“قلم وصاية”: الشماعة المعوجة!‎

اعتقد ان فى حياتنا السياسية اصبح لدينا قواعد كتير نستعملها شماعات..كل مانتنزنق بنقلع مشاكلنا عليها..اسرائيل..المجلس العسكرى..الفلول..امن الدولة..و ربما ايضا الاخوان..الا ان اللافت للنظر هو حملة استبعاد الاسلاميين من دائرة الاشتباه بشكل مكثف و مريب..كما لو ان الاسلاميين دول فلة شمعة منورة و عتبتهم بيضاء..و مش بتوع الحاجات دى يا بنى! رغم انهم غالبا هم فعلا اساس معظم بلاء مصر الاقتصادى و الفكرى و جذور فتنتها! طيب فين شماعتهم؟لا اصدق فى حوار "اديهم فرصة يا ابنى" ده نهائيا..و لا "الناس تعبت" الا ان كان صادر من شخص غبى (اى واحد من الاغلبية النشيطة فى التصويت دائما يعنى..و بالذات فى انتخابات النقابات..عدم اللامؤاخذة!)و لا اصدق ايضا فى كم المستظرفون هذا و الذى يضع اغلبهم صورة البرادعى على صورة بروفايله فىى الفيسبوك و هو بيقلش قلشا رخيصا جدا على تظاهرات 24 اغسطس..لا اصدق وصم 24 اغسطس بمصطفى بكرى و توفيق عكاشة و عدم وصم ثورة 25 يناير بالنجاسة السياسية اللى اسمها الاخوان المتأسلمين مثلا لانهم هم كمان شاركوا فيها!عموما 24 اغسطس ليست موضوعنا..لان اضراب 6 ابريل فى 2008 مثلا سخر الناس منه اكثر من ذلك..موضوعنا هو الشماعة المعوجة الدائمة فى حياتنا..بتاعة الحكم قابض..اللجنة فيها اسرائليين..مؤامرة امريكية..الزلزال حصل بالاتفاق مع المجلس..الاعصار حدث بعدما اعطى البيت الابيض الضوء الاخضر..امريكا و اسرائيل هم من فجر البرجين الامريكييان..العرب كلهم ابرياء..و جميع دول العالم العربى و الاسلامى و الافريقى بريئة و عتبتها بايشة و صفحتها بيضاااااااااء..بيضااااء..بيضااااء!و هكذا يمضى العمر بنا و نحن نلهث وراء شماعات ملونة من الشرق و الغرب نعلق عليها فشلنا و خيبتنا و عجزنا و عارنا..الا نفسنا..و هكذا يمضى العمر برضه و الشعب لا يرفع فوق اعناقه الا من ينافقه..من ينافق العوام و يكيل المدائح لهذا الشعب..و من يتغنىبتدين الشعب الكاذب (الذى يظهر فى وقت العمل فقط)او ريائه ابتغاء لتصفيق الغرباء و ابهار الجنس الآخر مثلا..يمضى العمر ايضا و نظل ننشد انشودة مفادها ان امريكا و اسرائيل و ايران و قطر هم من يكبلون قطار مصر الصاروخى الذى لولاهم – الجزم – لسبق اليابان!لكن دعونا نسأل..مين اللى شنكل قطار مصر الصاروخى ده؟ مين اللى خلاه يرشق فى السيمافور و يطلع من على – لا مؤاخذة- القضبان و يكلش له بالاوتوبيس السياحى الفاخر الفاجر؟ صربيا مثلا؟ طيب هل اسرائيل دى هى من ابقى على 30 مليون مصرى يجهل القراءة و الكتابة حتى لحظة كتابة هذه السطور؟ هل امريكا هى المسئولة عن ان 70 مليون مصرى تقريبا لا يقرأ اى منهم كتابا واحدا فى السنة؟هل قطر هى من جعل الشعب يهتف للبقرة الضاحكة حتى اوائل 2011 فى المصانع..بالروح بالدم نفديك يا ريس؟هل ايران هى المسئولة عن ان بعض المنظمات العالمية تصنف مصر تصنيفا متقدما – حاجة تشرف ما شاء الله – فى قائمة الدول التى تعانى من ويلات الفساد القضائى؟من الذى يوهم الناس بأن مصر تشكل تهديدا لاى دولة؟هذا الشعب الذى اعتاد على الفلس و الافلاس فى حياته الشخصية و رغم كدة بيصرف امورهو هذا التصريف فى احيانكثيرةيكون بالرشوة (انا لا اتكلم عن كل الشعب طبعا و لكن عن الاغلبية الساحقة فحسب!) ستجده ايضا اعتاد الفلس هذا فى حياته السياسية و العامة و الرياضية! ستجده دائما واقفا لك وجاهزا بالمبررات و الشماعات عند الهزائم و النكسات و النكبات الثقيلة من نوعية..مؤامرة رخيصة..اصلنا بعدنا عن الدين..اصلنا بعدنا عن الله (كما لو ان من يلقننا الصفعات و الشلاليتو المقصات السخنة ده ملتصق بكتاب الله مثلا و مطبق الشرع و الشريعة و لا اجمل يا جدع!)..اسرائيل..اجندات..بلطجية طرف لا مؤاخذة تالت!و ما يقرف ان من بعد الانتخابات الرئاسية الاخيرة..و الشعب رجع لشغل شماعات مبارك القديمة..و لا كأن فيه ثورة و لا حسنين..لذا نقول للاغلبية الصامتة المشبوهة دى..اما آن الاوان بقى علشان تعملوا حاجة ايجابية فى حياتكم دى بقى؟ و لو حتى بالمشاركة فى الانتخابات بعيدا عن قنوات الوسوسة الدينية؟ و مقدميها اللى معظمهم شبه الملاوانى اللى كل ما يتزنق يـ…عزيزى الكنباوى بتاع الاغلبية الزفت الصامتة..فيه فرق شعرة بين الحرية و الـ..الحرية مش سهلة..التفكير..طعم بيغطى على الغباء اللى بنشوفه!