آراء حرة

11:12 مساءً EET

مشعل ابا الودع يكتب: المفاهيم #الرأسمالية الأمريكية والإشتراكية السوفيتية في حقبة الخمسينات الميلادية

أول هذه المفاهيم هو العداء الأصيل بين الرأسمالية والاشتراكية، ولقد رأينا مبلغ عمق جذور هذا المفهوم في أسس السلطة السوفيتية، والحق أنه كان لهذا المفهوم أثاره العميقة على نهج روسيا باعتبارها عضوا في المجتمع الدولي، ذلك أن معنى هذا المفهوم هو أنه لا يمكن لموسكو أن تخلص الاعتقاد بوجود مجموعة من الأهداف تجمع بين الاتحاد السوفيتي ودول تعتبر دولا رأسمالية ولا عجب، فالاعتقاد السائد في موسكو هو أن أهداف العالم الرأسمالي مناهضة للنظام السوفيتي، وبالتالي معادية لمصالح الشعوب التي يتولى أمرها هذا النظام، وإذا كانت الحكومة السوفيتية تمهر بتوقيعها وثائق نفيد بعكس هذا فإنه ينبغي النظر إلى الأمر على أنه مناورة تكتيكية مقبولة في التعامل مع العدو ( وهو لا يمت على الشربصلة) وينبغي أخذه ابعين الحذر.

أذن ففكرة العداء بين النظامين باقية في الأيديولوجية بصورة أساسية، بل هي إحدى المسلمات الرئيسة في العقيدة، ومنها يتدفق العديد من الظواهر مما نجده مدعاة للإزعاج في نهج الكرملين في السياسة الخارجية، أعين هذه السرية وهذا الافتقار للصراحة، هذه المراوغة وهذا التربص وفظاظة الهدف ولسوف تظل هذه الظاهرة قائمة في المستقبل المنظور، وأن طرأ عليها اختلاف في درجة حدثتها أو تباين التشديد على بعضها دون بعض، فإذا نشد الروس شيئاً منا فقد تجدهم يهملون هذا الجانب أو ذاك إلى حين، وإذا وقع مثل هذا الأمر وجدت من الأمريكيين من يقفز ليعلن بشراً أن ( الرسول قد غيروا من حالهم)، ولن نعدم من يحاول أن ينسب لنفسه الفضل في مثل هذا “التغيير” حين يقع. بيد أنه يجدر بنا أن لا نضلل بالمناورات العارضة.

ذلك أن سمات السياسة السوفيتية هذه، شأن المسلمات التي تصدر عنها، عناصر أساسية من طبيعة السلطة السوفيتية، ولسوف تبقى تطالعنا إن بصورتها الجلية في المقدمة، وأن وراء الأحداث، ما بقيت طبيعتها الكامنة.

إن معنى هذا أننا سنظل نلقي العنت في تعاملنا والسوفيت لعهد طويل قادم. ولكن ليس هذا نلقي العنت في تعاملنا والسوفيت لعهد طويل قادم، ولكن ليس لهذا أن يعني أن ينظر إليهم وكأنهم مقدمون على برنامج قومه التصميم، على الإطاحة بمجتمعنا في معد محدد. فالنظرية القائلة بحتمية انهيار الرأسمالية في مرحلة معينة تنطوي على ما يطمئن بأن عملية الانهيار هذه تتم في أوانها وليس ثمة عجلة في الأمر، وفي هذا لقوى التقدم أن تستغرق ما تشاء من الوقت في التحضير لإطلاق رصاصة الرحمة التي ستأتي بأجل الرأسمالية، وبانتظام القدر المحتوم، غدا من الأهمية الفائقة بمكان أن يلتفت الشيوعيون الأخيار قاطبة،أن في الوطن وإن ي الخارج إلى “وطن الاشتراكية” واحة السلطة تلك التي اجتذبت إلى معسكر الاشتراكية المتمثل في الاتحاد السوفيتي بالحدب والرعاية ويهرعوا للدفاع عنه ويحسنوا من مصائره وأن يهاجموا إعداءه ويثيروا فيهم الارتباك والحيرة، وما كان ليلقى عذراً الترويج للمشاريع الثورية (المغامرة) الطفولية في الخارج التي من شأنها احراج السلطة السوفيتية بأي شكل، بل كان يقال فيها أنا أعمال الثورة المضادة أذن فإن قضية الاستراكية هي في الدعاية للسلطة السوفيتية كما تعرف في موسكو.

ويقودنا هذا إلى الثاني من المفاهيم الهامة في أفق النظرة السوفيتية، ذلك هو عصمة الكرملين، وآية ذلك أن مفهوم السلطة عند السوفيت، الذي لا يبيح وجود أي نقاط من الناحية النظرية مصدر الحقيقة الوحيد. ذلك أنه لو وجدت الحقيقة في غير المصدر لكان هناك مبرر لأن يعبر المصدر الجديد عن نفسه بعمل منظم، ولكن هذا، ما لم وحتمية انهيارها، وبوابج البروليتاريا في المساعدة على إنجاز هذا الانهيار، واستلام السلطة غير أن التشديد بات على تلك المفاهيم المتصلة بالنظام السوفيتي ذاته على وجه الخصوص، من حيث مكانته باعتباره النظام الاسشتراكي الوحيد في عالم مظلم ضال، وعلاقته السلطة داخل النظام.

التعليقات