كتاب 11

01:48 مساءً EET

حرب الجيل الخامس والثورات الملونة

يقول الخبراء أن أصعب الحروب الحديثة هى أن تجد نفسك فى ميدان معركة لا تعرف فيها خصمك الحقيقى … حرب تطلق فيها النار فى كل اتجاه … لكن يصعب عليك ان تصيب عدوك الحقيقى، حرب تستخدمك انت فى قتل ذاتك وروحك … وفى النهاية ستجد نفسك كنت تحارب بالوكالة لصالح شخص جالس فى مكان أخر
يستخدم فيها العنف المسلح عبر مجموعات عقائدية مسلحة وعصاباتِ التهريب المنظم والتنظيمات الصغيرة المدربة صاحبة أدوار ممنهجة حيث يستخدم فيها من تم تجنيدهم بالتكنولوجيا المتقدمة والسبل الحديثة لحشد الدعم المعنوي والشعب وتخصص لهم أمولاً طائلة لتضمن الإستمرارية بكل وحشية .،
لـم تعـد الحـرب فى الوقـت الراهـن مجـرد حـرب تقليديـة واضحـة المعالـم والأدوات ، وإنمـا باتـت خليطـا مـن توظيـف كافـة الأدوات المتاحـة، التقليديـة وغيـر التقليديـة، فى ظــل تحول تكنولوجــى هائــل غيــر كثيــرا مــن المفاهيــم الســائدة عــن الحــرب والصــراع ، بحيــث أضحــى الملمــح والهــدف الجوهــري هــو”التفجيــر مــن الداخل يإعتباره الوسيلة الأمثل لهزيمته.،
فى يوليو من عام 2014، عقدت وزارة الدفاع الروسية مؤتمرا بعنوان «الجوانب العسكرية والسياسية للأمن الأوروبى»، حيث تم استخدام مصطلح جديد وهو «الثورات الملونة»، بمفهوم يتفق مع حروب الجيل الخامس، كونها الاحتجاجات والمظاهرات التى تتسبب فى الإطاحة بالأنظمة القمعية على حد قولها ، واستبدالها بأنظمة جديدة ديمقراطية، أو على الأقل غير معادية للأنظمة الغربية تحقق قدر كبير من طموحاتها
تواجهه مصر والمنطقة العربية هذه الحرب الأن والتى يتم فيها استخدام عمليات مركبة تتحالف فيها تقنيات حرب اللاعنف والميليشيات المسلحة والاختراق السياسي وانماط من العنف المجتمعى. وصناعة تكتلات صراعية تتمثل فى حروب داخلية سياسية واقتصادية اجتماعية من داخل الدولة، لاستنزافها لتعانى من صراعات داخلية . بالاضافة الى .تجنيد أشخاص غير معروفة على الساحة السياسية وتجعل منهم ابطالا من ورق أو بالاحرى عرائس ماريونت تجعلها بوقإ لتحقيق أهدافها فى تكسير الدولة ،وفى مصر مثلا ستسعى أمريكا الى استبدال شعارات الديمقراطية وحقوق الأنسان، بحقوق الأقليات وشعارات الفتنة الطائفية،وبث روح اليأس فى نفوس مواطنيها .،
ونجد الأن الولايات والمتحدة الامريكية وبريطانيا تعمل في الترويج لشخصيات سياسية ذات طابع طائفى ، بالإضافة الى العمل على انضاج تجارب الميليشيات في ليبيا مثلا ، والاعتماد على العائلات والقبائل في انشاء حالة صراع داخلية تارة بينها وبين بعضها وتارة بينها وبين الدولة، بالتزامن مع وهو نشر أنماط من حروب اللاعنف بالتتابع بهدف تشتيت تركيز الدولة، وفى الوقت نفسه البدء في تشكيل ميليشيات منظمة تستهدف تحويل النمط السلمى في المظاهرات الى نمط عنيف، وبالتزامن مع المظاهرات والاعتصامات في العاصمة أو في المدن الكبرى، يتم طرق أبواب المناطق الحدودية بقصف من الميليشيات الأرهابية، ويصاحب هذا حرب بين القبائل والعائلات في الصعيد بهدف تشتيت التركيز, وذلك بهدف تشتيت جهود الدولة لإنقاذ الموقف، كل ذلك بالتزامن مع حرب نفسية يتم فيها الإعلان عن سقوط مناطق حدودية أو مدن حدودية بهدف التأثير في معنويات الجماهير، وهنا مثلا يأتي الدور على ضرورة إدخال الدولة المصرية في حالة تفاوض مع هذه الميلشيات، مع محاولة تطبيق حظر جوى على سماء مصر، وهذا جزء من سيناريوهات في كسر إرادة مصر ،
