مصر الكبرى

08:48 صباحًا EET

رئيس يبحث عن بطولات وهمية

منذ نحو أسبوعين اعتقلت الصحفية فى جريدة الوطن، شيماء عادل، خلال تغطيتها، لاحتجاجات فى العاصمة السودانية الخرطوم، ضد الغلاء، وقال المسئولون السودانيون أنه تم اعتقال شيماء لأنها عملت كصحافية فى السودان دون الحصول على الترخيص اللازم من إدارة الإعلام الخارجى.

من زار السودان من قبل من الصحفيين يعرف بالضرورة أهمية الحصول على هذا التصريح قبل العمل، والتسجيل فى قسم الشرطة القريب من محل الإقامة، إذا امتدت المهمة الصحفية أكثر من أسبوع، ورغم أن من يخالف ذلك يتعرض للقبض عليه وربما المضايقات الأمنية، لكن فى كل الأحول يجرى الإفراج عنه بعد عدة ساعات، أو باتصال تليفونى من سفارة الصحفى، لكن بقاء شيماء عادل رهن الحبس مدة أسبوعين أمر يثير علامات استفهام عديدة.
علامة الاستفهام الأولى: لماذا ظلت شيماء طوال أسبوعين بالسجن، وكيف لم تتمكن السفارة المصرية فى الخرطوم من الإفراج عنها، رغم أنها تكاد تكون أكبر بعثة دبلوماسية مصرية فى الخارج؟
علامة الاستفهام الثانية: إذا كانت السفارة المصرية قد قصرت فى الاتصال بالسلطات المحلية فى الخرطوم، فلماذا تقاعست وزارة الخارجية والووزير محمد كامل عمرو، والمعروف أن العلاقات والاتصالات بين وزيرى خارجية مصر والسودان لا تنقطع، وكذلك الاتصالات الأمنية، وعبر أجهزة المخابرات؟
علامة الاستفهام الثالثة: أنه قبل أيام زار القاهرة نائب الرئيس السودانى نافع على نافع، وهو أحد رجال المخابرات السودانية المعروفين، وقد سبق وتورط فى قضية نقل اليهود الفلاشا من أثيوبيا إلى إسرائيل عبر الأراضى السودانية، فى زمن الرئيس جعفر نميرى، كما أنه احد الذين خططوا لمحاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسنى مبارك فى أديس أبابا عام 1996، المهم أن نافع التقى الرئيس محمد مرسي، ولم يطلب منه الإفراج عن شيماء.
علامة الاستفهام الرابعة أن الرئيس السودانى عمر البشير، هو واحد من قيادات الجبهة القومية الإسلامية، أى من نفس الاتجاه الدينى والسياسي لجماعة الإخوان فى مصر، وقد اتصل بالريس مرسي لتهنئته بعد تنصيبه، ولم يطلب منه مرسي الإفراج عن شيماء؟
علامة الاستفهام الخامسة، أن قضية شيماء لم تتحرك قيد أنملة إلا بعد لقاء مرسي والبشير فى أثيوبيا، حيث تم الاتفاق على الإفراج عنها وكأنها مثلا عميل مخابرات خطير من نوعية رأفت الهجان، أو الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام، يحتاج إلى مباحثات بين رئيسين لإطلاق سراحه فى صفقة سرية لا تعلن بنودها، رغم أن شيماء كما هو بادى أخطأت فى إجراء إدارى تافه، لانعدام الخبرة لا أكثر ولا أقل.
المهم أنه بعد كل عناصر التشويق، ودموع أم شيماء، واعتصام الصحفيين بالشموع أمام سفارة السودان بالقاهرة، وتدخل منظمات حقوق الإنسان وحريات الصحافة، أحضرت المخابرات السودانية شيماء على مقر إقامة مرسي فى أديس أبابا، لتعود معه على الطائرة الرئاسية إلى القاهرة، وكأننا نشاهد فيلم هندى تجارى، او آخر من نوعية سينما المقاولات التى أنتجت فى السبعينات.
اعتقد الريس مرسي ومن نصحه أن هذه الخطوة الهوليودية ستعود  عليه بالترحيب والشكر، فإذا برد الفعلبالكثير يقول للرئيس، عيب أن يتصرف رئيس مصر بهذه الطريقة، ويبحث عن بطولات وهمية، فى قضية يحلها موظف إداري بسفارة مصر بالخرطوم!
mhamdy12@yahoo.com

التعليقات