كتاب 11

02:05 مساءً EET

لن ينال الأقزام منك يا مصر

قيل في مضرب الأمثال: (لا يقذف بالحجر سوى الشجرة المثمرة).
هذه حقيقة تتجلى دائماً أمام أعين أهل الفطنة، أما الجهلة وأصحاب العقول الخاوية فيظنون غير ذلك، للدفاع عن أنفسهم بطريقة (اطعن في الخصم لتنجوا بنفسك)، فالأشجار المثمرة هي وحدها من تقذف بالحجارة من أجل ثمرها أما تلك الأشجار الخاوية الخالية فلا يهتم بها أحد، لكونها لا قيمة لها أو حساب.
قبيل فترة زمنية، خرج علينا وعلى مصر العروبة، مهرطق من دويلة هامشية القيادة، يدعي كذباً وزوراً وبهتاناً أن مصر لم يُعرف شيء من تاريخها سوى أنها قدمت (قرص الطعمية)، وقد نسي ذلك الجاهل، ما لمصر من مكانة عظيمة في كافة المجالات، بل حتى على مستوى جائزة نوبل العالمية التي حصلت عليها أربع مرات، متفردة في ذلك على سائر البلاد العربية. ونسي ذلك الأحمق، ما وصلت إليه مصر بعلمائها ورجالها في شتى المجالات الطبية والفضائية والهندسية والإدارية والفنية والثقافية والأدبية والعسكرية والعلمية من مكانة يشهد بها ولها العالم، حتى أصبح من الصعوبة بمكان حصر تلك الرموز المصرية العظيمة في مختلف المجالات. بل وما قامت به كبريات الدول لاستقطاب العلماء المصريين للإنضمام إلى صفوف علمائهم كمجدي يعقوب وأحمد زويل وفاروق الباز وغيرهم الكثير. فلا عتب على الجاهل إن تحدث، ولا على المجنون من حرج.
تلك لم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يتم التطاول بها على مصر العروبة، أرض الكنانة، أرض النيل، وليس الأمس عنا ببعيد، حينما خرجت إمرأة معتوهة الفكر ولكنها من بلد عربي نحترمه ونوقره مع الأسف، أقرب ما توصف به بأنها امرأة مسترجلة، وقفت تتطاول على مصر وشعبها، وتقذفهم بعبارات ما هي إلا نتاج تربيتها التي نشأت عليها وسطحية علمها وضآلة فكرها، فخرج الشرفاء من ذلك البلد العربي ومن بقية البلدان العربية للتصدي لها، وإيقافها عند حدودها، فاتبعتها إمرأة أخرى من ذات البلد تظن أن لها من المنزلة ما تُحترم فيها، ولم تكن بعيدة عن نظيرتها سواءً في ألفاظها المشينة وأخلاقها المتدنية وفكرها الساقط والتي لربما جائت لتؤكد ما يشاع عنها بأنها لم تكن يوماً من أصل ذلك البلد، وإنما جائت مشردة من بلد آخر، على ذمة من يروي هذه المعلومة، أو من حيث الغطرسة والتعالي والعنجهية الساقطة التي نثق بالله حق الثقة بأنه سيزيل عنها نعمه قريباً، فمن تعالى على عباد الله قصمه الله بسيف الحق.
لا نعلم إلى متى سيظل هذا التطاول يلحق بمصر الشامخة، ولكننا على يقين بأن ذلك سيستمر لا محالة، فمن يتم التطاول عليها دائماً هي الشجرة المصرية المثمرة التي تمتد أغصانها وثمارها في القارات الخمس، وليس في حدودها الجغرافية فحسب.
هي كلمة أوجهها لمصر العروبة، بأن لا تأسي ولا تحزني فلولا عظيم مكانتك ما تطاول عليك الأقزام وأهل العفن الذهني، وقد ظنوا أنهم شيء يذكر وهم مجرد سراب عابر سينتهون عما قريب وستظلين شامخة يا أرض الكنانة. ولك في قول الإمام الشافعي خير رد على هؤلاء، إذ يقول:
يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ .. فأكرهُ أن أكونَ له مجيبا
يزيدُ سفاهة ً فأزيدُ حلماً .. كعـودٍ زادهُ الإحراقُ طيبا
وأما شعب مصر، هذا الشعب الأصيل المكرام، شعب الأصالة والعراقة، فعلى رسلكم أيها الأحباب الأكارم والأخوات النبيلات، فإن الله قد خصكم بتلك المنزلة من بين الأمم، وجعلكم من أهل هذه الشجرة المثمرة، فلا يصيبنكم ضيق الصدر مما تجدونه من تطاول على أرض الكنانة من طفيليات وجراثيم لا وزن لها أصلاً ولا قدراً ولا قيمة ولا مقداراً، بل أكثروا من حمد الله أن اختاركم شعباً لأرض النيل، يفخر بكم وتفخرون به، وقيض لكم قيادة حكيمة وجيشاً عظيماً تحسب له الدنيا ألف حساب، وجعلكم أهل أرض أمر رسول الهدى صلى الله عليه وآله وسلم الأمة أن يستوصوا بكم خيراً.
وأما تلك الطفيليات، فمن الصعوبة بمكان أن نسمح لأنفسنا أن ننزل لمستواها للرد عليها، لكونها تعيش خاوية الرأس متعرية الأخلاق متكشفة القيم والمباديء، فإنما نحن قوم أعزنا الله بالأدب والتربية، نتذكر قول الشافعي يرحمه الله تعالى: (ناقشت عالماً فغلبته وناقشني جاهل فغلبني) ومن الصعوبة بمكان أن نسمح لأنفسنا أن نحاور الطفيليات أو نناقش حفنة من الجراثيم.
حفظ الله مصر العروبة، وحفظ بلاد الحرمين الشريفين، وإمارات العز وبحرين الشموخ، أربعة توائم تصدوا للإرهاب بكل عزيمة، وحفظ بقية أوطاننا العربية الشريفة والأصيلة من كل حاسد وناقم وباغض وبغيض، وعم بفضله السلم والسلام والأمان على ربوعنا.

التعليقات