كتاب 11

12:15 مساءً EET

العصر الذهبي للمرأة السعودية

لم تدخر المملكة جهدًا في دعم المرأة وتمكينها على مرِّ عهود ملوكها – رحمهم الله – وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – ارتبط عمل المرأة ارتباطاً وثيقاً بما تحرص المملكة على توفيره لأبنائها من فرص التنمية، وزيادة رخاء المواطن وتوفير سبل الحياة السعيدة لهم، فنالت مكانتها علمياً وثقافياً وعملياً واقتصادياً.

وخير دليل على ذلك الثقة الكبيرة والقرارات الداعمة للمرأة السعودية ورسم مستقبل مشرق لها، لتستمر في نيل إعجاب العالم كلما حققت إنجازًا جديدًا يضاف إلى سجلها الحافل، ويمهِّد لها الطريق لتكون شريكًا في تحقيق أحد أهم أهداف “رؤية المملكة 2030” ، وهو زيادة مشاركة المرأة السعودية إلى 30 في المئة.

وتبوأت مكانة رائدة في مختلف قطاعات العمل، وصار لها حضورها، وظهر تفوقها وتميزها في ميادين التربية والتعليم والصحة والإعلام والثقافة والاقتصاد وقطاعات المال والاستثمار ومؤسسات تقديم الرعاية الاجتماعية والخدمات المختلفة. وكيف لا يكون لها ذلك، وهي التي تعدُّ للوطن أبناءه، وتزوده بالكفايات المتخصصة والعاملة في مختلف الميادين.

ومن هذا المنطلق لم تغفل رؤية المملكة 2030 وهي تتحدث عن مشاركة المرأة أن توظيفها أصبح من ضروريات الحياة بالنسبة لها خاصة في ظل التغيرات الاجتماعية، والنقلات الحضارية المتلاحقة التي يعيشها مجتمعنا، فمن خلال تعزيز بيئة تعليمية للمرأة تتوافق مع متطلبات سوق العمل المتطور، ودعم مجالات تعليمية حديثة لمواكبة التطور التكنولوجي المتسارع، يمكن أن يتحقق الكثير من زيادة تمكين المرأة في المجتمع كما حددته الرؤية.

ولهذا فإن الاستفادة من إمكاناتها للمشاركة بشكل فاعل في قيادة سياسة التغيير التي تعيشها بلادنا تعد من أهم أهداف رؤية المملكة 2030 حتى أصبح موضوع تمكين المرأة شعاراً أساسياً في هذه الرؤية.، فالنجاحات الوظيفية والاقتصادية التي حققتها المرأة السعودية فتحت لها آفاقًا جديدة ومكانة مرموقة وأدوارًا أكبر في الحياة العملية.

الآن وبعد وصول المرأة لعصرها الذهبي الذي نالت من خلاله كثيرًا من حقوقها وأصبحت محط أنظار العالم، حان الوقت لتثبت أهميتها وقدرتها واستحقاقها لهذه المرحلة الهامة، وأن تكون قادرة على تحمل المسؤولية والمشاركة في التنمية المجتمعية والاقتصادية، واستثمار ثقة القيادة بصورة فعالة حتى تؤكد أنها تملك كل الأدوات والوسائل اللازمة لعمليات الإدارة وبناء المؤسسات الاقتصادية ذات القدرة على النمو والاستمرارية في خدمة وطننا الغالي، حيث تعدُّ مشاركة المرأة جزءًا أساسيًا في التوسع الاقتصادي والنمو للدول.

وتشير دراسة صادرة عن صندوق النقد العربي إلى أن القضاء على عدم المساواة الاقتصادية بين الرجل والمرأة من شأنه أن يسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي العالمي بما يتراوح بين 12-28 تريليون دولار بحلول عام 2025.

ومن المتوقع أن تشهد المملكة مزيداً من الإنجازات على صعيد تمكين المرأة، خاصة مع تزايد عدد الإناث في التعليم والتأهيل والتدريب، حيث تشكل المرأة السعودية رافداً مهماً من روافد نجاح الرؤية، لترتفع مشاركتها في قوة العمل إلى 30 % بحلول 2030 وفقاً لما ذكرته الرؤية.

ومن جوانب تمكين المرأة السعودية اهتمام القيادة بإيصالها إلى المناصب القيادية، وإتاحة الفرصة أمام المبدعات والمثقفات والمميزات منهن للمشاركة في النهضة والبناء، وتشجيعهن على الإنتاج مع التمسك بتقاليدهن وعاداتهن الأصيلة.

فمن نجاحات إلى نجاحات تخطو المرأة السعودية طريقها نحو العالمية بفضل دعم القيادة الحكيمة لها ، وإذلال كافة العقبات التي تحول بينها وبين المضي قدماً نحو تحقيق مزيداً من الإنجازات .

أ. عبدالعزيز منيف بن رازن
مستشار بمركز الاعلام والدراسات العربية الروسية “CIARS “

التعليقات