منوعات

09:58 صباحًا EET

الأطفال أقل عرضة للإصابة بـ #كورونا

الأطفال والمراهقون أقلّ عرضة لالتقاط عدوى فيروس كورونا، بمقدار النصف مقارنة بالراشدين، بحسب دراسة شملت أكبر مراجعة للأدلّة العلميّة المجموعة حول العالم عن الفيروس.

وبحسب الدراسة الصادرة بجهد مشترك بين كلية لندن الجامعية( لندن يونيفيرستي كوليدج)، ومدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، يبدو أنّ الأطفال أقلّ عرضة أيضاً لنقل العدوى للآخرين.

وتأتي هذه الدراسة لتغذّي النقاش السياسي الدائر حالياً حول إعادة فتح المدارس في المملكة المتحدة. ويرتقب أن تنشر الحكومة البريطانية توصياتها العلمية حول افتتاح المدارس في وقت لاحق.

ولم يتخذ قرار فتح الأبواب للتلاميذ بعد، إلا في عدد قليل من المدارس الابتدائية في إنكلترا (صفوف من عمر السنة حتى الست سنوات)، ما يثير مخاوف بشأن السلامة.

ومنذ بدء تفشي فيروس كورونا، كان واضحاً أنّ الأطفال أقلّ عرضة للإصابة بحالات متقدّمة من المرض، وأن احتمالات وفاتهم نتيجة الإصابة بالفيروس قليلة جداً.

وعلى سبيل المثال، تظهر أرقام الوفيات المسجلة حتى 8 مايو في بريطانيا، أنّ ثلاثة أطفال تحت سنّ الخامسة عشرة، توفوا بسبب المرض، فقط. فيما بلغت أعداد من توفوا في الفئة العمرية ما بين 65 و74 عاماً، 6340، ووصلت في حالة من هم فوق سنّ الـ75، إلى ما يزيد عن 30 ألفاً.

هل ينقل الأطفال الفيروس للآخرين؟

رغم الانعكاس الضعيف للفيروس على صحّة الأطفال، إلا أنّ سؤالين أساسيين لا يزالان قيد البحث:

– هل الأطفال أقلّ عرضة للإصابة بالفيروس؟

– هل مساهمة الأطفال بنقل الفيروس أقلّ من غيرهم؟

في الدراسة المشار إليها، راجع الباحثون أكثر من 6 آلاف دراسة من حول العالم، معظمها لم ينشر رسمياً بعد. واختاروا من بينها 18 دراسة فقط، رأوا أنّه من المفيد الاستناد إلى بياناتها.

وتنوّعت المنهجيات المتبعة في الدراسات المختارة، منها ما شمل فحصاً صارماً لطريقة انتشار الفيروس في المدارس والبيوت، من خلال تتبع جهات الاتصال. ومنها دراسات شملت فحص أعداد كبيرة من السكان لمعرفة من يحمل الفيروس.

وأظهر تحليل تلك البيانات أنّ إمكانية التقاط الأطفال لعدوى فيروس كورونا، أقلّ بنسبة 56 في المئة، من الراشدين، في حال اختلاطهم بمصاب.

ويقول البروفيسور راسل فاينر، من كلية لندن الجامعية، ومن الكلية الملكية لطب الأطفال وصحتهم: “يخاف أساتذة المدارس على الأطفال، ومعرفة أنهم أقلّ عرضة بمعدل النصف لالتقاط العدوى، أمر مطمئن إلى أقصى الحدود”.

لكن، حتى الآن، لا أحد يعرف بشكل واضح سبب تفاعل الأطفال مع الفيروس بشكل مختلف.

ومن بين الآراء المطروحة في النقاشات الطبية، وجود اختلافات في رئة الطفل تجعل اصابتها بالفيروس أكثر صعوبة. ومن بين التحليلات أيضاً، أنّ الأطفال معرضون للإصابة بنزلات البرد، المرتبطة بفيروس كورونا، ما يجعل مناعتهم أقوى إلى حدّ ما.

أدلة تحتمل الشك
بالنظر إلى الأدلة العلمية حول نقل الأطفال لعدوى فيروس كورونا، لا تزال الإجابات غير واضحة بشكل قاطع. على سبيل المثال، بيّنت إحدى الدراسات التي شملت 31 بؤرة للعدوى، أنّ ثلاثة منها فقط (ما يعادل 10 في المئة)، انطلقت بسبب طفل. في حالة الإنفلونزا، تبلغ تلك النسبة 54 في المئة.

ويقول البروفيسور فاينر: “هذه النتائج تدعم وجهة النظر القائلة إنّ الأطفال يلعبون دوراً صغيراً في نقل الفيروس وتكاثر الجائحة، بالرغم من أنّ مجال الشكّ لا يزال كبيراً”.

وتعليقاً على النقاش حول القرار السياسي بإعادة فتح المدارس، قال إنّه “من المقلق تصويب الاهتمام بشكل حصري على الآثار السلبية لهذا القرار على صحة الكبار، وتناسي الأذى اللاحق بالأطفال الباقين خارج المدارس، وتقليص قيمته، وإخراجه من المعادلة”.

ومن المنتظر أن تصدر، في وقت لاحق، توصيات بهذا الشأن، عن “المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ” SAGE، وهي هيئة استشارية تقدّم النصح العلمي للحكومة البريطانية. وفي المقابل، دعت الهيئة المنافسة لها المعروفة بـSAGE المستقلّة، إلى عدم فتح المدارس، حتى تأمين القدرة على تعقب انتشار الفيروس، وإجراء فحص لكل من يختلط بمصابين.

ورأت الهيئة المستقلّة، أنّ الخطر على التلاميذ سينخفض إلى النصف، إن أجل افتتاح المدارس لأسبوعين.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد أعلن أنّ 25 ألف متعقب للتواصل، قادرين على متابعة ما يعادل 10 آلاف حالة جديدة في اليوم، ستصير نافذة للعمل بدءاً من 1 يونيو/حزيران.

وقال السير دايفد كينغ، قائد المجموعة: “من الواضح من الأدلة التي جمعناها، أنّ مطلع يونيو/ حزيران توقيت مبكر جداً للعودة إلى المدارس. وإن أصرت الحكومة على تنفيذ هذا القرار الخطير، فإنّها تجازف بصحة مجتمعنا، وتزيد من احتمال حدوث موجة أخرى للعدوى”.

التعليقات