منوعات

03:14 مساءً EET

مفاجأة بشأن المومياء المصرية الحامل

نظر فريق من العلماء البولنديين مرة أخرى فى مومياء امرأة “حامل” تنتمى إلى جامعة وارسو ومعروضة فى المتحف الوطني، اتضح أن ما كان يعتبر حتى وقت قريب جنينًا فى جسدها كان عبارة عن عدة حزم، على الأرجح بأعضاء محنطة.

ونشر الفريق البحثى المكون من مديرة و مؤسسة مشروع مومياء وارسو كامبلا براولينسكا مغ اخرين هذه الدراسة في 29 يوليو 2022 في مجلة علوم الآثار والانثروبولوجيه لتوضيح الخطأ السابق فى الاعتقاد بأن ما كان يوجد فى أحشاء المومياء ليس جنينا و لكن بعض اللفافات الكتانية موجودة فى حوض المومياء.

و كان بعض أعضاء فريق مشروع مومياء وارسو قد زعموا في بحث نشر في أبريل 2021 في مجلة علوم الآثار عن اكتشافهم لأول مومياء حامل محنطة لوجود جنين في الشهر السابع بداخل الحوض في فحص الاشعة المقطعية، و هو الخبر الذي تصدت له الخبيرة المصرية في علم اشعة المومياوات والآتار دكتورة سحر سليم الاستاذة في كلية طب جامعة القاهرة، حيث نشرت مقالا علميا في نفس المجلة (علوم الآثار) في يناير 2022 تفند فيها الحمل المزعوم في المومياء الذي هو نتيجة لأوهام والتفسير الخاطئ لحشوات تحنيط بداخل المومياء على أنها حامل فلا يوجد أي صفات تشريحية لوجود جنين فلا عظام ولا جمجمة بل كتلة مسمطة من القماش و مواد راتينجية يستخدمها المحنطين.

وقالت دكتور سحر سليم فى تصريحات سابقة، إنه لا يمكن ان يترك المحنطون جنينا بداخل المومياء لأن هذا سيفسد عملية التحنيط التي تعتمد على إزالة الأحشاء لمنع التعفن وضمان حفظ الجسد.

ومن أجل ذلك تم أخذ الرأى العلمى للدكتورة المصرية الكبيرة سحر سليم، خبيرة الأشعة التي فحصت العديد من المومياوات الملكية و من ضمنها الأجنة المحنطة لابنتي الملك توت عنخ أمون، فقررت مديرة و مؤسسة مشروع مومياء وارسو براولينسكا اعادة دراسة فحص الأشعة المقطعية للمومياء المزعومة واستعانت بمشورة دكتورة سحر سليم و بطبيب الأشعة لوكاس كاونكي و كذلك برئيس قسم الترميم و الحفظ في متحف وارسو الوطني المحفوظة بها المومياء مع باحثين آخرين.

وتم نشر الدراسة الجديدة فى يوليو 2022 مصحوبة بمجموعة من الصور الإيضاحية التي تثبت أن ما بداخل المرأة المحنطة ليس بالتأكيد جنينا.. و من خلال صور الاشعة المقطعية يتضح محتويات الحوض بدقة وتمت الدراسات المقارنة مع للأجنة المصرية القديمة كفحص دكتورة سحر سليم للاجنة المحنطة لابنتي توت عنخ أمون.

وصرحت كاميلا “براولينسكا” انها و زملاءها في الدراسة لم يجدوا جنينا فى الحوض على الإطلاق – كما زعم مؤلفو تقرير عام 2021 – بل أربع لفائف وضعها المحنطين ، وهذه ممارسة معروفة فى التحنيط مصر القديمة، للحفاظ على شكل الجسم بعد تفريفه من الاحشاء فب عملية التحنيط.

وقالت براولينسكا لاحظ المصريون أن الجسد يتحلل بسهولة أكبر عند عدم استئصال الأعضاء الداخلية، لذلك تمت إزالتها عن طريق عملية التحنيط،

وتابعت براولينسكا إن الحشوات التى فسرها الفريق السابق على أنها جنين، يتضح حقيقة من خلال القياسات الكمية للكثافات الإشعاعية، فضلاً عن الخصائص المقارنة للمواد داخل المومياء انها ليست جنينا.

