كتاب 11

05:28 مساءً EET

رفحاء مدينة الحضارات

• ارتباط العشق بالمكان وذكرياته وتحديدا بمرحلة الطفولة وريعان الشباب من محفزات الفكر وإظهار مكنون العقل الباطن بجماليات ذلك الزمن ومرحلته البرئية والناصعة .
• مدينة رفحاء الحبيبة كانت ولا زالت كنز ذكرياتي ومرتع صباي وطفولتي …..
• وبعيدا عن عاطفتي وغرامي بمحبتها وعشقها … فسأكون في الوصف عادلا وصادقا والله على ماأقول شهيد ………
• مثلت وعلى أرض الواقع وصف المدينة الفاضلة واقعا وحقيقة وليس ترهات وأضغاث احلام وإحتوى طيفها الإجتماعي نموذجا مصغرا للحضارات والأطياف والألوان والمذاهب وارتبط إنسانها بالحضارة الأوربية والعربية الوافدة وكونوا أول ملحمة حقيقة للتعايش الإنساني ورموا بعصبية المكان في خبر كان وعدوها بالفعل جاهلية أولى … وكان سعيد العماني مدير محطة التابلاين عمانيا وسعد دينه البحريني حكيما وجورج فاخور اللبناني ممرضا… ونورمان البريطاني مدرسا واستقر فيها الأوربيين القادمين بشركة التابلاين وكونوا طيفا جديدا وحراكا بدويا وأوربيا إذا كان يرتدي العامل السعودي بالشركة البدلة والكاب ويتكلم اللغة الإنجليزية ونقيضه الأوربي الذي يخرج للمدينة بالثوب والغترة ويتنقل بين الطلعة والسوق والمناخة وكان سوق المدينة يمثل حديقة العايد بارك اللندنية بتنوعها وألوانها وطيفها وثقافتها الخلافية الراقية ……………..
• وكانت التجارة والخانات والمخازن الكبيرة حصرية بالجالية العراقية ومن قاسموا أهلها الأفراح والأتراح ولا زال بعضهم مستقرا وعاشقا .. ومن لايذكر في رفحاء عدنان شربة والعبايكي اخوان وحسين بر وصاحب النجار ومسافر وعبد عباد وغيرهم من الرجال الأفذاذ
• وسبقت رفحاء في حضارة الترفيه والملاهي مصر ولبنان والعراق.. إذ كانت السينما تعرض أفلام (الكاو بوي) ورعاة البقر قبل (90)عاما وأكثر وكان (الكانتين) ببضاعته الأوربية متوفرا وأجزم أن أهل رفحاء وعرعر وطريف هم أول من أكل الجاتوه والكيك الأوربي .. وفِي هذه المدينة الوادعة كان الحب في مجتمعها قسمة ونصيبا … ولم تفرق فيها عصبية المكان بين جنوبي وشمالي وشرقي وغربي وعربي وأجنبي …. وإذا افتخر أهل بمصر بالعاشق الذي يعيده شرب نهر النيل فإن أهل رفحاء يفاخرون بمن شرب من دلتهم وورد على شبة نارهم وكرمهم وأبوابهم المفتوحة والقلوب الوسيعة والنقية
• رفحاء ستبقى وتظل في ذاكرة من عاش فيها (الملهمة) و(الراقية) وزارعة ( المرجلة) ومن شرب من (بيذرها) فلن ينسى العودة لشرب مائيها وذكريات مراجل أهلها … ومن عاش موسيقى صوت (الصيت) فلن تطربه غير عود وموسيقى ( هليل وقائد الناقة) ……..
• رفحاء كانت ولا زالت وستبقى ذكرى أعظم وأطيب أب وأمً وأشقاء واصدقاء تقاسموا عشقها ومحبتها وبقى طيفها وأهلها وفياضها في القلب رسمة أبية وخارطة أبدية .. وقالها العم شطيط الشراري (رفحاء والرزق على الله)

التعليقات