كتاب 11

10:08 مساءً EET

منظمات المجتمع المدنى.. الحلقة الأولى

حرت فى أى محطة أبد منها فى ملف منظمات المجتمع المدنى.. من البداية؟.. نشأة العمل المدنى فى مصر فى القرن التاسع عشر؟.. بكل ما يعنيه العمل المدنى من شمولية؟.. أم أبدأ من اللحظة التى اختلطت فيها كل التفاصيل.. وتم اختزال العمل المدنى ببطء ليقتصر على ملف حقوق الإنسان والحقوق المدنية؟.. أم من المحطة التى كشف فيها الستار عن الأب الروحى الذى يحرك معظم تلك المنظمات؟.. ولم تعد هناك أى حاجة لحجب أو ستائر.. فقد جرت صياغة جديدة للتخابر والخيانة.. على أنها حرية رأى.. أو وجهة نظر!!.. من هنا سوف أبدأ.. قد يبدو الأمر متشابكا.. لكننى سأحاول تفكيك تشابكاته فى الحلقات التالية..

سوف أبدأ من لحظة سقوط الستار.. ليس فى مصر.. بل فى واشنطن.. برجال واشنطن فى مصر!!

معهد التحرير لسياسات الشرق الاوسط!! (1)منذ سنوات.. اعتلى خشبة مسرح الأحداث فى مصر.. كثير من البهلوانات.. والأراجوزات.. الذين ارتدوا اثواب نشطاء – لامؤاخذة – وممثلى منظمات مجتمع مدنى – لامؤاخذة برضه – ورجال مال قدموا أنفسهم كذبا كنخبة.. يقدمون فقرات الإلهاء التى كتب لها السيناريو, كفيلهم فى واشنطن.. لكن يظل هناك فى الكواليس, كثيرون مازالوا يمارسون أدوارا مريبة.. فى عواصم شتى من العالم.. برعاية نفس الكفيل.. وبأمواله أيضا.. بالأمس كانوا يخرجون –جبرا – على خشبة المسرح ليقدموا عروض “الاستربتيز” التى تخصصوا فيها.. واليوم ندخل إليهم فى الكواليس.. لنقدمهم للشعب, بعد أن ننزع عنهم أقنعة المهنة.. ونزيل “مكياج” العمل الذى احترفوه.. اليوم يسجل الوطن نقلة جديدة على رقعة الشطرنج!!

فى قلب واشنطن.. يقبع “معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط”.. الذى تأسس فى فبراير 2013 بدعوى مواجهة جماعة الإخوان والفكر المتطرف.. لن اتحدث عنهم.. سأترك لكم حديثهم عن انفسهم على موقعهم الإلكترونى.. الذى يشى بالكثير بما لا لبس فيه حول أهداف تأسيسه.. والتى بالمناسبة ليس منها محاربة التطرف!!

فى تعريفه بنفسه يقول “المعهد غير حزبى, منظمة غير هادفة للربح, تأسست لفهم وتدعيم بلدان الشرق الأوسط التى تمر بمراحل ديمقراطية انتقالية, وملتزم بإعلام الولايات المتحدة الأمريكية وصناع السياسة الدوليين والجمهور بالتطورات فى هذه البلدان”.. كلام جميل.. لكن إذا كان المعهد غير حزبى وغير هادف للربح ما الذى يلزمه بـ”إعلام” الولايات المتحدة وصناع السياسة الدوليين بالتطورات فى بلدان الشرق الأوسط؟! ثم أين مواجهة الإخوان والفكر المتطرف؟! الموقع يشى بالعكس تماما.. ففى أحيان كثيرة ينشر ما يحمل دفاعا ضمنيا عنهم.. باعتبارهم فصيل سياسى, لا جماعة إرهابية بحكم القانون!!

