كتاب 11

11:48 صباحًا EET

الصبر المدد الرباني

قال الله تعالي ؛
(وبشر الصابرين اللذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إننا لله وإنا اليه راجعون)
والصبر والتأمل في أقدار الله له حكمة وحكم نجهلها ولا يعرفها غيره جلت قدرته … واختبر صفوة خلقه من الأنبياء والمرسلين فهذا نبينا وخاتم الأنبياء يبتليه الله بفقد عمه وزوجته وابنائية ويحاصره الكفار في شعب مقفر وليس فيه غطاء ولا تكييف ويأكل مع صحابته ورق الشجر واحتسب وصبر .. ونبي الله ابراهيم أحضر الى النار المتقدة ليترك دينه فصبر وصارت بردا وسلاما ونبينا يونس بقي في بطن الحوت فالتجأ لمن بيده ملكوت كل شيء فأنجاه الله من بطن الحوت وظلمة البحر ………
• في جائحة كورونا يختبرنا الله ويجب أن نكون لمشئته صابرين وشاكرين … ونذكر فضله فيما سبق هذا الداء حيث أنعم علينا بخيراته ظاهرة وباطنهً وجمعنا مع أحبابنا سنين طوال وفتح لنا ابواب الحرمين وبيوته القائمة على الحمد والشكر … وقد يكون له حكمة في اختبارنا وتعليمنا وإرشادنا بإن الدنيا دوارة وأن لنا زلات واخطاء ويجب أن نراجع فيها أنفسنا وأن يعرف الإنسان أن له جنودا فوق قوة البشر … وقد ركع العالم لقضائيه ومن يدري أن هذا الداء يغير البشرية ويعيد إنسانيتها بعد طغيانها وتوقف الحروب الطاحنة ويعيد الجبابرة رشدهم وأن البلاء يعم .. وقد علمتنا الأزمة قوانين حياتية جديدة كالإلتزام بتعليمات السلامة وطاعة المسؤولين وخلقت التقارب الإنساني في الكون كله… وأنه وحده القادر على دفعه
• كما أن هذه الجائحة قاربت بين الشعوب العربية وقيادتها واثبتنا كعرب أن لنا قيما كبيرة وإنسانية وهذا هو العرب يرفع الأذان في الشوارع ويقرأ القرأن في الكنائس بالإضافة إلى أن هذا المرض جاء وكشف أن لدينا علماء ودكاترة ومفكرين ويقودون مراكز الأبحاث في الغرب وأن لدينا وعيا سبق الغرب وبدليل قوائم الإصابات المهلكة في بلادهم … كما كان هناك تعاونا مجتمعيا شاملا … سياسين وبسطاء وفنانين ومعلمين وشباب وشابات والكل في المعركة مشارك…
• واخيرا الصبر والصبر بداية الحل بعد قدرة الله والبقاء في البيوت من الصبر المحمود والمأجور وبدون الصبر لن يغادر المرض وليكن كل مسؤول … وندعو الله أن يفك الكرب والغمة وهو القادر والمستعان

التعليقات