كتاب 11

03:43 مساءً EET

أَحَشَفاً وسوء كِيْلَة

فلسطين ليست قضية فئة مأجورة ، ولكنها قضية المسلمين الشرفاء جميعاً، وأن انتصارها انتصار يشفي صدور الجميع، ويبعث الأمل في أمتنا من جديد ، لهذا نجد أن المملكة لا تزايد ولا تساوم ولا تناور في تحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية، وفقاً لمبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية، وهو المبدأ الذي تسير عليه الدبلوماسية السعودية ولا تزال تسعى إلى تحقيقه وليس ذلك من أجل استغلالها لمشروعات سياسية وأجندات إيديولوجية أصبحت مكشوفة، فالمبادئ لا تتجزأ ولا تتغيّر ولا تُمليها المصالح المشبوهة ، وهذا ينطلق من المسؤولية التي منحها الله لقادة هذه البلاد المباركة في خدمة الحرمين الشريفين، ورعاية قضايا الأمتين العربية والإسلامية عبر الجهود الكبيرة التي تبذلها لخدمة القضية الفلسطينية ولرفع الضيم الذي طال المسلمين في هذه الأرض المباركة.

‏المشكلة أن هناك بعض الفلسطينيين وبعض العرب من المغرر بهم لا يَرَوْن الدور الكبير الذي تقوم به السعودية وبعض دول الخليج لنصرة القضية ، فقد اقتصرت رؤيتهم على دور قطر وحزب الله، وذلك بدعم وتشويه من الإعلام القطري المؤدلج، وبدعم من إعلام الظل الإخواني وعصابات الممانعة ، وما هذا التكالب الذي نراه على المملكة والذي له أهدافه ومشاريعه ومطامعه، إلا تأكيدا لهذا المشروع المشترك حتى وإن رفعت أطرافه رايات مختلفة، فجميعهم له الهدف نفسه ويتنافسون لتحقيقه، كل على حسب مصلحته حتى وإن بدت أحياناً متناقضة، فالجميع يتكامل في إنهاك المنطقة وإرهاقها بصراعات ومواجهات وانتفاضات وحروب لا نهاية لها بعد أن خدعوا السذج ومطايا الإخوان عبر شيطنة الداعمين للقضية .

‏إن التناقض المريب للإعلام المشبوه والمرتزق في منطقتنا أظهره دفاعه وصمته عن دعوات وعمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني ،‏ وما يحدث من هذا الإعلام هو عندما يأتي التطبيع ‏من قبل دولة لها ارتباط بالإخوان أو لها مصالح معهم يأتي الصمت والتجاهل للموضوع ، أما إذا أتى من دولة أخرى تجد الهجوم و الحملات الشرسة لهم باعتبار الأمر ” تطبيعًا مرفوضًا ” طالما ليس لهم مصالح مع تلك الدولة، مما يكشف أن المهنية والمصداقية التي يتشدق بها مرتزقة هذا الإعلام تسقط عندما تتلاقى المصالح ، وأن الهجوم الذي تعرضت له المملكة تتضح تفسيراته شيئاً فشيئاً، ولا زال أصحاب الشعارات المزيفة والذين أحرقوا الإعلام والصور في الطرقات وفي المدرجات يلوذون بالصمت ، فحين ظهرت إشاعة عن علاقة تطبيع مع السعودية يرتفع صوتهم ولو كانوا صادقين لشتموا من يطبع بالعلن ليؤكدوا للكل أنهم يتاجرون بالقضية .

‏الكل يعلم أنه منذ 1996 والعلاقات المتبادلة بين الصهاينة ودويلة قطر لا تكاد تخفى على أحد ، فالتطبيع القطري مع الصهاينة أصبح اليوم علنيا والكل يعلم أنها تتبع استراتيجية العميل المزدوج تطعن حماس وتتجسس لصالح إسرائيل ، وما بين المتاجرة بالمقاومة ودعم التصهين ، يكون التطبيع القطري الإسرائيلي قد تعدى مرحلة التطبيع إلى المصير المشترك ، فنظام الحمدين وجماعة الإخوان هما من ضمن السوق لصفقة القرن ، والمستشار لقطر الدائم هو عضو الكنيست (عزمي بشارة) فكيف لا يكون هناك تطبيع وقد يصل الأمر للطاعة وليس للتطبيع؟.

‏لقد كشفت السنوات الماضية أن أغلب العرب يطبع مع إسرائيل بينما تذهب الاتهامات بالتطبيع للسعودية وأن أغلبهم مطبع ولهم علاقات ماعدا السعودية ، وأنها لو كانت ترضخ للضغوط وتنحني للعواصف العدوانية وتساوم في القضايا الرئيسيّة للأمة لكان علم إسرائيل يُرفرف في الرياض ، لذا على العرب والمهتمين بقضية فلسطين أن يستخدموا عقولهم ، فالسعودية ترفض مبدأ التطبيع ومازالت تراه خيانة عظيمة .

‏لذا لا نقول إلا كما قالت العرب أَحَشَفاً وسوء كِيْلَة ، توجهون للمملكة التهم والشتائم والسباب و هي لا ناقة لها ولا جمل في التطبيع بناء على إشاعات ومعلومات كاذبة وملفقة حول العلاقة مع إسرائيل دون أي اثباتات ، وهي المناضلة لفلسطين ، وهي من جعلت قضية فلسطين جل اهتمامها ومن ضمن أولوياتها دعما ونًصرة ، وتُقدمون البراءة لمن يُطبع وله علاقات مشبوهة ويسوق لصفقة القرن ويقدم كل التسهيلات لتحقيقها .

التعليقات