في قول آخر، أن الحرب على القلوب والعقول من خلال الوسائل الالكترونية مثل«سوشال ميديا» والتى صارت مندمجة تماماً مع الحروب الإلكترونية (ضربات الـ «هاكرز» وحروب الفيروسات الرقمية وسواها)، إضافة إلى أشكال مألوفة نسبيّاً كالصراع بين الجيوش والمجموعات المسلحة
إذ نجدها تعتمد على زيادة الترابط بين المشكلات الاقتصادية والتهديدات الأمنية المتأتية من الاعتماد المتبادل في الاقتصاد الدولي. وبذا، صارت إشكالات اقتصادية، مثل انقطاع أو وقف إنتاج السلع الأساسية، مصدر تهديد للأمنين الوطني والدولي. وتأتي في السياق عينه، ظاهرة صعود الولاءات البديلة، إذ أدت العولمة وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات إلى زيادة ميل الأفراد إلى نقل ولائهم من الدولة إلى قضايا معينة. وصار كثيرون منهم أكثر ارتباطاً بما يثار على شبكة الإنترنت، على حساب الاهتمام بالمشكلات الحقيقية لمجتمعاتهم. ويتمثل مصدر التهديد في تلك الظاهرة من ظهور ميول لدى بعض الأفراد إلى استسهال التطرف واستخدام العنف وسيلة للتعبير عن الرأي، حتى من دون التقدير المنطقي لعواقب أفعاله. ألا يسلط ذلك أيضاً بعض الضوء على ظاهرة التجنيد الإلكتروني لإرهابيين عبر الإنترنت؟
ذا الجيل الجديد من الحروب الذى يواجهه العالم والمنطقة العربية الآن سيتم فيه إستخدام عمليات مركبة تتحالف فيها تقنيات حرب اللآعنف والميليشيات المسلحة والإختراق السياسى وأنماط من العنف المجتمعى، والجزء الجديد فى حروب الجيل الخامس هو صناعة تكتلات صراعية على سبيل المثال صناعة حروب داخلية سياسية وإقتصادية إجتماعية من داخل الدولة المستهدفة، وإستنزاف هذه الدولة التى تعانى من صراعات داخلية بمواجهة تهديدات خارجية عنيفة
ولأن مفهوم التفكيك الساخن يقوم على العنف بأشكاله المتعدده، فصاحب المخطط صنع لنا العدو السوبر، والذى يتم فيه إجبار الدول التى تشترك فى مصالح او التى لديها القليل من القواسم المشتركة ضد عدو مشترك… حيث يتم صناعة “العدو السوبر” مثل داعش على سبيل المثال وبناء وشيطنة العدو حتى تستطيع الدول الإستعمارية إختراق دول تخطط للإستيلاء عليها بالإستنزاف العسكرى والأمنى خارجها… خاصة وأن محاربه تنظيم ليس له قوام رئيسى أشبه بالدخول فى حرب أشباح، وهذا هو المطلوب صناعة حرب إستنزاف لطاقة الدولة الرئيسية ، وتشتيت تركيزها فى أنماط من الحروب الصغيرة والمتوسطه داخلياً وخارجياً
تسعى هذه الدول الى إستبدال شعارات الديمقراطية وحقوق الأنسان، بحقوق الأقليات وشعارات الفتنة الطائفية، وستبدأ فى الترويج لشخصيات سياسية ذات طابع طائفى خلال فترات متقار

التعليقات