مصر الكبرى

09:11 مساءً EET

الرئيس والجنرال.. وحميدة

قبل ثلاثة ايام توفيت السيدة حميدة قطب إبراهيم، الشقيقة الصغرى للداعية الإخوانى سيد قطب الذى أعدم فى عام 1965 فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر،

وأناب الرئيس محمد مرسي المتحدث الإعلامى باسمه الدكتور ياسر على لحضور الجنازة نيابة عنه، بينما حين توفى نائب الرئيس السابق مدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان، أناب الرئيس كبير الياوران لحضور الجنازة الرسمية والعسكرية التى أقيمت لسليمان.وهنا يجب أن نتوقف مع مع الرئيس، فالسيدة حميدة رحمة الله عليها، لم تتبوأ أى منصب رسمى فى الدولة، ومع ذلك أوفد الرئيس أقرب الناس إليه فى مؤسسة الرئاسة لحضور الجنازة نيابة عنه، بينما حين توفى اللواء عمر سليمان الذى خدم الوطن 56 عاما، حارب خلالها فى معركتين عسكريتين هما حرب يونيو 1967، وحرب أكتوبر 1973، وكان من قيادة القوات المسلحة، وترأس جهاز المخابرات العامة منذ 1993 حتى 2011، كلف الرئيس بشكل رسمى كبير الياوران لحضور الجنازة.. وكأنما الميت هو شخص عادى .مشكلة الرئيس مرسي أنه لا يدرك أنه رئيس مصر، ويتصور حتى الآن، أن مهمته الأولى فى قصر العروبة هى تنفيذ أجندة جماعته، والدفاع عن مصالح الإخوان، وكأن هذه الجماعة هى مصر كلها، وليست جماعة أو فصيل سياسي داخل الوطن، حتى ولو كان الرئيس ينتمى لهذا الفصيل.منذ اليوم الأول بعد إعلان نجاحه حين ذهب مرسي إلى ميدان التحرير، لم ينس انتماءه للإخوان المسلمين، حين وجه تحية لمن حملوا راية الحرية وروت دماءهم تراب الوطن منذ العشرينات حين تأسست جماعة الإخوان المسلمين، ثم الثلاثينات، والأربعينات حين قتل مؤسس الجماعة حسن البنا، والخمسينات، حين حاولت الجماعة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى الأسكندرية، ثم الستينات وقال وما أدراك ما الستينات، وهى الفترة التى اعتقل فيها الإخوان وحوكموا وتم إعدام عدد منهم من بينهم الشيخ سيد قطب، شقيق السيدة حميدة التى أرسل الرئيس المتحدث باسمه إلى جنازتها.مصر ليست الإخوان المسلمين.. لكن الرئيس محمد مرسي لا يدرك ذلك، وربما يكون قد فهم الرسالة حين هتفت الجماهير التى شاركت فى جنازة سليمان داعية كبير الياوران مندوب الرئيس إلى مغادرة الجنازة.. وحينما هتف الحضور يسقط يسقط حكم المرشد.. وإذا أصر مرسى على ان يكون تابعا للمرشد.. وإذا لم يفهم تلك الرسالة فإن الهتاف القادم سيكون: يسقط يسقط الرئيس مرسي.

التعليقات