بتصدير وترويج أخبار عن أن السعودية حين تقول أن أمنها يأتي من الخارج وأن ترامب دأب على إهانة السعوديين فإعلم إنك مفلس و متحيّز ، فالإهانه هي أن تُمنع بلدك من بيع النفط و أن تتحكم أمريكا بكل دولار يدخل و يخرج من إيران ، الإهانة حين تلغي الاتفاق النووي ، الإهانة هي صمتكم على إهانات إسرائيل و أمريكا لمليشياتكم في سوريّا ، هذه هي الإهانات الحقيقية إن كُنت تعقِل .

‏إن بضع كلمات من رجل متهور لا تعني الإهانه لأن هذا المتهور يعلم حدوده مهما تحدث ، فالأهانه لا تأتي من بضع كلمات قيلت من رجل متهور وغير لبق سياسيا ، إنما الأهانه هي أن تسلب إرادتك داخل بلدك و يتحكم الآخرين بك ، فهم من جاء بكم من المنفى و هم من إستخدمكم لإضعاف المسلمين و هم من قرروا أن يحذفوك إلى مزبلة التاريخ بعد أن أديت مهمتك ، هذه هي الإهانة و المهزله و والمسح بالكرامة إن كُنتُم تفهمون .

‏ليس الشديد بالصرعه ، و لكن من يملك نفسه عند الغضب ، لهذا كان الرد السعودي على لسان ولي العهد متزنا وواضحا و يدل على حنكة وثقة سموه وعلى ثقل السعودية⁠ ⁠وقوتها وهيبتها ووضع النقاط على الحروف حيث ذكر ” أن السعودية لن تدفع شيئاً مقابل أمنها والأسلحة لم تحصل عليها بالمجان ، والسعودية موجودة قبل أمريكا 30 عام ، والسعودية تحمي نفسها بنفسها ، والسعودية لا ترضخ للتهديدات وسيادتها خط أحمر”.

‏السعودية يا ظريف لا تمد يدها لليد الملوثه ، ولا تقبل يدك النجسة ، لأن الطاهر لا يلتقي إلا مع الطاهر ، ولاتثق فيمن اساس عقديته تصدير الثورة ، وهي رمز السلام والعدل الدولي ، و تعرف⁠ ⁠⁠تدير أمورها بحكمة وبُعد نظر ، وتتعامل مع الواقع كما هو، من باب معرفة قوتك وقوة عدوّك فهو المعيار الصحيح، فالأمر سياسي بحت بالنسبة لها ، وتعرف الصديق من العدو ولاتجيد المتاجرة بشعارات بطولية مزيفة لا تمت للواقع وهي تعلم كيف تساير الواقع ، للإنطلاق نحو المستقبل ،لتبقى ⁠دائما وجهة كل العرب وملاذهم الآمن بعد الله مهما حاول البعض التحكم بالمنطقة ، من خلال المتاجرة بالدِّين و بشعارات المقاومة أو الاقتصاد أو عبر الحروب الغير أخلاقية وافتعال اضطرابات مصطنعة لتعم الفوضى .

التعليقات