كتاب 11

09:40 صباحًا EET

الحريري ضحية الإرهاب الفكري الإخواني

لم يكن يظن المواطن السعودي محمد الحريري، الخبير في الهيئة العامة للطيران المدني السعودي، وهو يغادر وطنه برفقة أسرته ووالدته وأخوته، أنه سيكون ضحية فكر إرهابي متطرف تغذى به مواطن أردني مارق يعمل بدولة الكويت، تشبع بالأفكار الأخوانية الحمساوية الضالة المضللة.
كان في طريقه لأن يقضي إجازته التي ظن أنها ستكون ممتعة، بعد عناء أشهر طويلة من العمل الدؤوب بجد ونشاط، فاختار لنفسه وأسرته ماليزيا مقصداً ودورسيت ريجينسي (Dorsett Regency KL) فندقاً، والذي سمع عنه أنه من الفنادق الراقية في كولالمبو، وهو لا يعلم أنه مجرد اسم لامع لإدارة خاوية لا يستبعد أن تكون إخوانية مناصرة لفكرهم المتطرف. وحينما وصل إليه، وتحديداً منذ بداية تسجيل الدخول في الفندق، كانت بداية قدر الحريري مع الفكر الإخواني الإرهابي، حينما قفز مواطن أردني ليتجاوز صف التسجيل، فطلب منه الحريري بكل أدب أن يلتزم بدوره، وهنا كانت بداية انفعال الجاني مما طُلب منه، وبدء عمل فكره المتطرف للنيل من المجني عليه، ليس ليس لكونه قد طلب منه العودة إلى نهاية صف الإنتظار، وإنما بسبب ما سقطت عليه عيناه التي تسكن في رأسه المتشبع بالإرهاب الإخواني، ورؤيته الجوازات السعودية، فبات وكأنه أمام عدوه اللدودالذي كان ينتظره وصوله.
انتهى الموقف بسلام بعد تدخل أمن الفندق، ولكن لم ينتهِذلك عند صاحب هذا الفكر المتطرف، وهذا ما يؤكده ما حدث في صبيحة اليوم التالي، يوم وقوع الجريمة، حينما حاول بكل السبل مضايقة محمد الحريري وأسرته في مطعم الفندقوهم يتناولون إفطارهم بذريعة أن الطاولة التي يجلس عليها أطفال عائلة الحريري تخصه، على الرغم من عدم وجود أي علامة حجز أو حتى ما يشير إلى أن هناك من يجلس عليها. فما كان من الحريري إلا أن عامله بأخلاق العروبة التي أباها ذلك المعتدي، ورد عليها بعبارات متطرفة وشتائم وسباب بحق المملكة العربية السعودية التي لطالما كان لها اليد الطولى في دعم القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة.
حاول الحريري بكل السبل هو وأسرته تجنب ذلك المعتدي الذي باغت الحريري بضربه بطبق في وجهه، تكسر إلى قطع عدة، ليتناول الجاني إحداها التي أصبحت كالسكين، ويقوم بعمله الذي رآه العالم على وجه الحريري، ثم يلوذ بالفرار.
لسنا هنا لنتناول تفاصيل القصة، ولكن ما صدم الجميع، هو ذلك الحقد الدفين في عقلية ذلك الجاني، والترصد المتعمد منه للنيل من مواطن عربي لمجرد أنه رأى بيده جواز سفر بلده المملكة العربية السعودية،والتي نالها ما نالها من سباب وشتائم من ذلك المواطن الأردني، ثم نال مواطنها ما ناله فيتلك الجريمة النكراء.
