تحقيقات

10:41 مساءً EET

هل أمريكا وروسيا تتصارعان لتوطيد علاقتهما بالقاهرة..؟

يبدو أن مضى مصر قدما نحو إقرار خارطة الطريق يساعدها فى استعادة مكانتها من جديد بين دول العالم، والتى بدأت فى التصارع للحصول على علاقات وطيدة مع الدولة المصرية الجديدة بعد انتهاء فترة حكم الإخوان، وهو الأمر الذى جعل أكبر القوى العالمية تتصارع لاستقطاب العلاقات مع مصر من جديد. منذ يومين كانت زيارة مدير المخابرات الروسى لمصر، وأعقبها بالأمس الأربعاء مكالمة هاتفية من وزير الدفاع الأمريكى لنظيره المصرى، فيما أعلنت كلتا الدولتين عن زيارة وزيرى خارجيتهما إلى مصر فى النصف الثانى من شهر نوفمبر، وهو الصراع الذى بدا واضحا للجميع بين كل من روسيا وأمريكا للفوز بعلاقات جيدة مع أكبر دولة فى الشرق الأوسط. وزير الخارجية الأسبق محمد العرابى يقول فى تصريحات إنه من المحتمل أيضا أن يصاحب وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف فى زيارته إلى مصر الشهر المقبل وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو أيضا، مشيرا إلى أن العلاقات القوية لمصر بالدول المختلفة جيدة للغاية بغض النظر عن توتر العلاقات المصرية الأمريكية خلال الفترة الأخيرة. وأشار العرابى، إلى أن العلاقات المصرية الروسية موجودة منذ فترة، ولكنها فى حالة تدعيم وتقوية، وليس من الحكمة أن يتم التلويح بهذه العلاقات فى مقابل توتر العلاقات مع أمريكا، ولكن مصر عليها أن تمارس علاقات خارجية وقوة مع كل الدول، وفقا للمصلحة العامة للبلاد. وأكد وزير الخارجية السابق أن أمريكا قلقة للغاية بسبب الاتصالات المصرية الروسية التى تجرى هذه الأيام، ولكن مصر عليها ألا تتراجع أو تستسلم فى هذا الصدد. وقال العرابى إنه يؤدى فكرة التقارب المصرى الروسى، وهو أمر جيد للغاية، ولكن يجب أن تكون هناك علاقات مفتوحة لمصر مع كل الدول وألا تقتصر على اتجاه بعينه. ولفت العرابى إلى أن المضى قدما فى تطبيق خارطة الطريق، يجعل الدول المختلفة تتنافس للحصول على علاقات قوية مع مصر، وكلما اتخذت مصر خطوة للأمام كلما حاولت المزيد من دول العالم توطيد العلاقات معها. وبدوره قال الدكتور رفعت السعيد أمين المجلس الاستشارى بحزب التجمع، إن العلاقات المصرية الروسية قديمة، وكثيرا ساعدت روسيا مصر فى مواجهة أمريكا ، مشيرا إلى أن الروس ساعدوا مصر فى التسليح، ويعرف المصريون أنها وقفة بجانب مصر، فى مواجهة دول الاستعمار وفى الحروب، كما أن روسيا ساعدت مصر فى بناء السد العالى بعد أن رفضت أمريكا، تمويل ذلك المشروع ووقفت أمام تنمية مصر، موضحا أن روسيا هى التى بنت مصنع الحديد والصلب، كذلك مصنع الألومنيوم فى نجع حمادى، وهذا أكبر دليل على أن روسيا ساهمت فى تنمية مصر. وأضاف السعيد إن هناك مثلا مصريا ترجم للروسية، وهو “يعرف الصديق وقت الضيق”، مما يجعلنا نبنى علاقات جديدة مع الروس، موضحا أن زيارة المسئولين الروس لمصر فى الفترة القادمة، من الممكن أن تناقش مشاركة روسيا فى تطوير السلاح المصرى، أو تجديده من خلال إعطاء مصر أسلحة روسية جديدة. واستطرد قائلا “إن ذلك سيحمى مصر من تدخل أمريكا فى شئونها الداخلية والضغط على السلطة، خاصة وأن استخدام سلاح روسى سيجعلنا نشترى قطع الغيار من هناك، وأيضا ستكون روسيا هى المسئولة عن إصلاحه، مؤكدا أن هناك شعارا لعبد الناصر قديم تبناه وهو تنويع مصادر السلاح، يضمن لنا عدم الاعتماد على دولة بعينها ويجعلنا أحرارا فى قراراتنا السياسية. وأشار إلى أن العلاقة مع أمريكا لن تعود إلا إذا تراجعت أمريكا عن ما فعلته داخل مصر، مثل دعمهم للحركات الإرهابية، كما أن مصر لا تستطيع أن تعتمد على أمريكا بعد قطع المعونة العسكرية الأمريكية عنها فى ذلك الوقت، مشددا على أن روسيا تحتاج أيضا لتعزيز علاقتها بمصر بعد أن ضعف النظام. وقال حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى، إن الموقف الأمريكى من مصر يختلف عن نظيره الروسى إذ أن العلاقات المصرية الأمريكية كانت أكثر عمقا، ولم تكن هناك مشاكل سوى القليل، ولكن المصلحة الأمريكية كانت تتماشى مع وجود جماعة الإخوان المسلمين فى الحكم، ولذا حاولت أمريكا جاهدة أن تدعم حكم الإخوان فى مصر. وأضاف عمر، أنه بمجرد علم أمريكا أن دعم الحكم الإخوانى لن يجدى فى مصر، خصوصا وأن الشعب المصرى وقف إلى جوار 30 يونيو، حاولت من جديد أن تعيد العلاقات إلى نصابها الطبيعى. وأكد رئيس حزب الشعب أن الموقف الروسى يختلف عن ذلك إذ أن روسيا ترحب بانفتتاح العلاقات، ولكن خطوة بخطوة ولا تجد مبررا للانفتاح فى أى علاقة مع دولة أخرى من الوهلة الأولى، ولكنها تحاول هذه الفترة أن تنفتح على مصر من خلال مزيد من العلاقات الصناعية والتجارية، والدبلوماسية أملا فى زيادة هذه العلاقات يوما تلو الآخر.

التعليقات