كتاب 11

05:06 مساءً EET

“سكوت بيلي” المذيع والرئيس

إن لم تكن تعرف فأبسط شيء قبل اجراء مقابلة مع مسوؤل رفيع المستوى هو البحث وإعداد ملخص قصير عن المحطة التي تجري اللقاء ، من يمتلكها، ومن يمولها، ونسبة المشاهدة، وطبيعة البرنامج، وشخصية المذيع أو المحاور وتوجهاته والمعد أو فريق الإعداد، وكذلك من حقك طلب المحاور الرئيسية في اللقاء إذا كان الضيف بحجم رئيس دولة أو رئيس وزراء أو وزير، حتى يخرج اللقاء بشكل جيد، ويحقق الهدف ، في حوار الرئيس المصري “عبد الفتاح السسيي” مع محطة CBS فشل المستشارون الإعلاميون في الرئاسة أو الخارجية أو هيئة الاستعلامات أو في السفارة المصرية بواشنطن أو القنصلية في نيويورك أن يقدموا للرئيس كل هذه المعلومات قبل اجراء الحوار إما لأنهم لا يعرفون أو لأنهم جاهلون.
وهناك عدة ملاحظات على شبكة CBS في حوارها مع الرئيس نجملها في التالي:
أولا : “سكوت بيلي” المحاور الذي أجرى اللقاء مع الرئيس السيسي بدأ وكأنه مدفوعا أن يجري محاكمة للرئيس، وليست مقابلة، واستخدم بيلي لغة جسد تظهر أنه يتبنى موقف تنظيم الإخوان الإرهابي ، وهذا لا يليق مهنيا ولا اخلاقيا، حاول المحاور أن يظهر الإخوان على أنهم ضحايا وباتوا قوة معارضة في مصر، وهذا يخالف الحقيقة فالتنظيم الإرهابي انتهى إلى الأبد في مصر بعد ثورة 30 يونيو، ولم يعد لهم وجود سوى في أروقة ودهاليز مؤسسات أميركية مشبوهة، لم ينه الرئيس المقابلة بل تقبل الأسئلة الهجومية بصدر رحب والجمت أجاباته محاوره، وبدت كهجمات مرتدة أحرز من خلالها الرئيس أهداف عدة.
ثانيا:كانت هناك نية مبيتة من قبل القائمين على برنامجة 60 MINUTES لتشويه صورة الحكم في مصر، حيث تخلل الحوار مع الرئيس مقابلات مع ثلاثة شخصيات هم الإخواني “عبد الموجود الدرديري” ، والناشط “محمد سلطان”، و”اندرو ميللر” مسؤول الملف المصري بمجلس الأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي السابق “باراك أوباما”، وينتمي ميللر للحزب الديموقراطي حيث يوجد لوبي إخواني نجح في اخترق دوائر مقربة من الديمقراطيين ومن بينها وسائل إعلام مقربة من الحزب الديمقراطي مثل محطة CBS وCNN .
ثالثا: ركز المحاور “سكوت بيلي” على طرح أسئلة قديمة أجاب عليها الرئيس من قبل ،وتحدث عنها في خطاباته، المحاور تبني تقرير هيومن رايتس واتش بشأن فض اعتصام رابعة على أنه حقيقة، واظهر الإخوان بأنهم ضحايا، ولم يتعرض بيلي لمحاولة الحكومة فض الاعتصام المسلح سلميا في انحياز واضح لتنظيم الإخوان الإرهابي .
رابعا: لم يشر بيلي من قريب أو بعيد إلى الجرائم التي ارتكيها تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر منذ ثورة الشعب عليهم في 30 يونيو 2013 ولم يشر المحاور إلى دعوة الحكومة المصرية لمن لم تتلطخ أيديهم بالدماء إلى القاء السلاح والعيش بأمان في مجتمع يتسع للجميع.
خامسا: اللقاء اجري في سبتمبر على هامش حضور الرئيس “السيسي” اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وكان يجب أن يذاع على الفور بسبب المتغيرات المتلاحقة، فسؤال عن الإرهاب في سيناء لم يكن في محله فالمذيع سأل عن سبب عدم القضاء على حوالي 1000 ارهابي في سيناء رغم المساعدات العسكرية الأمريكية والواقع يقول أن سيناء اصبحت خالية من الإرهاب.
سادسا: حوار الرئيس إذن كان يتطلب اليقظة من البداية، لا يينبغي الموافقة على اجراء حوار، ثم نطلب من المحطة عدم اذاعته، لأن ذلك فيه عدم احترام للمهنية وللمحطة، لكن يمكن أن تضع شروطا للمقابلة مثل أن يكون اللقاء منفصلا، وعدم مشاركة أطراف أخرى للتعليق على المقابلة فلا يصح أن يعلق على حوار رئيس دولة شخص مأجور، واذا هناك مقابلات للتعليق يجب أن تكون ممثلة لمختلف الأطراف لإحداث توازن.

التعليقات