كتاب 11

12:57 مساءً EET

ارتقوا.. فإن القاع قد امتلأ

“الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد من الود قضية” هذا الشعار الذى تربينا عليه منذ نعومة أظافرنا ، شبه أندثر مع الوقت فلا تجد له أي صدى اليوم في القضايا الحوارية التي تجمع طرفين مختلفين في الرؤى.

فالأصل هو أن يحاول كل طرف أن يقنع الآخر دون تجريح أو تلميح غير لائق ، لكون الهدف الأسمى هو الوصول إلى حسم الجدل وإقناع المشاهد أو القارئ بوجهة النظر، وعليه أن يقتنع بالرأي الذى يراه مناسباً لقناعته.

والمتتبع لمنصات التواصل الاجتماعي يجد ظاهرة غريبة علينا تتمثل في تراشق بالألفاظ البذيئة بين كثير من إعلاميين كنت أشير لهم بالبنان ، فبدلا من أن يكونوا قدوة وأسوة حسنة للشباب في الاستماع لوجهة النظر المناقضة ، تجدهم يحتاجون إلى من يوجه بوصلتهم في التعامل الحسن مع الآراء المناقضة .

فمن أراد إثبات وجهة نظره في حوار او نقاش فليثبتها بالحجة والدلائل العقلية والمجادلة بالحجّة لا بالبجاحة ، أما بذاءة الألفاظ فهي من سمات الفارغين فكرياً، ويجر معه جماهير ومتابعين إلى دائرة تدنو بمستوى الثقافة إلى القاع .

‏فالبيت الخليجي و-لله الحمد- يشهد له بمكارم الأخلاق والود والوصال ، حشيم وبعيد كل البعد عن الالفاظ البذيئة ، ولربما السبب فيما ما نشهد من ظاهرة دخيلة على مجتمعنا سببها المخالطة مع جنسيات وافدة منبوذة اصلاً من اوطانهم التي أضرت أكثر مما نفعت.
وأتمني من الجهات المسؤولة رصد تجاوزات هؤلاء الإعلاميين لمحاسبتهم لكون القانون الدولي يحتم محاسبة من يدعون للعنصرية والكراهية ، فما على الجهات المسؤولة إلا ، إلقاء نظرة على حساباتهم التي تدينهم أكثر مما ترفعهم وتضرهم أكثر مما تنفعهم.

وفى الختام فإن الله أوصى نبيه الكريم وهو المعصوم صاحب الخلق الرفيع قائلا: وجادلهم بالتى هي أحسن”.. هذه وصية الله لرسوله فماذا بنحن؟.

التعليقات