أفضل المقالات في الصحف العربية

09:51 صباحًا EET

الإمارات ومصر يد واحدة

مواقف الإمارات من القضايا العربية ثابتة، يحكمها تاريخ عريق ونهج موروث عن قادة تاريخيين كانوا نبراساً لأبناء الإمارات، حيث إن موقف الإمارات تجاه مصر وشعبها كان ولا يزال تحكمه روح الأخوة ونبل الغاية، فمصر في قلب كل إماراتي وهذا ما أثبته التاريخ مرة أخرى، فالإمارات كعاداتها مع الشعوب العربية في نضالها للحق والكرامة وغد أفضل، لكل ذلك كانت زيارة من وفد شعبي أراد أن يعبر عن ما في قلب كل مصري، حيث وصفت رموز سياسية وشخصيات فنية وأدبية وإعلامية بارزة في مصر، دولة الإمارات بالأمة صاحبة المواقف النبيلة التي لا تنسى، والتي أعادت إلى الساحة مفهوم التضامن العربي بعد غياب طويل، وقالوا: إن هذه المواقف لا تستغرب من أبناء وأحفاد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، صاحب المواقف الوطنية والقومية، التي تحملها ذاكرة المصريين جيلاً بعد جيل، واعتبروا أن الموقف الإماراتي من ثورة 30 يونيو، كان بمثابة رسالة طمأنت الشعب المصري، على أنه لا يقف وحده في معركته الخطرة التي يخوضها ضد الإرهاب والعنف وضد كل القوى والجماعات النافية للأوطان، والتي تهدف إلى خطف مصر، ومعها وسطية الدين الإسلامي الحنيف، والزج بالأمة في أتون مستعرة من الحروب الطائفية والمذهبية.

وقد جاءت تلك التصريحات عقب وصول وفد يمثل الدبلوماسية الشعبية المصرية إلى أبوظبي، في زيارة للإمارات، يقدم خلالها الشكر إلى الدولة، حكومةً وشعباً، على موقفها التاريخي والمشرِّف بجانب الشعب المصري خلال الظروف الصعبة التي يمر بها.

وأكد وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية أن موقف دولة الإمارات الشقيقة في دعم مطالب الشعب المصري التي خرج من أجلها في ثورة 30 يونيو، يدشن لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين ترتقي إلى مستواها التاريخي وتليق بأصالة وكرم الشعبين اللذين يرتبطان بعلاقات أخوية وإنسانية راسخة، تمثل لكل منهما ضرورة أمن استراتيجي وتنموي مشترك ومصالح متبادلة ودائمة. وقال الوفد: إن الدعم الإماراتي لمصر في المرحلة الراهنة شمل كافة المناحي السياسية والاقتصادية والاستثمارية، حيث لعبت الدبلوماسية الإماراتية النشطة دوراً حاسماً في تغيير الكثير من مواقف الدول الفاعلة تجاه ثورة يونيو، كما أسهم الدعم الاقتصادي الإماراتي في تجنب مصر الكثير من المشاكل والأزمات الحادة.

فيما أكد إيهاب حمودة، السفير المصري، أن زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية إلى دولة الإمارات، جاءت لتقديم رسالة تقدير من كل الشعب المصري للدور الذي قامت به الإمارات ووقوفها بجوار مصر في هذه الفترة الحرجة. من ناحيته، أكد شعيب عبد الفتاح المستشار الإعلامي بالسفارة المصرية بأبوظبي، أن زيارة الوفد الشعبي المصري للدولة هي رسالة شكر مخلصة من الشعب المصري بكل فئاته الاجتماعية والمهنية المتعددة إلى الشعب الإماراتي العظيم الذي بادر بالوقوف مع قيادته الرشيدة في دعم الشعب المصري إبّان ثورته المجيدة في 30 يونيو.

وخلال الأسبوع الماضي، والذي شهد زيارة الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور ومن قبله رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي على رأس وفد وزاري رفيع المستوى لدولة الإمارات، والنتائج التي أسفرت عنها الزيارتان، والدعم الإماراتي القوي لشعب مصر وخريطة ثورة 30 يونيو، جعلت ملايين المصريين يهتفون من قلوبهم قبل حناجرهم: مصر والإمارات يد واحدة، تأكيداً ودليلاً على عمق العلاقات والروابط التاريخية الوثيقة بين البلدين.

وقد عبر عن هذا التوجه الشعبي المصري الكبير وهذا الشعار، الكاتب الصحفي المصري جلال دويدار تحت عنوان «سقوط حكم الإخوان الإرهابي أعاد التلاحم المصري الإماراتي»، مشيراً إلى أن العلاقات المصرية الإماراتية على مدى السنين كانت نموذجاً فريداً يحتذى به في إطار الدول العربية، ويعود الفضل في ذلك إلى الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، هذا الرجل العظيم المؤسس لدولة الإمارات وباعث نهضتها والأب الروحي لجميع الإماراتيين، فهو رائد هذا التوجه في العلاقات بين البلدين على مَرِّ السنين. وأضاف بأن الشيخ زايد رحمه الله، كان يؤمن بأن مصر قلب الأمة العربية وأنه لا أمة عربية بدون مصر، وأنه لا مصر بدون أمتها العربية، ولم يكن يفوِّت أي فرصة إلا ويتناول فيها بالحديث ما قدّمته الشقيقة الكبرى لكل الدول العربية، بل كان يعلن دائماً أن مصر هي الوطن الثاني له ولكل العرب، وكان دائماً يؤكد دعمه وتأييده بشجاعة متناهية وبعفوية تدل على الأصالة العميقة، هذه المشاعرَ الجياشة، خاصة عندما تعرضت مصر للمقاطعة العربية بسبب كامب ديفيد.

وبالتأكيد، فالكل يعلم أن العلاقات الإماراتية المصرية في عهد «الإخوان» تعرضت لمشاكل بسبب السلوك التآمري لجماعة الإرهاب الإخوانية، ليس على أمن دولة الإمارات فحسب بل على أمن مصر نفسها، حتى جاءت ثورة 30 يونيو لكي تطيح بحكم الإرهاب وتعيد العلاقات الإماراتية المصرية إلى وضعها الصحيح. ولم تنتظر دولة الإمارات وحكامها أي طلب أو نداء مصري، بل سارعت بعد 48 ساعة من نجاح الثورة وزوال حكم «الإخوان» إلى إرسال وفد إماراتي لمصر لإعلان الدعم والمساندة الأخوية.

فإذا كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، قدّم الكثير من المواقف المشرفة لدعم مصر، فإن التاريخ سيذكر أيضاً بكل فخر أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وقف وقفة قوية بجانب مصر وشعبها وأعاد للأذهان صورة الوالد الشيخ زايد، لأن المواقف والمحن هي التي تظهر معادن الرجال، حيث اختار سموه بدون أي تردد الوقوف بجانب شعب مصر وثورة 30 يونيو.

ومن حق دولة الإمارات العربية وشعبها على الشعب المصري، قبل سلطته الحالية، أن يهتف من القلب أن الإمارات ومصر يد واحدة، لأن هذا الهتاف القوي والمعبِّر عن حقيقة مشاعر المصريين تجاه الإمارات، والبسيط في كلماته والقوي في معانيه، دليل على أن سفينة العلاقات بين البلدين يقودها ربان إماراتي ماهر ومحنك ومخلص للأمة العربية، وأيضاً ربان مصري أطاح بحكم «الإخوان» وأنقذ السفينة قبل فوات الأوان، ليكتب التاريخ أن الإمارات ومصر يد واحدة في المحن والشدائد وفي اليسر والعسر.

التعليقات