آراء حرة

08:19 صباحًا EET

كواعب أحمد البراهمي تكتب : الزواج والقدر

 طالب مني أحد الأصدقاء بعد مقالتي سن الرشد الحديث عن زواج الأقارب وطلب مني صديق آخر الحديث عن الزواج بالضغط أو بمعني أصح الزواج بناء علي رغبة الأهل المتعارضة مع رغبة الشاب أو الفتاة .وعندما قلت له أن هذا الأمر كان قديما وأن الوضع تغير ملأ لي الصفحة بهذا اللفظ (لا لا لا ) وتذكرت يوما كنت مسافرة من مسقط إلي الأقصر وفي الدوحة تتغير الطائرة فكان بجانبي شاب ذاهب إلي قنا ويعمل بالبترول في دبي فكان يأخذ شهر عمل وشهر أجازة مدفوعة الأجر .

والغريب أنه كان متضايق جدا وقال أنا بكره السفر . قلتله بالعكس انت كده مش في غربه لانك تسافر مصر كل شهر ولا أنت بتترك اسرتك في دبي فقال زوجته واهله في قنا وقال أنه لا يريد السفر لأنه متزوج إنسانه مفروضه عليه لأنه كان خاطبا وفشلت خطوبته فصممت أمه علي زواجه من ينت أختها والتي يشعر هو أنها أخته . فقلت له حاول تحب صفاتها الجميله ولما ربنا يكرمكم بأولاد ستحبها وتحب أسرتك . قال أنه لا يريد ان يستمر معها وانتهي الحديث . ولكنني تذكرته عندما ط’لب مني الحديث عن الزواج القهري . ولأول مرة أعرف أن الشاب يتعرض لضغط في الزواج كنت أظن أن ذلك يحدث لبعض الفتيات فقط عندنا في الصعيد عندما يصمم بعض الأهل علي زواج بناتهم من نفس القبيلة . وترددت في الكتابة عن هذا الموضوع لقناعتي الشخصية بأن الزواج والطلاق والميلاد والموت هي أمور قدرية لا يستطيع أحد التدخل فيها وإن تدخل فلن يغير شيئا مما كتبه الله . ومقتنعة أن طالما الله خلق الأرواح كلها إلي يوم الدين مع خلق سيدنا آدم . وأنه من المستحيل أن يكون طفل يولد من أب وأم إلا إذا أراد الله لهم الزواج وإنجاب هذا الطفل . حتي الأبن الغير شرعي أنا مقتنعة أن الله قدر له أبوه وأمه من الأزل . ولكني وددت أن أقول كلمة للآباء: لماذا يصممون علي تقييد أولادهم والأختيار لهم في شئ هو من أشد الخصوصية في حياة الإنسان . لماذا يتحججون بالنصيب وهم يختارون لأولادهم ولا يتحججون بالنصيب عندما يختار الأبن أو البنت شريكة حياته أو شريك حياتها . لماذا لا يتركونهم يختارون فإن تم الزواج فهو النصيب وإن لم يتم فهو أيضا النصيب ولكن سيكون الأبن أو البنت راضي عن اختياره ولا يشعر بالأسي ولا يبحث عن شماعه يعلق عليهاا خطأ الإختيار . لماذا لا يقتصر دور الأهل علي النصيحة فقط . لماذا يتطور الأمر إإلي الخصام والمقاطعة وعدم المشاركة في الفرح وقد يتطور الأمر إلي الحرمان من الميراث وفعل ذنب كبير يحاسبهم الله عليه وهو منع الأبن من الحصول علي حق فرضه الله من فوق سبع سموات وحدد أنصبته . أو فرض عقوبات بعدم المساعدة في مصاريف الزواج . لماذا كل ذلك . لماذا لا يكون رأي الأهل التنبيه أن هذا الشخص سئ أو غير محترم أو غير مناسب من الناحية الإجتماعية أو ليس به شرط الكفاءة وفقط ويتركون االإختيار . ومن الناحية الدينية نجد أن بعض الفقهاء قد أباحوا للولي فسخ عقد الزواج في حالة عدم وجود الكفاءة وذلك كي يتم الإختيار علي أساس تستقيم معه الحياة الزوجية . ولكن هل الكفاءة في حد ذاتها كافية لإنجاح الزواج . ؟ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الإرشاد في اختيار الزوجة وكذلك أيضا لاختيار الزوج ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فأظفر بذات الدين تربت يداك . ) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم . ولكن موضوعي هذا ليس عن كيفية الأختيار ومعاييره ولكني أتحدث عن فرض الزواج من جانب الأهل علي الشاب أو الفتاة وتحويل حياتهم لمأساة . وإن كان بعض من هذه الزيجات بمرور الوقت ينجح . ولكن البعض منها يخلق تعاسة كبيرة في حياة الشخص ويظل طوال عمره يسند سبب فشل زواجه إلي أهله . فكما قلت هو النصيب فأتركوهم يختارون أو ساعدوهم في الإختيار ولكن دون ضغوط ودون فروض . فالموضوع أولا وأخرا لا يكون شئ إلا إذا أراد الله حدوث هذا الشئ .فالبضغط علي الشاب سيحدث وبعدم الضغط عليه سيحدث لذا دعوهم يختارون لكي يشعروا بالسعادة فعند وجود ذلك الشعور بقلب الإنسان وهو أنه اختار بنفسه شريك حياته سيشعر بالإطمئنان والسكينة والرضا النابع من القناعة بالقدر خيره وشره .

التعليقات