مصر الكبرى

09:36 مساءً EET

وزيران لاغتيال شخصية مصر!

لا تحتاج جماعة الإخوان المسلمين للدخول فى صراع كبير مع المؤسسة العسكرية حول منصب وزير الدفاع، رغم أهميته، فمنصبان فقط فى الحكومة يمكنهما تغيير مصر،

الأول وزير التعليم، والثانى وزير الأوقاف، لذلك لم يدخر الإسلاميون جهدا، ولم يفاصلوا أو يتشواروا واختاروا السيطرة على الوزارتين.وزارة التعليم حسب ما هو معلن حتى الآن ذهبت إلى الدكتور مصطفى مسعد مسئول ملف التعليم بمشروع النهضة الذى أشرف على إعداده الرجل القوى فى جماعة الإخوان خيرت الشاطر، وتعنى سيطرة الإخوان على وزارة التعليم تعديل المناهج، بما يتفق مع ما تؤمن به جماعة الإخوان المسلمين، بما فى ذلك الانتقام ممن صنعوا تاريخ مصر الحديث وأقصد الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة يوليو 1952.وقد رأينا كيف استدعى الرئيس محمد مرسي فى أول كلمة له فى ميدان التحرير تاريخ الإخوان حين تحدث عن نضالهم من العشرينات حتى الستينات، وقال وما أدراك ما الستينات، وهى الفترة التى شهدت القبض على الإخوان ومحاكمتهم، وإعدام مفكرهم الأكثر تشددا وتطرفا سيد قطب.. وكذلك شاهدنا الجدل حول الاحتفتال بثورة يوليو.. وكيف حين اضطر الرئيس لتوجيه كلمة للشعب، أن يحملها بكل ما هو سلبي عن الثورة التى حملها جميع أخطاء الرئيس السابق رغم أنه لم يكن ممن قاموا بالثورة، أو تبنى اهدافها.سيطرة الإخوان على وزارة التعليم تعنى، ليس فقط إعادة صياغة تاريخ مصر، وإنما خلق أجيال جديدة فى كافة مراحل التعليم مؤمنة بأفكار الإخوان الأساسية، ومن ثم تتحول المدارس إلى أماكن لتدريب وتفريخ كوادر جديدة فى الجماعة.الوزير الثانى حسب ما هو معلن الدكتور محمد يسري إبراهيم للأوقاف، وهو عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، وهى تجمع من مشايخ السلفية، أعلن دعمه لخيرت الشاطر فى انتخابات الرئاسة قبل استبعاده.. ومعنى أن يتولى وزير سلفى حقيبة الأوقاف أن يسيطر السلفيون على جميع المساجد لنشر الفكر السلفى الأكثر تشددا، ومعارضا لأفكار الأزهر الشريف الوسطية، وأكثر ميلا إلى الوهابية السعودية.خاض محمد يسرى انتخابات مجلس الشعب فى دائرة مدينة نصر وخسرها أمام الدكتور مصطفى النجار، ومع ذلك اختير عضوا فى اللجنتين التأسيسية الأولى والثانية، بسبب علاقته الوثيقة مع خيرت الشاطر، ولذات العلاقة جرى ترشيحه لمنصب وزير الأوقاف، فى إطار صفقة اقتسام الحقائب الوزارية مع السلفيين، الذين ارادوا التعليم، لكن الإخوان رفضوا التخلى عنها وتركوا فى المقابل الأوقاف للسلفيين.وزارة التعليم إخوانية.. ووزارة الأوقاف سلفية.. والنتيجة النهائية أن شخصية مصر الوسطية التى تبلورت وترسخت على مدار أكثر من سبعة ألاف عام، فى سبيلها للاختفاء ليحل محلها شخصية أخرى تميل للتطرف والتشدد، وهذا أخطر ما تنتظره مصر.

التعليقات