تحقيقات

05:52 مساءً EET

هكذا أصبحت 6 دول بعد مرور 10 سنوات على “الربيع العربي”

مضت 10 أعوام منذ انطلاق انتفاضات “الربيع العربي” التي شهدتها عدة بلدان عربية، وتحسنت بعض أوجه الحياة في هذه الدول، وساءت أخرى، عبر هذه الأعوام.

وكان البائع الجوال، الشاب التونسي محمد البوعزيزي قد أضرم النار في نفسه في العاشر من ديسمبر من عام 2010، تعبيراً عن الاحتجاج، وذلك أمام أحد المكاتب الحكومية في مدينة “سيدي بوزيد” التي لم يكن الكثيرون قد سمعوا بها.

وفي غضون أيام، تسبب فعله الذي اتسم بالتحدي في إطلاق حركة ثورية امتدت في أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وأسقطت بعض النظم غير الديمقراطية.

وترى الكاتبة كالي روبنسون في تقرير نشره مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي حول التغيرات التي حدثت في الدول التي تأثرت بهذه الحركة على مدار العقد الماضي وهي البحرين ومصر وليبيا وسوريا وتونس واليمن، إنه “بالنظر إلى الوراء، فإن انتفاضات الربيع العربي، قد حققت مكاسب سياسية واجتماعية واقتصادية متواضعة، لبعض من سكان المنطقة”. ولكنها أشعلت في نفس الوقت عنفاً مروعاً ومتواصلاً، ونزوحاً جماعياً، وتفاقماً في القمع في أجزاء من المنطقة.

وتقول روبنسون إن “المحتجين كانوا مدفوعين بعوامل كثيرة، ولكن المحللين يرون أنه كان هناك محور مشترك بينهم، ألا وهو الدفع باتجاه تحقيق الكرامة وحقوق الإنسان”. كما لعبت التوترات الدينية في العديد من الدول دوراً مهماً.

وعلى سبيل المثال، وصلت الأحزاب الدينية إلى مقاليد السلطة في مصر وتونس، وكان ذلك أمراً مؤقتاً في الحالة المصرية. وفي نفس الوقت، ساعدت الانقسامات الطائفية العميقة على ظهور حركات مناوئة للحكومات في سوريا واليمن.

وكانت تونس فقط هي التي حققت تحولاً دائماً صوب الديمقراطية، في حين اندلعت حروب أهلية مطولة في ليبيا وسوريا واليمن.

وتقول روبنسون إن كثيرين في منطقة الشرق الأوسط واجهوا معاناة مالية لأسباب متعددة، منها تراجع أسعار النفط، وارتفاع معدلات البطالة. وكانت معدلات الفقر مرتفعة، خاصة في المناطق الريفية.

ولم يتحسن كثيراً مستوى المعيشة في أي من هذه الدول منذ الثورات، بل حدث تدهور في المناطق التي مزقتها الصراعات.

وقد قاد الطلاب وغيرهم من الشباب الذين كانوا قد أصيبوا بالإحباط جراء مظاهر الفساد ونقص الفرص الاقتصادية، العديد من الانتفاضات. ولا تزال معدلات البطالة بين الشباب في المنطقة ضمن الأعلى في العالم (بحسب بيانات لمنظمة العمل الدولية)، بل إن الوضع صار أسوأ في العديد من الدول، مما يشعل فتيل الاحتجاجات مجددا في بعض الحالات.

وترى روبنسون أن وضع حرية الصحافة في المنطقة تدنى عما كان عليه قبل الثورات، فلقد تحركت عدة حكومات بضراوة لقمع أي نوع من النقد عبر وسائل الإعلام، وقد يتعرض الصحفيون، الأجانب والمحليون، للسجن أو القتل، أو الرقابة على أعمالهم، بشكل يتجاوز أي منطقة أخرى في العالم.

وأدت الحروب الأهلية التي أعقبت الانتفاضات في ليبيا وسوريا واليمن إلى عمليات نزوح جماعي. وفي العديد من الحالات، أسفر التدخل العسكري الأجنبي عن تفاقم العنف والاضطرابات.

وقد أدى الصراع في سوريا وحدها إلى وجود أكثر من 5 ملايين لاجئ مسجلين، وأكثر من 6 ملايين من النازحين داخل البلاد.

كانت شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أداتين حيويتين في حشد المحتجين في إطار “الربيع العربي”، وتوثيق بعض أشكال الظلم التي اقترفتها بعض الحكومات.

وعلى مدار السنوات الماضية منذ “الربيع العربي”، قامت دول بتشديد قبضتها على الفضاء السيبراني عبر تقييد الدخول على شبكة الإنترنت، وسن قوانين تسهل الرقابة، بالإضافة إلى سجن الأشخاص الذين يضعون منشورات مناوئة للحكومة على الإنترنت.

وحاولت بعض الدول، مثل تونس، الاستجابة لدعوات المحتجين التي تطالب بتعزيز الحكم الرشيد، عبر إنشاء وكالات لمكافحة الفساد، وسن قوانين جديدة لحماية من يفضحونه. وعلى الرغم من ذلك، ما زال هناك فساد في المنطقة برمتها، وهو أمر مروع على نحو خاص في البلاد التي مزقتها الحروب الأهلية.

وتختتم روبنسون تقريرها بأنه لم تكن المساواة بين الجنسين محوراً جوهرياً في “الربيع العربي”، ولكن كان للمرأة أدوار رئيسية في الاحتجاجات، رغم التهديد بتعرضهن للعنف القائم على النوع الاجتماعي.

وعلى مدار العقد الماضي، شهدت بعض الدول زيادة طفيفة في تمثيل المرأة في الحكومات، ولكن، وبصفة عامة، لم تشهد المنطقة كثيراً من العمل لتعزيز مكانة المرأة على حد قولها.

التعليقات