كتاب 11

01:20 مساءً EET

مقتل سليماني والمغامر المعتوة

” على الشعب التركي الصديق الذي تربطنا به أواصر الإخوة في الإسلام أن يقف في وجه هذا المغامر المعتوه الذي يدفع بجيشه إلى الهلاك، يشعل الفتنة بين المسلمين وشعوب المنطقة بأسرها إرضاء لنزواته ” كلمات وردت في خطاب المشير “خليفة حفتر” قائد الجيش الوطني الليبي مساء الجمعة الثالث من يناير الماضي أعلن فيها التعبئة العامة لمواجهة مرتزقة أردوغان، وخص الشعب التركي برسالة وصف فيها أردوغان بالمغامر المعتوة ، ودلائل عته أردوغان باتت واضحة بالدلائل التالية:
الدلالة الاولى: شعور اردوغان بالأسى لمقتل “قاسم سليماني” قائد فيلق القدس ووصفه بالشهيد، وكأنهما كانا يقفان في جبهة واحدة ، رغم أن سليماني كان الداعم الأكبر للرئيس السوري “بشار الأسد” وحال دون سقوطه، الأسد الذي استباح أردوغان أرضه واحتل أجزاء منها، وقتل الاف السوريين، وتغنى بالثورة السورية وشهدائها ، ولعن بشار وبراميله المتفجرة ، الأسد المدعوم من إيران حتى النخاع بات سليماني شهيدا في نظر السلطان العثماني المزيف.
الدلالة الثانية : تأثر اردوغان بمشهد تشييع سليماني في العراق ، وشعبية القتيل لدى الشعب العراقي، والاسراع بتعزية الرئيس الإيراني “علي روحاني” ، وتحميل واشنطن المسؤولية، وأنها ارتكبت ما وصفه بالخطأ الجسيم حين نفذت عملية الاعتيال، هذا لا يدل على براجماتية كما يعتقد البعض بل هو مؤشر على الاضطراب العقلي والنفسي لدى اردوغان، اضطراب يستوجب إيداعه بمستشفى الأمراض العقلية .
الدلالة الثالثة : تأكيد أردوغان على أن التدخل الخارجي في شئون الدول يحول دون تحقيق الأمن ويعرض الاستقرار للخطر، ولا أعرف أي استقرار يتحدث عنه وهو يحتل أجزاء من سوريا ، وبرلمانه يوافق على ارسال قوات إلى ليبيا، ويدعم الميلشيات والجماعات الإرهابية ، وينقل المرتزقة من سوريا إلى ليبيا مقابل الفين وخمسمائة دولار شهريا، ويدعم الدواعش والنصرة ويرسل ضباطه لدعم الميلشيات والإرهابيين الذي يحكمون طرابلس، ويحمون فايز السراج، ويدعم الإرهاب في العالم العربي المأزوم في مصر وليبيا والجزائر وسوريا والعراق والسعودية والبحرين واليمن .
الدلالة الرابعة: الاتفاق بين أردوغان وروحاني على الرد على ما وصفوه بالافعال غير العاقلة للولايات المتحدة ، ماذا نسمي أفعال اردوغان وإيران في المنطقة ؟ الدولتان لديهما مشروع يعملان على إحيائه، وتعتقدان أن سليماني لعب دورا لا نظير له في مكافحة الإرهاب على خير وجه، والمؤكد أن هذا الدور هو دعم المشروع الصفوي الإيراني، ودعم الارهاب في الدول العربية لمصلحة مشروع احياء حلم اردوغان في عودة الخلافة العثمانية.
يبقى الحديث عن دور الكومبارس في عملية اغتيال قاسم سليماني ، الكومبارس لم يظهر سوى في مشهد واحد جسده وزير خارجية قطر “محمد عبد الرحمن ال ثاني” حين سارع بالسفر سرا إلى إيران يوم السبت الماضي لرفع العتب وغسل يد بلده من عملية تصفية سليماني، فالمروحية المسيرة التي استهدفت سليماني خرجت من قاعدة العديد الجوية الأمريكية في بقطر وهي من طراز ام كيو 9 هانتر ، لتجد الدوحة نفسها عالقة بين التحالف مع واشنطن وطهران ، فلا هي قادرة على توفير غطاء لحليفتها إيران التي لها جنود يحمون نظام الحمدين، ولا باستطاعتها تليين الموقف الاميركي من الخصم الإيراني، وتعهد وزير خارجية قطر باستمرار دعمها لخدمة الأجندة الإيرانية وتوثيق صلاتها بالميلشيات الشيعية والتنظيمات الإرهابية على حد سواء لخدمة المشروع الإيراني التركي.
من المضحكات المبكيات الزج بالدين في عملية اغتيال سليماني ، موقع المرشد الاعلى على خامنئي نشر صورة توضح “حضن الامام الحسين لقاسم سليماني ” والحسين رضي الله عنه براء من افعالهم ، فهم أهل الشقاق والنفاق الذين خذلوا الحسين رضي الله عنه بعد أن تعهدوا بالوقوف معه، الأميركان لم يقفوا موقف المتفرج ونشروا صورة للسيد المسيح عليه السلام يحتضن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والمسيح منهم براء سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا .
هكذا يكذب كل على نفسه، وغدا سيلقى كل هؤلاء مصيرهم المحتوم ، ولن يغفر لهم التاريخ مغامراتهم ، وتحالفهم مع الشيطان لتحقيق مصالح زائفة وإن طال الزمن.

التعليقات