كتاب 11

10:20 صباحًا EET

لماذا السيسي؟!!

منذ فترة وأنا أقاوم رغبة في الكتابة عن الجنرال السيسي الذي بات منذ ألقى بيان المجلس العسكري بمهلة يومين لإنهاء حالة الاستقطاب الحاد التي حققها الإخوان بجدارة، بعدها وجد المصريون زعيما من طراز خاص، هذا الزعيم الذي أدرك مبكرا أن المصريين في حاجة لمن يحنو عليهم بعد عقود من جفاء العلاقة بين النظم الحاكمة المتتالية والشعب، ولا يغب عن العقلاء أن الرجل وضع رأسه على كفه، وكذلك رجاله، من أجل القيام بدوره في حماية هوية مصر وأمن المصريين، بعد أن أشرفت البلاد وأوشك العباد على السقوط في هاوية الفاشية الدينية ولو امتد العمر بحكم العصابة الإخوانية العميلة ما كان لنا منهم فكاك.

وكيف لا يحب المصريون الجنرال؟، وكيف لا يصبح في الذهنية الجمعية بطلا شعبيا؟، وهو أول من قال للأمريكان “لا” مدوية زلزلت المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، وهزت قلب تل أبيب، واستشاط السلطان العثمانلي غضبا، وقوضت أركان “عزبة” قطر، وأطاحت بأحلام الفرس في مصر!!.
وقلت فيما سبق أن الجنرال السيسي في مرتبة أعلى من أي رئيس، ولا يزيده شيئا أن يصبح موظفا بدرجة رئيس جمهورية، وها أنا أتراجع عما قلت، فبالفعل تعيش البلاد حالة من تكالب المتآمرين لا يصلح معها إلا الفريق أول عبد الفتاح السيسي بخبراته المتعددة، فالرجل ليس عسكريا يعلم الكثير من العلوم العسكرية وعلى دراية بكل كبيرة وصغيرة في المؤسسة العسكرية فقط، فلديه خبرة استخباراتية لا يستهان بها، وخبرة سياسية لم يتحدث عنها كثيرون،  ومن السخافات التي نسمعها من هنا وهناك عن عسكرة الدولة أو الحكم العسكري، والحقيقة أن مصر لم ولن يحكمها عسكريون قط، وهي دولة مدنية بامتياز، فقد حكم ناصر والسادات ومبارك المخلوع أيضا مصر من خارج المؤسسة العسكرية، ولم نر أحدهم على سبيل المثال يقف مختالا – مثلما فعلها معتوه الجماعة مرارا – صارخا “أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة”، ولم نر أحدهم فرط أو باع أو خان، والذين يتشدقون بتلك الأكاذيب هم أعلم منا بعسكرة الدولة، لكنهم اعتادوا ترويج الأكاذيب، إذن فمسألة عسكرة الدولة مجرد فزاعة يستخدمها المغرضون والذين مازلوا يتحسسون أقفيتهم الموشومة والملتهبة بخمسة أصابع طبعها الجنرال السيسي ذات ليل!!، أصابع أطهر من أربعة أصابع تشكل علامة الماسونية التي لا يخجل على رفعها العملاء والمأجورون.
ولو عددنا القرارات التي نسبت للحكومة وأثلجت صدور الناس لوجدنا أن منبعها الجنرال السيسي، فهو الذي قرر أن تدفع القوات المسلحة ديون السيدات الغارمات ليتحررن من السجون، وهو الذي أمر بأن تلتزم القوات المسلحة بمصرفات المدارس وإعفاء أولياء الأمور منها، وهو الذي أمر بإصلاح العديد من الطرق وإقامة الكثير من الكباري في وقت قياسي، ولو كانت في مصر حكومة على مستوى فكر والرجل وطموحه وقدرته على اتخاذ القرارات وشجاعته لتغلبنا على كل الصعاب التي نعيشها الآن من جراء حكومة مرتعشة وبطيئة!!.
نعم نحتاج السيسي رئيسا بعد أن شاخت نخبتنا، وسقطت الأقنعة عن أناس صدعونا ليل نهار بأحاديث لزجة عن الوطن والوطنية، فمنهم من كان محللا لمرشح الإخوان في انتخابات الرئاسة السابقة، ومنهم من استكبر على الاعتراف بسقوط قناعاته وعلاقته التي سالت على الرمال مثلما سالت دماء جنودنا على أيدي عصابة حماس، وحتى لا يبدو مخطيئا في قناعته لم يقل كلمة واحدة ضد السفاحين الذين استباحوا مصر، بل اجتمع بهم بعد أن ذبحوا جنودنا في رفح، وصافحهم، بل دافع عنهم، وأعتذر لكم فقد منحته صوتي في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المشئومة، ومنهم من تحول إلى طبال بعد أن كنا نراه مدافعا عن حقوق العمال، وشابا واعدا، ومنهم حركات كشفت الأيام أنهم دمى تحركها أمريكا فترقص لتشتعل الحرائق هنا وهناك!!.
وأزعم أن ما قلته سلفا يجيب عن سؤال الساعة: لماذا السيسي؟!!.

التعليقات