كتاب 11

04:11 مساءً EET

وداعا رمز البر الأبدي

* أن تفقد صديقا وأخا وإنسانا وفجأة ودون سابق إنذار فذاك مؤلم ومن الفواجع المكتوبة وليس لنا غير الإيمان بمشئية الله وقدره …
• عبدالعزيز بن محمد بن دحنان الزهراني ابن قرية الدهامين بزهران من الشخصيات التي يجب أن يكتب ذكرها في معلقات وصفحات الوفاء والثناء الأبدي وتحديدا بره بوالدته التي رحلت قبله بسنوات قريبة وعانت من مرض إمتد لسنوات طويلة بين الأسرة في البيت والمستشفيات ودخلت في الغيبوبة سنوات طوال وكان خادمها والباسم في حضرتها والرافض أن يعتني بها غيره وتعامل بها ومعها كالخادم الذليل خوفا من التقصير وكان يناجيها ويحادثها بذكريات طفولته ويحاكيها بأسماء وذكريات صاحباتها ومن كن بجانبها في القرية والمزرعة والبئر والركيب … وابقى نفسه بلا فسحة أو سفر وعد خدمتها والإعتناء بها أجمل من رحلة البر والبحر ونيس وباريس
وارتبط هذا البر النادر والخالد بمزايا خلق إنسان نادر في الفزعة والوصل وكانت البسمة والبساطة والإنسانية واسطته للدخول للقلوب والمحبة التلقائية البرئية … ومثل لمن عرفوه وعايشوه النشمي وابن القرية الشهم وغير المتلون … وحمل البياض خلقا وسلوكا وتعاملا … وإن ذهبنا لتذكار رحلة حياته وطفولته في القرية فذاك يحتاج لمعلقات.. إذ أن فقده المبكر لوالده جعله يعيش مع شقيقيه (العميد) علي وحسين وشقيقتيه حياة الإرتباط العاطفي النادر مع والدتهم رحمها الله ومن كانت تمثل ولازالت للقرية وللتاريخ الذي عايشته (المرأة) الخارقة والنادرة والشجاعة والحكيمة ومن حملت المسؤولية بأكثر مما يفعله ويتحمله الرجال… وأبقت وهي غير المتعلمة التعليم الخط الثابت في حياة صغارها وكانت تذهب بهم كل صباح الى قرية مجاورة وتبعد عن قريتها بأكثر من ستة كيلو مترات ذهابا وإيابا …وفِي ظروف مناخية صعبة وأبقتهم بجانبها في الحقل والزراعة والرعي وربطتهم بالمراجل مع أهل القرية وهم صغارا … وكانوا يتقدمون ويحضرون للمناسبات كرجال … ويسهمون مع أهل القرية ويتفاعلون معها في أفراحها واتراحها … وكان بناء المراجل والنخوة والكرم والشيمة فيهم عادة وسلوكا… ولا زال
• وحين فقدت القرية العمود عبدالعزيز فذاك كان يعني رحيل التاريخ والعلوم الغانمة لذكريات امتدت مايقارب (50) عاما … وإن كان نسيانها لن يرحل وإن رحل الجسد … الطيب والنقي والوفي
• أبا محمد… كنت غيمة الطيبة والمراجل ومطرها سيهطل بوجود الخلفاء محمد الغالي وأعمامه الكرام .
• أبا محمد .. ستبقى في قلوبنا ببقاء وشموخ عين شعب الصفي والحائط وجبل الحمى بقرية الدهامين وستطل فينا حيا وذكريات البر ستبقى علامتكم الأبدية الخالدة بوالدة التحدي والصبر
ا مستورة بنت علي) وستظل شخصيا فينا باقيا وزرعك لن ييبس أبدا ..
• اللهم ربي جاء اليك عبدك الضعيف عبدالعزيز راجيا رحمتك ومستجيرا من عذابك فحقق له دعواته بحياته ووسع مدخله وثبته واجمعه مع حبيبك وحبيبه محمد عليه السلام على الحوض المورود

التعليقات