مازلنا فى موقع المعهد.. قسم بعنوان “إشهد”.. جاء فيه “القسم.. هو منصة إلكترونية للدفاع عن الأديان والاعتقالات والمواطنين, البهائيين واليهود والشيعة والملحدين فلديهم موضوعات ويعانون حوادث تمييز ضدهم”.. هل تفهم من العبارات السابقة مافهمته أنا؟!.. هل تحسست مسدسك – مثلى – وأنت تقرأ: الأديان والاعتقالات؟.. البهائيين واليهود والشيعة والملحدين؟.. يعانون حوادث تمييز.. ماهذه الروعة؟.. ما هذا الإبداع؟.. ولاحظ أنه لم يرد ذكر العبارة التى كانت محببة لقلوبهم طوال السنوات الماضية “إضطهاد الأقباط”.. فلم تعد تؤتى النتيجة التى عملوا عليها لعقود.. صار ملفا لا نتيجة من العمل عليه.. باختصار وباللغة التى يفهمونها “rejected” مرفوض.. مرفوض من الشعب المصرى.. لذا وجب التفتيش فى ملفات جديدة.. البهائيين, واليهود, والملحدين, والشيعة.. الله الله الله.. (وبالمناسبة هناك مؤسسة مجهولة الهوية تقوم بتسفير طلبة المدارس الثانوية فى منحة لمدة عام للولايات المتحدة.. ولمن يجتازها الفرصة لاستكمال دراسته الجامعية هناك.. منذ عدة اعوام الوحيدة التى تم قبولها لاستكمال الدراسة مواطنة مصرية بهائية)!!.. قسم التقارير الخاصة  فى الموقع.. ستجد فيه كل ما تشتهى النفس.. عن سيناء وعمليات الجيش والقمع والاعتقالات والاختفاء القسرى.. وكل خلطة “الكشرى” المسمومة الملغومة التى اعتادوا طهيها!!

المعهد يقوم بنشاطات متعددة فى قلب العاصمة الأمريكية.. منها الندوات.. راجع هذه الفقرة “هذا وقت أسود للثورة المصرية – يناير 2011 – لكن بندول الساعة سوف يلف مرة أخرى للوراء, للناحية الأخرى, أنا متأكد من ذلك” هذا الكلام لجاك شنكر مراسل الجارديان السابق فى مصر فى 2011.. فى ندوته التى أقامها المعهد فى مارس 2016.. لمناقشة كتابه “المصريين: قصة تطرف”.. جاك شنكر له الكثير من الكتابات التى تهاجم الرئيس السيسى والوضع فى مصر الآن.. ينشر الكثير من الأكاذيب باعتبارها رأى.. وطبعا لن أقول لك أنه يرى ما حدث فى 30 يونيو 2013 انقلابا عسكريا.. وأن صفحات الإخوان المعروفة وغير المعروفة تحتفى بما يكتب من غثاء!!

وفى 22 يونيو 2016عقد المعهد ندوة بعنوان “حملة تجديد مصر: معاناة حقوق الإنسان والمجتمع المدنى” شارك فيها الدكتور عمرو حمزاوى وسارة مارجون مدير مكتب واشنطن لهيومان رايتس ووتش ونانسى عقيل المديرة التنفيذية للمعهد .. ليس أسوأ مادار فيها الحديث عن أن مصر الآن تشهد أسوأ عصورها فى مجال حقوق الإنسان.. ولا ادعاء ممارسة ضغوط على منظمات المجتمع المدنى.. والاعتقالات الممنهجة والحبس خارج إطار القانون والاختفاء القسرى والتعذيب.. ولا حتى الحديث عن أن مصر ليست على طريق الديمقراطية.. الأسوأ على الإطلاق.. أن هذا بالضبط هو الخطاب الذى تتبناه جماعة الإخوان الإرهابية.. لغة ومضمونا وتفاصيلا.. ماورد فى هذه الندوة هو دعم لتلك الجماعة لا مواجهة لها!!أما المشاركون بالأبحاث والتقارير فى المعهد فيجمع معظمهم قاسم مشترك واضح.. أنهم يكتبون فى صحف نيويورك تايمز, الجارديان, الجزيرة, سى ان ان, بى بى سى, ومدى مصر.. لا يحتاج المصريين اى نظرة على كل تلك المواقع.. ليدركوا أى توجه تقوم به كل تلك المواقع بلا استثناء تجاه مصر حاليا.. وهى بلا استثناء ايضا مواقع وصحف توجهها اجهزة مخابرات أو رجال مال من كل الاتجاهات.. يجمع أيضا بين معظمهم أنهم أعضاء فى المبادرة المصرية للحقوق

التعليقات