عرب وعالم

01:20 مساءً EET

الحلم يتحقق ورؤية زايد تتجسد في هذه اللحظة.. المستحيل ليس إماراتياً “#مسبار_الأمل”

ساعات قليلة تفصل العرب عن أبعد نقطة وصلوا إليها في تاريخهم وذلك عندما يدخل “مسبار الأمل” إلى مدار الالتقاط حول المريخ.

فبعد أقل من ساعات سيبدأ “مسبار الأمل”، أول مسبار عربي ينطلق خارج مدار الأرض لاستكشاف الكوكب الأحمر، بإبطاء سرعته ذاتياً من 121 ألف كيلومتر في الساعة إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة فقط، وذلك خلال 27 دقيقة تعرف باسم “الـ27 دقيقة العمياء”، وذلك باستخدام محركات الدفع العكسي الستة “دلتا في” المزود بها المسبار.

وخلال الدقائق العمياء هذه سيعالج “مسبار الأمل”، المشروع العلمي العملاق بأهدافه غير المسبوقة في تاريخ البشرية، كافة التحديات بطريقة ذاتية، إذ سيكون الاتصال بمركز التحكم في المحطة الأرضية بالخوانيج في دبي متأخرا.

وفي حال وجود أي أعطال فنية في أكثر من اثنين من محركات الدفع العكسية التي يستخدمها المسبار في عملية إبطاء سرعته، سيتسبب ذلك في أن يتيه المسبار في الفضاء العميق أو يتحطم وفي كلتا الحالتين لا يمكن استرجاعه.

وستكون اللحظة الحاسمة، الثلاثاء، عندما يتمكن فريق المحطة الأرضية في الخوانيج من استلام الإشارة من المسبار فور تخطيه الدقائق الـ27 العمياء إيذاناً بإعلان نجاح المهمة في هذه المرحلة.

الجدير بالذكر أن استقبال إشارات الراديو من المريخ إلى الأرض يستغرق نحو 20 دقيقة، ولتخطي هذا التحدي فقد صمم “مسبار الأمل” بطريقة يستطيع من خلالها إكمال عملية الالتقاط بشكل آلي دون الحاجة للتحكم من المحطة الأرضية.

ويتوقع فريق التحكم الأرضي استقبال أول إشارة من المسبار في المحطة الأرضية بمجرد وصولها إلى الأرض من أسرع نقطة.

وكما قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الاثنين، “سيكون التحدي الأكبر هو الدخول إلى مدار المريخ. 50 بالمئة من البعثات البشرية التي حاولت قبلنا، لم تسطع أن تدخل المدار. ولكن أقول: حتى وإن لم ندخل المدار فقد دخلنا التاريخ”.

ولا شك أن هذه “الدقائق العمياء” سيعمل المسبار على التغلب على كافة التحديات بشكل ذاتي، وستحدد مصير 7 سنوات قضاها فريق المشروع في العمل بدأب ومثابرة في تصميم وتطوير وبناء وبرمجة المسبار، حتى يكون جاهزاً لمجابهة هذا التحدي وتخطي هذه الدقائق الـ 27 العمياء، كما فعل مع ما واجهه طوال رحلته إلى المريخ من تحديات.

وكان الشيخ محمد بن راشد قال، الاثنين في كلمة وجهها إلى الإماراتيين والعرب والمسلمين، عبر تسجيل مصور نشره في حسابه على تويتر: “خلال الساعات القادمة يصل مسبار الأمل إلى كوكب المريخ”.

وأوضح أن مشروع “مسبار الأمل” استغرق أكثر من 5 ملايين ساعة عمل، وشارك فيه أكثر من 200 مهندس ومهندسة إماراتية.

وقال إن “هدفنا هو إعطاء أمل إلى جميع العرب بأننا قادرون على منافسة بقية الأمم والشعوب”، معربا عن أمله في وصول مسبار الأمل إلى الكوكب الأحمر الثلاثاء.

ويسعى “مسبار الأمل”، الذي قطع 493 مليون كيلومتر على مدى 7 شهور من رحلته في الفضاء، إلى الوصول لفهم أفضل وأشمل للغلاف الجوي للمريخ وسطحه، وسيعمل بشكل خاص على رسم أول خريطة لمناخ وطقس الكوكب بأكمله.

الجدير بالذكر أن مسبار الأمل، ولد كفكرة في الخلوة الوزارية لحكومة دولة الإمارات عام 2014، قبل أن تتبلور إلى خطة استراتيجية ومشروع علمي عملاق، تحت اسم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.

وبذلك أصبحت الإمارات خامس دولة في العالم تصل إلى مدار المريخ، وثالث دولة في العالم تصل إلى مدار الكوكب الأحمر من المحاولة الأولى.

وحظي المشروع الإماراتي بإشادات علماء فلك عالميين، فقد قالت رئيسة استكشاف الفضاء في وكالة الفضاء البريطانية، سوي هورن، لسكاي نيوز عربية، إن المعلومات التي سيعود بها مسبار الأمل من مهمته حول المريخ ستلعب دورا كبيرا في فهم الكوكب الأحمر.

وأضافت هورن أن العمل 6 سنوات متواصلة في مشروع مسبار الأمل “هو تحد كبير لعامل الوقت في مجال استكشاف الفضاء”، مؤكدة أن “دولة الإمارات تجاوزت هذا التحدي بطريقة استثنائية قياسا بقصر المدة الزمنية”.

من جهته، أشاد عالم الفيزياء الفلكية نيل تايسون، الذي يعد من أشهر علماء الفيزياء الفلكية على مستوى العالم، بمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من خلال “مسبار الأمل”.

وأعرب تايسون، وهو شخصية علمية وتلفزيونية معروفة في الأوساط الإعلامية والأكاديمية والشبابية، في فيديو نشره الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد، على حساب في تويتر، عن سعادته بإرسال دولة الإمارات مسبار الأمل نحو المريخ.

وقال تايسون: “مسرور بأن دولة الإمارات العربية المتحدة أرسلت مسبار الأمل إلى المريخ. أهداف وأبعاد كثيرة تحملها هذه المهمة؛ إن كان فيما تضيفه لدولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي من جهة أو حتى للعالم من جهة أخرى”.

واعتبر تايسون أن مهمة مسبار الأمل غير مسبوقة على مستوى العالم في أهدافها العلمية الجريئة، قائلاً: “المسبار سيصل إلى المريخ ويدرس غلافه الجوي، هذا عمل لم يقم به أحد من قبل في المهمات السابقة، حيث انصب تركيزنا على سطح المريخ فقط وانشغلنا بقطبيه وبوجود الحياة أو المياه”.

التعليقات