كتاب 11

09:42 صباحًا EET

لورانس قطر و الإخوان

الكثير قد سمع القصة الشهيرة للضابط البريطاني توماس إدوارد لورنس والذي أطلق عليه فيما بعد ( لورانس العرب ) والذي اشتهر بدوره البارز في مساعدة العرب في حربهم التحريرية خلال الثورة العربية الكبرى عام 1916 ، وكيف أن رحلاته إلى الشرق في سن مبكرة و تعلمه لعلوم اللغة العربية جعله يحظى بسمعه كبيرة في بلاده ، مما أوجد له دورًا و منصبًا في الاستخبارات العسكرية البريطانية نتيجة معرفته للغة العربية والعرب .

‏كان له دور بارز أثناء ثورة العرب على حكم الدولة العثمانية المشاركة في الحرب العالمية ، حين استغلته بريطانيا للعب على العرب إن أرادوا حكم أنفسهم فليس لديهم خيارًا سوى الحرب ، رغم أن فرنسا و بريطانيا قرروا تقسيم المنطقة العربية ، إلا أنه شارك العرب في حربهم وتولى القيادة ، في خيانة عظمي والتي كانت سببًا لتلك المأساة التي نعيشها حتى اليوم ، حيث جعل من العرب جزءا من حرب تهدف إلى تقسيم بلادهم .

‏هذا ما يحدث حاليا بالضبط من عزمي بشارة مع فارق بسيط في التشبيه ، فعزمي أستغل حُمق وغباء وحقد وخبث تنظيم الحمدين و الإخوان وجعل منهم أداة ومعول هدم لتدمير الوطن العربي وإغراقه بالإرهاب والفوضى ليجعل منه وطن عربي فقير جل شعوبه مشردة يسهل ابتلاعه ، فكل التقارير العالمية تؤكد أن عزمي بشارة هو “عراب الفوضى” في المنطقة وبوق قطر التي تدعم الإخوان لنشر خطاب الكراهية والإرهاب ، وهو كلمة السر في موجة الفوضى التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، وكلمة السر أيضاً في محاولات قطر الساعية لعرقلة تشكيل جبهة مناهضة لسياسات إيران التخريبية والإرهابية ، عبر ما يعرف “بـأكاديمية التغيير”، و ” مؤتمر النهضة ” و عبر تشكيل فكر ووعي الشباب العربي على أسس الفوضى، انطلاقا من المقولة الوهمية في عالم السياسة: إن بناء الدولة على أسس صحيحة يحتاج إلى الهدم تماما ، وهي تستند على ما يعرف بـاستراتيجية حروب اللاعنف القائمة على هدم أركان ومرتكزات أي دولة ، أو عبر ما يعرف (بـالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات )، الذي يتولى بشارة إدارته، ويؤسس من خلاله لنظريات الفوضى، عبر الالتفاف على النظريات والمناهج الأكاديمية، لإضفاء شرعية علمية وزخم معرفي على الأفكار الهدامة والإرهابية ، يساعده في ذلك القرضاوي الذي يضفي الصبغة الشرعية والدينية لهذه النظريات وهذه الأفكار .

‏يعتبر عزمي بشارة هو الاختراق الإسرائيلي الثاني لقطر والإخوان بعد اختراق قناة الجزيرة لهم ، فقد تعودنا وعرفنا أن قطر و الإخوان بالتعاون مع تركيا و إيران أن لهم مخططات استراتيجية في كل مشروع يقومون به، و ما مشروع (المعجم ) إلا جزء منها في سلسلة من مخططاتهم تستهدف تمرير مفاهيم و تغيير مبادئ و تحريف ممنهج للأصول و كل ذلك يصب في النهاية لخدمة مشروعهم في الوطن العربي و الاجيال القادمة ، فحين يقول عزمي أن معجم الدوحة للغة العربية هدية ثمينة للغاية من الدوحة إلى الأمة جمعاء، فإنه ربما يريد من قطر صناعة جديدة للغة بمفهوم (قطري، إخواني، إسرائيلي، تركي ، إيراني ) كما صنعوا مفهوم جديد للإرهاب والفوضى والدمار عبر الثورات العربية ، لأنه ببساطة هو من يدير المطبخ للكثير من المشاريع ، وهو الرجل الذي يمثل المدرسة الإسرائيلية في رسم الخطط لتدمير الشرق الأوسط والخليج خصوصاً ، وهو العدو الحقيقي الذي أودى بدويلة قطر إلى المهالك ، وهو الجاسوس الإسرائيلي المدبر والمخطط لكل الخراب والثورات ، وهو منذ انتقاله الى قطر وهو يعمل في الحكومة القطرية ، وهو خلف توجهات قطر “الشاذة” عن محيطها الخليجي والعربي ، وهو من تعتمد عليه حكومة تنظيم الحمدين في سياساتها الخارجية ، وهو الجاسوس الذي صدرته إسرائيل لقطر لاختراق العرب والمسلمين بعد السيطرة على القرار السياسي فيها ، وهو عضو الكنسيت الذي يسعى إلى التقارب القطري الإسرائيلي الدائم ، وهو من يجند قطر لخدمة ودعم كل المشاريع المدمرة للمنطقة ، وهو لورانس قطر والإخوان الذي يقودهم إلى النهاية مالم يتدارك القطريين ذلك قبل فوات الأوان وقبل خراب مالطا .

التعليقات