آراء حرة

11:11 مساءً EET

حسان الطيار يكتب: السيسي والمحمدين .. لماذا؟

ليس من نهار يشرق، ولا مساء يحل إلا ويسمع العالم بأسره اسماء ثلاثة شخصيات دولية ترن في كل مكان، فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان ولي عهد أبوظبي، وبالمقابل لابد وأن تبرز وتذْكَر وتذاع وتردد في ثلاثة مستنقعات إعلامية، المستنقع القطري، والمستنقع التركي، والمستنقع الإخواني، حتى أصبح من الصعوبة بمكان، بل وأكثر الأمور استغراباً حينما تمر اثنتا عشرة ساعة ولا نسمع أو نقرأ أكذوبة حيكت أو خبراً زيِّف من جديد عن تلك الأسماء اللامعة في تلك المستنقعات.

السيسي قال، بن سلمان أشار، بن زايد مشى، والسيسي يشعر، بن سلمان يعلن، بن زايد يشير. ضع الاسم في خانة البحث في موقع جوجل وضع من بعده ما شئت من كلمة أو لا تضع، فلابد أن تجد ما يتصدر نتائج البحث، أكذوبة جديدة، وصياحاً متجدداً، ونعيقاً ونباحاً وعويلاً من تلك المستنقعات الاعلامية التي أصبحت رمزاً للشذوذ الفكري ومنارة للكذب الإعلامي ومنبراً للتلفيق والتضليل الإخباري، وبؤرة للخيانة العربية والإسلامية، حتى أصبح معها العالم على يقين، بأنه ما من مستنقع منهم إلا ويضم في هيكله التنظيمي، إدارة عامة تحت اسم (الإدارة العامة لتأليف الضلال وإخراج الأكاذيب ودعم الإرهاب)، لا يتولاها ويعمل فيها سوى من ثبتت خيانته لعروبته وتأكد انبطاحه وعمالته لأعداء الأمة، وتحققت نجاسة النطفة التي خلق منها.

كل ذلك لا يخرج عن أمرين اثنين، أولها: أنه كلما نهض أو قام أي من تلك الشخصيات الرفيعة الثلاث بعمل أو قول أو فعل، فإنه لابد وأن يحدث معه ردين من ردود الأفعال، فتجد هنا، فخر وافتخار وسعادة وزهو بعمل وطني أو إنجاز عربي جديد، وهناك نعيق ونباح وعويل ونهيق بعمل لابد من محارته والتصدي له وتأليف الأكاذيب حوله بكل ما يمكن معه إيقاف أو تعطيل ذلك. وثانيها: أنه كلما تقدم أي من تلك الشخصيات الثلاثة بعمل تنموي وسعى لوطنه وعروبته بإنجاز جديد، إزداد أمامه الكذب والتضليل وتأليف القصص والروايات وشراء ذمم الآخرين للشهادة والنعيق بالباطل من تلك المستنقعات الثلاث. حتى أصبح من المستحيل، أن يقوم أي من السيسي وابن سلمان وابن زايد بعمل واحد أو النطق بكلمة واحدة، بل وإن كان عطاساً أو سعالاً أو نحنحة أو جلوساً أو قياماً أو مشياً أو أكلاً أو شرباً أو نظرة إلا وخرج علينا المستنقع القطري بتفسير مضلل، والمستنقع التركي بقصة جديدة، والمستنقع الأخواني بتحليل منحرف حيالها، بل وصل الأمر بهم إلى تأليف ما تعنيه عبارات الوجه أو حتى حركة اصبع أو يد أو إشارة منهم تحت مسمى (تحليل لغة الجسد)، فإشترته تعني، وشفاه تفسر، وخطوة تبين، ونظرة تؤكد.

سألني أحدهم: ألا يغضبك الهجوم الدائم والتلفيق المستمر من الإعلامي القطري التركي الأخواني على ما يفعله السيسي وابن سلمان وابن زايد بشكل يومي؟ فقلت: يغضبني حينما أرى إعلاماً متخاذلاً لا يرد على تلك السقاطات ولا يتولى مهمته المقدسة في بيان الحق كي لا يقع ذوي الفكر البسيط بشراك تلك المستنقعات، وإنما انشغاله بما قالت الفنانة فلانة، وما صرح به اللاعب فلان. ويفرحني حينما أرى جيوشاً عربية إلكترونية تزداد إخاءً وصلابة وعزيمة ووحدة، تخوض حرباً شرسة دون تهاون ولا تخاذل ضد تلك المستنقعات، للرد عليها وفضحها وبيان حقيقتها وزيفها وتضليلها. وأطير فرحاً لكون ما قام به أي من تلك الشخصيات البارزة الثلاث من عمل أو قول أو فعل قد أحدث ألماً مبرحاً في قلب قادة تلك المستنقعات، ولولا ذلك لما علت أصوات النباح وتعالى النهيق وازداد النعيق منهم. وأشعر بنشوة النصر والفخر وأنا أرى ازدياداً وسمواً للعلاقة الأخوية واللحمة العربية والترابط العطري بين الشعب السعودي والمصري والإماراتي ومعهم ورود عربية تفوح عطر وفاء من بقية الدول العربية الشقيقة من المحيط إلى الخليج.

على قدر ما نتمنى لتلك المستنقعات الخبيثة من عاجل الزوال لتنقية الإعلام العربي من نجاسات التضليل ونتانة التزييف وسقاطة التحريف، على قدر ما نفرح بألمهم واعتصار قلوبهم غيظاً وحسرة وحقداً قاتلاً لهم كل يوم وليلة وهو يروون قصصهم وتأليفاتهم التي أنفقوا عليها عشرات الملايين قد ذهبت أدراج الرياح، وعلت في الشاطيء الآخر ضحكات نشوة النصر، وابتسامات السعادة والفخر.

كلمة أخيرة: أيها الشعب العربي، لا تحزن حينما ترى عدوك يحيك بك المؤامرات ليلاً ونهاراً فتلك سنة الحياة، فلا تقذف سوى الشجرة المثمرة، ولا تطلب من إعلام متخاذل أو مصاب بشلل رباعي أن يدافع عمن أحببت وتحب مادام لديك القدرة على أن تدافع بقلمك ووقتك عنه. وأما تلك المستنقعات، وبلسان كل عربي شريف نقول لهم: زيدوا نباحاً وازدادوا نعيق وعويلاً فإن صوت الموت فيكم وتلذذ الألم في داخلكم يزيدنا فرحاً وتماسكاً وتعاضداً من جهة، وشعوراً بالفخر والزهو والإجلال والإكبار بصاحب الفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان ولي عهد أبوظبي الذين لم ولن يلتفتوا أو يشغلوا أوقاتهم بالرد عليكم، لكون على علم بأن كل دقيقة في حياتهم قد أصبحت ثمينة للغاية، بل ولا نبالغ إن قلنا، أن الدقيقة في حياتهم قد أصبحت ربحاً وخسارة، فإن قضوها في خدمة أوطانهم كانت ربحاً للجميع، وإن انشغلوا بها للرد عليكم وعلى الطفيليات من حولكم كانت خسارة لكونها لم تستغل في عمل وطني أو إنجاز عربي جديد.

حفظ الله السعودية ومصر والإمارات وقيادتها وشعبها وأمنها وجيشها والقائمين عليها من كل سوء وشر وأذى وبلاء، وأدام على هذه الأمة تحالفها الرباعي العربي العظيم، السعودي المصري الإماراتي البحرين، وبقية الأوطان العربية الشريفة، جليل الأخوة والعزة والتعاضد والترابط، وحفظ أوطاننا بعينه التي لا تنام.

التعليقات