عرب وعالم

05:00 مساءً EET

تقرير: #حماس أداة فلسطينية في خدمة مصالح جماعة #الإخوان الإرهابية‎

يوماً بعد يوم، تؤكد حركة حماس أنها أداة فلسطينية في خدمة مصالح تنظيم الإخوان المسلمين، قبل المصلحة الوطنية الفلسطينية، وأن رؤية الحركة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، رغم محاولتها نفيها ذلك، وفقاً للمصالح من حين لآخر.

وكشف مقطع الفيديو المسرب لعضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار فضيحة كبرى للحركة، بسبب رؤيتها للقضية والدولة الفلسطينية، بعد ظهور الزهار متحدثاً مع أبناء الحركة في اجتماع خاص، شرح فيه رؤية الحركة لفلسطين التي لا تمثل الهدف الأساسي للحركة، بل هدفاً ثانوياً قائلاً: “عندما أسمع بالدولة الفلسطينية أشعر بالتقيء وفلسطين بالنسبة لنا مجرد سواك أسنان” مضيفاً ” مشروعنا أكبر من فلسطين التي لا تكاد تظهر على الخريطة”.

ردود فعل غاضبة
ولقي حديث الزهار، ردود فعل غاضبة ومستهجنة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد معلقون أن القيادي في حماس عبر عن الفكر الحقيقي لحركته، التي تتبع لجماعة الإخوان الإرهابية، وإن حاولت التبرؤ من ذلك بعد سقوط الجماعة في مصر.

‏وقال معلق على الفيديو المسرب: “هذا الفيديو للقيادي في حماس الإخونجية يثبت أن هذه الجماعة خنجر مسموم في خاصرتنا، وأنهم خونة يحملون مشروعاً دولياً”، مضيفاً “يستخدمون فلسطين ذريعةً للسيطرة والتوسع”.

ويذكر أن الزهار من أبرز قيادات حركة حماس، وشغل منصب وزير الخارجية في الحكومة الفلسطينية العاشرة، التي شكّلتها الحركة في 2007 بعد سيطرتها بالقوةعلى قطاع غزة.

وتعليقاً على الفيديو المسرب، قال المحلل السياسي أحمد عبدالرحمن: “ما ورد في مقطع الزهار يؤكد رؤية حركة الإخوان المسلمين التنظيم الأم لحركة حماس، الذي يعتبر أن مشروعه دولي وهو استحواذ التنظيم ورؤيته على العديد من الدول، فهو بطبيعة الحال يعتبر فلسطين جزءاً فقط من المشروع الأهم”.

وأشار المحلل السياسي إلى أن “تصرفات حركة حماس في قطاع غزة، وعدم التزامها باستحقاقات المصالحة الفلسطينية وحل المشكلات الفلسطينية الداخلية، وبحثها عن فرص دولية وعمق لها، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن فلسطين جزء فقط من رؤيتها”.

الوصول إلى السلطة
وتحت عنوان “حركة حماس وارتباطها بالإخوان المسلمين”، نشرت صحيفة الرأي الأردنية، مقالاً للكاتب والمحلل السياسي الأردني حمادة فراعنة، معلقاً على مقطع الزهار، قال فيه: “تقف حماس في نفس الموقع والمكانة ومحدودية الهامش المتاح لها أمام قيادة الإخوان المسلمين”، مضيفاً أن “حماس سلاح سياسي كفاحي جهادي لجماعة الإخوان المسلمين في المواجهة المباشرة مع معسكر العدو يتم توظيفها لخدمة رؤيتهم السياسية وتطلعاتهم الحزبية ونجاحاتهم الانتخابية البرلمانية، أو البلدية، أو النقابية أو الطلابية، أو غيرها”.

ويضيف “حركة حماس أول فصيل من جماعة الإخوان المسلمين يصل إلى الحكم، لهذا لن يسمحوا بفشل التجربة، ولن يسمحوا بسقوط حكومة إسماعيل هنية، وسيستعملون كل الاتهامات والاشاعات والافتراءات ضد الرئيس أبو مازن، وضد حركة فتح لحماية وجودهم في السلطة، وبقاء حماس في الحكم”.