وأضافت براولينسكا أن هذه ليست أول مومياء تحمل عبوات من هذا النوع، فى بعض الأحيان توجد أجسام متشابهة فى أجزاء أخرى من الجسم، أو توجد حزم أو مواد مماثلة فى الحوض.

وعندما تم نشر تقرير الذي يزعم بحمل بداخل المومياء من بعض اعضاء مشروع وارسو في ابريل ٢٠٢١، لم يتفق مع هذا البحث اعضاء اخرين في مشروع مومياء وارسو و منهم براولينسكا المؤسسة المشاركة للمشروع و ايضا أخصائى الأشعة الدكتور كوناكي Łukasz Kownacki ، الذى أجرى فحصً الاشعة المقطعيًة للمومياء وصنع لها صور ثلاثية الأبعاد.

ومن جانبه قال الدكتور كوناكى أخصائى الأشعة، ما الذى نتج عن سوء التفسير والاستنتاجات التى توصل إليها الفريق السابق؟ وفقًا لمؤلفى المقال الجديد، لم يستشر ايا من المتخصصين في الأشعة قبل النشر، على الرغم من أن الاستنتاجات استندت إلى صور الأشعة السينية و المقطعية.، وفقًا لمؤلفى الإصدار الأخير، فإن الاكتشاف المزعوم لحمل المومياء نتج ببساطة عن وهم قائم على ظاهرة pareidolia ، أى رغبة بشرية طبيعية فى إدراك الأشياء المألوفة فى أشكال عشوائية.

وتابع مؤلفون الدراسة الحديثة ان هذه الظاهرة جنبًا إلى جنب مع عدم التشاور مع أخصائى الأشعة، أسفرت للأسف فقط عن تأثير خاطيء انتشر في الاعلام عالميا و لم يقتصر الامر على دراسة علمية خاطئة. و لذلك تم الاهتمام في العالم برأي خبيرة اشعة المومياوات دكتورة سحر سليم و رأيها في خطأ الدراسة التي تزعم وجود جنين بداخل المومياء المصرية التي عرفت اعلاميا ب “المومياء الحامل”.

ويتضح مدى أهمية التعاون مع المتخصصين فى مختلف المجالات فى دراسة المومياوات المصرية القديمة، وكيف يجب على المرء أن يتعامل بعقلانية ونقدية مع تحليل النتائج، مع ترك الأوهام جانبًا.

يؤكد مؤلفو المقال الجديد حسب الدراسة الحديثة أنهم استخدموا نفس بيانات التصوير المقطعى المحوسبة مثل الفريق السابق ونفس البرنامج، من بين آخرين.
وقال الدكتور كوناكى: بهذه الطريقة، أظهرنا مدى اعتماد تحليل التأثيرات ثلاثية الأبعاد وتفسيرها على مهارات مستخدم البرنامج الذى يمكنه تحقيق تأثيرات مرئية ممتازة أيضًا دون أن يكون أخصائى أشعة.

لتلبية احتياجات أحدث دراسة، تم استخدام إمكانيات التحليلات الإشعاعية المتاحة فى قسم تشخيص التصوير فى مركز الصحة الأوروبى Otwock، بما فى ذلك برنامج التصوير الطبى الفريد من نوعه لما يسمى بالواقع المختلط، بالإضافة إلى حلول الخادم الإشعاعي.

مؤلفو المنشور الذى يتحدى حمل المومياء ، باستثناء Kamila Braulińska ، هم ukasz Kownacki ، Dorota Ignatowicz-Woźniakowska (كبير المشرفين على المتحف الوطنى فى وارسو ومنسق WMP من جانب المتحف الوطنى فى وارسو) و ماريا كوربيك (كبير المشرفين على المتحف الوطنى فى وارسو ، متخصص فى مجال توثيق الحفظ ، بما فى ذلك رسم الأعمال الفنية. الفن).

التعليقات