يستوقفنا في هذه الجريمة أمور عدة يجب علينا أن ننظر لها بكل إمعان، ويأتي في مقدمتها، تلك المعلومات الضالة المضللة التي نشرها ولا يزال ينشرها تنظيم الإخوان الإرهابي وذراعة حركة حماس المتطرفة بين الشعوب العربية والفلسطينيين خاصة والتي رأينا أطرافها في تلك الأبواق الضالة التي صدرت من بعض من فقدوا الأهلية العقلية وهم يرون اليهود يمنعونهم من دخول المسجد الأقصى، فنرى إجابتهم متمثلة في ارتفاع أصواتهم في معادة السعودية والإمارات وأنهما من منعوهم من أداء شعائرهم الدينية!! وهنا نتسائل: هل بلغ العته الفكري والسفه العقلي والإضمحلال إلى هذا الحد من السقاطة في تلك العقول التي يغذيها تنظيم الإخوان الإرهابي والفكر الأردوغاني والحمساوي!! هل بلغ الحال في تلك العقول الخاوية أن يتم التطاول على مواطن من المملكة العربية السعودية لم يبدُ منه كلمة أو أذية بحق ذلك المعتدي الأردني الآثم ليفعل به ما فعل!! هل امتلأت قلوب هؤلاء المنتمين أو المؤمنين بأفكار تنظيم الإخوان الإرهابي والفكر الأردوغاني والحمساوي بكل هذا الحقد والبغض غير المبرر، ليجعلوا منه جواباً للمواقف النبيلة التي كانت ولا تزال عليها المملكة العربية السعودية في دعمها للقضية الفلسطينية على مدار عشرات السنين!!
ما حدث للمواطن السعودي محمد الحريري يمكن حدوثه في أي مكان لأي مواطن سعودي، وما وقع على الحريري هي جريمة نكراء وإعتداء سافر مع سبق الإصرار والترصد من مواطن أردني يعمل بدولة الكويت، وينتمي فكرياً لتنظيم الإخوان الإرهابي والفكر الأردوغاني والحمساوي المتطرف، لابد للسلطات الماليزية من الوقوف في وجهه ونصرة المعتدى عليه، فكمرات المراقبة أثبتت أن ذلك الأردني الجاني تعمد التحرش ومضاقة المعتدى عليه ثم فعل ما فعل بالضحية.
وفي ذات الوقت فإننا ونحن نقدر للسفارة السعودية في ماليزيا وعلى رأسها سعادة السفير محمود بن حسين قطان موقفها المشرف في وقوفها مع مواطن بلدها، إلا أننا نشد على أياديهم من جديد، بأن ما صدر من حكم مبدئي من الجهة الماليزية المختصة بحق الجاني، والذي قضى بتغريمة مبلغ (1,000) رينغيت، لا يمكن قبوله جملة وتفصيلاً، وأن الطعن الذي تقدمت به السفارة الموقرة للجهات المختصة من خلال محاميها على الحكم الصادر، والمطالبة بتطبيق ما قضت به المادة (324) من القانون الماليزي والتي تقضي بمعاقبة الجاني بالسجن عشر سنوات، لم يعد مطلباً لمحمد الحريري وأسرته، بل أصبح مطلباً لكل مواطن سعودي وعربي بعدما شاهدوا ما حصل على المجني عليه. وكلنا على ثقة بأن السفارة السعودية في ماليزيا ممثلة بسعادة السفير القطان والمخلصين معه، لن تقف مكتوفة الأيدي في تصعيد ذلك على أعلى المستويات ومطالبة المسئولين الماليزي الوقوف مع المعتدى عليه، ونيل المعتدي جزاءه الرادع، فليس من عاقل يقبل أن يفعل ما رأيناه ورآه العالم بمواطن ماليزي أو غيره ليكون عقاب الجاني تغريمه بمبلغ (1,000) ريال.
وفي ذات الوقت، فإن علينا أن ننظر لما قامت به إدارة فندق Dorsett Regency KL من تقاعس متعمد في أداء عملها وتواطؤ مع الجاني، وعدم الإستجابة لمناشدات المعتدى عليه بطلب الإسعاف والشرطة لموقع الجريمة، بل ومحاولة الفندق تهريب الجاني بسرعة بالغة، والتي لم يمكنها من ذلك تدخل أسرة الحريري وبعض النزلاء للقبض على الجاني لمنعه من الهروب إلى حين وصول الأمن الماليزي للقبض عليه، بجعل ذلك الفندق على القائمة السوداء والتحذير من السكن فيه، حفاظاً على أرواحنا وأرواح أسرنا عند زيارة ماليزيا التي لا أعتقد أن يستمر حال السياحة السعودية إليها على ما هي عليه الآن إن لم ينل الجاني الأردني عقابه الرادع.

التعليقات