ويرى الكاتب أن “جماعة الإخوان تنظر إلى خطوة حماس باستلام السلطة الفلسطينية باعتبارها خطوة أولى ستلحقها خطوات يتطلعون لإنجازها عبر صناديق الاقتراع في أكثر من بلد عربي، لأنها حلقات متصلة تخدم بعضها بشكل تدريجي”.

تكتيك أم مناورة
وكان مسؤول المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أعلن من القاهرة، أن حركة حماس لا تنتمي لجماعة الإخوان، في مصر أو غيرها من الدول.

ولكن خبراء في الشأن الفلسطينين، أكدوا أن تصريحات هنية، امتداد لسلسلة من التقلبات التي عاشتها الأذرع الإخوانية في العالم العربي، وأضافوا أن ” حركة حماس تعد فرعاً رئيساً من جماعة الإخوان المسلمين، وتلك حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها، وما جاء على لسان رئيسها إسماعيل هنية هو تكتيك سياسي”.

ويصف مراقبون، التغيرات الأخيرة للحركة، بأنها محاولة لتحسين صورة الحركة في الدول العربية، بعد تورطها في الشؤون الداخلية للدول العربية، ما وضعها في موقف المتهم بمساندة الإرهاب، والولاء لدول إقليمية تدعم الحركات المتطرفة في الدول العربية.

ويذكر أن حماس أصبحت في مأزق بعد خسارتها لدعم دمشق ومصر وذلك بسبب وقوفها إلى جانب الإخوان على مبدأ “السمع والطاعة” أكثر من ركيزة هويتها الفلسطينية.

المنبع الإخواني للحركة
وتشكلت حركة حماس في قطاع غزة في 1987 امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين، وتشرب المؤسسون الأوائل بأفكار الإخوان أثناء دراستهم في مصر، وانعكس ارتباط حماس بالإخوان عقائدياً وفكرياً على ميثاق الحركة، الذي يتضمن اقتباساً من مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، حسن البنا.

دفع فواتير الإخوان
ووفر ارتباط حماس بالإخوان في البداية دعماً مالياً، ساعدها على النهوض والتوسع، لكن مع بداية ما سمى بـ”الربيع العربي”، تورطت الحركة في دعم الإخوان إلى حد الانقياد، وساندت إعلامياً وعسكرياً جماعة الإخوان الإرهابية في مصر للوصول إلى السلطة، ثم وقفت معها للتشويش ولتشويه صورة النظام بعد ثورة يونيو 2013، خدمة للتنظيم الأم جماعة الإخوان.

ودفعت حماس فواتير مساندتها لجماعة الإخوان في مصر، كما دفعتها في سوريا أيضاً، لتخسر بذلك موقعها الاستراتيجي الأخير في دولة عربية محاذية لفلسطين، إذ أعلنت الحكومة السورية إغلاق المكتب السياسي للحركة في 2012، بعد اتهامات من سوريا لحماس بمساعدة المجموعات المسلحة على أراضيها إعلامياً وسياسياً، واتهمت سوريا حماس بإمداد المنظمات الإرهابية على أرضها بخبرات عسكرية، أهمها حفر الأنفاق، إضافة لانضمام عدد من عناصر حماس لتلك المنظمات.

ولكن هنية نفى في تصريحات له مشاركة حماس في الحرب الأهلية السورية إلى جانب التنظيمات الإرهابية، ووصف الحرب الأهلية فيها بأنها “فتنة”، بعد أن كانت تصفها حماس طيلة 8 أعوام بالـ”ثورة”!.

ترهيب واغتيلات
وفي قطاع غزة، لم تجد حركة حماس حرجاً في قمع الحراك المطلبي في القطاع “حراك بدنا نعيش” بشكل بالغ القسوة ما أكد الفكرة عن استعداد حماس للعنف والتطرف، مثلها مثل سائر الجماعات الأصولية التي تؤمن بالترهيب، والتكفير، والتخوين.

وأوضح خبراء في الشأن الفلسطيني أن سلوك قيادات حماس يؤكد التبعية العمياء التي يمكن وصفها بالوراثية لجماعة الإخوان، واعتبار الاخوان وفرعهم في فلسطين حماس، الاغتيال الجسدي فرضاً، وواجباً، وأكدوا أن حركة حماس لم تشذ يوماً عن قواعد الجماعة، فالاغتيال الثقافي والسياسي والجسدي أركان رئيسية في عقيدة الاخوان.

التعليقات