كتاب 11

12:19 مساءً EET

كنز من الأوهام

يعيش الإنسان في الأوطان البائسة التي يقولون عنها نامية على مجموعه من الأفكار العقيمة التي تساعد على بقائه بائسا تماما كوطنه .

والملفت للنظر أن هذا الإنسان البائس يتلقى تلك الأفكار بمنتهى التقدير وكأنها كنز لا يفنى بل ويسهم في نشرها ونقلها لغيره ناقلا عدوى البؤس والرجعية بمنتهى الضمير.
خليك فى حالك …. ارض بقليلك … مفيش فايدة … إلى أخر تلك الترهات التي توارثناها بإخلاص ونقلناها بإخلاص وهى في حقيقة الأمر كنز من الأوهام
تلك التربية العقيمة أسهمت بشكل واضح في خلق أجيال ضيقة الأفق إلى أقصى حد .
أجيال تنظر لنفسها على أنها عاجزة ولعقلها على أنه قاصر ولقدراتها على أنها محدودة فصار إنتاجها ضئيل بل صارت عالة على مجتمعاتها وعبئا على أوطانها
العجيب في الأمر أن الإنسان الذي ينظر لنفسه تلك النظرة الدونية هو نفسه الإنسان الذي سافر إلي القمر وصنع المعجزات بعقل مثل أي عقل , لا فرق بينه وبين هؤلاء سوى فكرة
الأول البائس يؤمن أنه لا يستطيع والآخر يؤمن أنه يستطيع
إذا أردنا أن نبدأ رحلتنا مع التغيير فلا وقت لشعارات و هتافات
آن أوان تغيير الأفكار أولا وقبل أي شيء
فالفكرة هي نقطة البداية التي ينطلق على أساسها السلوك
مثلا أنت تؤمن بفكرة أن الإنسان خلق لتعمير الأرض ونشر قيم الحق والخير والجمال وبالتالي سيكون سلوكك يصب في اتجاه تعمير الأرض ونشر تلك القيم النبيلة والعكس صحيح .
ابدأ بنفسك وراجع أفكارك وتخلص من كل ما هو سلبي فيها
تخلص من لا استطيع ومفيش فايدة وضع مكانها سأسعى وأجتهد وأنتظر التوفيق من الله وإن لم تنجح المحاولة سأحاول مرات ومرات حتى أصل إلي نقطة تحقيق الذات حينها فقط ستشعر بقيمتك وأنك أنت الكنز الحقيقي.

التعليقات