مصر الكبرى

07:35 صباحًا EET

إحنا.. وإسرائيل.. وحماس!

فى الوضع المرتبك الذى تعيشه مصر حاليا بعد استشهاد 16 من جنودها فى هجوم إرهابي غادر على الحدود مع إسرائيل، لا بد من أن نتأمل كيف تتصرف الأطراف الثلاثة الرسمية المعنية بالقضية، مصر التى استشهد جنودها، وحماس التى جاء المنفذون من أراضى تحت سيطرتها، وعبر أنفاق تراقبها وتتعامل معها كممرات شرعية، تفرض عليها رسوم مرور وجمارك وضرائب، وإسرائيل التى حاول الإرهابيون الهجوم عليها بمدرعتين مسروقتين من الجيش المصري.

فى مصر ترأس الرئيس محمد مرسي اجتماعا مع القيادات الأمنية والعسكرية والمخابراتية، خرج بعده الرئيس بعد منتصف الليل ليقول كلاما غير مفهوم، وأنه أعطى تعليمات بفرض الأمن فى سيناء ومعاقبة المنفذين.. على خيرة الله!
نسى الرئيس إعلان الحداد، ويبدو أن الشيطان تسلط عليه وأنساه، كما ينسيه، وكما اعترف هو فى كلمته الشهيرة بميدان التحرير من قبل، حينما ذكر أن الشيطان أنساه بعض طوائف مصر فى كلمته الأولى بعد إعلان فوزه..مش مهم!
فى اليوم التالى اصطحب الرئيس المجموعة الأمنية التى التقى بها قبلها بيوم وسافروا معا إلى العريش، وذهب إلى وحدة عسكرية، وخطب خطبة حماسية فى الجنود والضباط، ثم استقل الطائرة عائدا، بصحبة المجموعة، دون أن يذهب إلى رفح أو يزور المصابين او الأهالى أو يتفقد مكان الحادث والجنود الواقفين على الحدود،  ودون أن يصدر عن مرسي أو طنطاوى أو عنان، او حتى وزير الداخلية الذى كان معهم أبة تصريحات رسمية عما حدث تحديدا.. وكيف تعاملت القوات مع المهاجمين.. ومن قتل ومن هرب.. وهل هناك تقصير أمنى.. وهل يجرى تحقيق رسمي فى المصيبة؟… محدش قال لنا أي حاجة.. مش مهم!.
فى إسرائيل، استدعت لجنة الأمن والمخابرات بالكنيست وزير الدفاع، إيهود باراك لسماع شهادته حيث أدلى بمعلومات مفصلة عما جرى، وخرج من الكنيست ليتوجه إلى الحدود حيث جرت العملية، وكان رئيس الأركان الإسرائيلي من قبله، يمر على وحداته وجنوده.. بعد قليل وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، أى قمة الهرم السياسى.. ونشرت أنباء فى صحف إسرائيلية عن تحقيق يجرى داخل الجيش عن كيفية عبور إاحدى المدرعات المسروقة إلى إسرائيل.. وسيرها عدة كيلو مترات قبل تدميرها. الله يا نور!
فى غزة طالب الأخ إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة، والتابع للمرشد العام لجماعة الإخوان المنحلة من قديم الزمان، بتشكيل لجنة أمنية بين مصر وحماس للتنسيق، علما بأن هذه اللجنة موجودة فعلا.. ثم صدرت تصريحات رسمية من وزارة الداخلية فى الحكومة المقالة تؤكد أن الجيش المصري لم ولن ينسف الأنفاق، وأن من يقولون ذلك عملاء.
وصدرت عشرات التصريحات من قادة حماس تلقى بالمسئولية على إسرائيل، ثم صدرت تعليمات لأجهزة الإعلام الحكومية فى مصر بعدم التعرض لحماس أو غزة.. والحديث عن منفذى العملية: إرهابيون، وولاد ستين كلب، بس ليس لهم علاقة بحماس ولا أبو حماس ولا أم حماس.. وكل سنة وانتم طيبين!
mhamdy12@yahoo.com

التعليقات