مصر الكبرى

07:17 مساءً EET

الحوار بين الأديان

ازداد اهتمام الدول غير المسلمة بالاسلام وخاصة بعد الحرب في أفغانستان وفي العراق وحقيقة ارتباط الإسلام بالإرهاب واستهداف الدين الإسلامي من قبل زعماء الغرب وأيضا العرب وان كانت الخطابات الدينية التي توجه من قبلهم بأن الإسلام ليس هو المستهدف ليس إلا ادعاء فظاهره الرحمة وما يبطن إلا الدمار والهلاك لكل ماهو مسلم وإسلامي

ومن هنا تأتي جدوى الحوار بين الأديان ومن يستطيع أن يقوم بدور فاعل في ذلك وعلى ما أظن رجال الدين لابد أن يكون لهم دورا بارزا ولكن الواقع يؤكد عكس ذلك فلم نسمع عن رجل دين كان له دورا ملموسا في منغ نشوب حرب العراق مثلا أو رجل آخر قام بالمصالحة بين فتح وحماس ويحثهم على الاكتفاء بما نزف من دماء وأن يعرفهم أن يجعلوا الحوار هو اللغة السائدة وليس السلاح ويبرز هنا دور الحوار في إذابة فجوات الخلاف والتناحر بين الشعوب والأمم. إن الحوار بين الأديان ليس حديث العهد فقد بدا منذ أكثر من أربعين عاما حيث حدثت حوارات في ليبيا والفاتيكان وتمت حوارات كثيرة في أوروبا وفي لبنان رحمه الله في حياة الشيخ السباعي ولان ديننا الإسلامي هو دين السلام والوئام والمحبة فقد أمرنا بالحوار مع الآخر مع من يؤمنون بالإسلام ومع من لايؤمنون كما في قوله تعالى"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"إذ علينا أن نجادل من يختلفون معنا وأن نصل بهم إلى الإسلام بعذب الكلام وبرقة الألفاظ والعبارات وهذا هو منهج الدين الإسلامي وقد أشار القرآن إلى الحوار بين الرسل كما حدث مع سيدنا نوح وقومه "قالوا يانوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا وحوار سيدنا إبراهيم مع قومه "وحاجه قومه قال أتحاجونني في الله وقد هدان "وحوار موسى مع فرعون في سورة الشعراء بل إن الله سبحان وتعالى جادل عباده وحاور الملائكة "إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد "كما أن الله سبحانه وتعالى جادل إبليس وقد ورد ذلك في عدد من سور القرآن الكريم فديننا دين القوة والحجة وسيكون أثرها واضحا في حورانا مع من يعادوننا أو حتى مع من يتفقون معنا وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في جدال أهل الكتاب قائلا في كتابه الكريم"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي انزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم اله واحد ونحن له مسلمون "فالاختلاف في الدين والعقيدة غاية أرادها الله لعباده كما ذكر في سورة هود"ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لامان جهنم من الجنة والناس أجمعين "والاختلاف في الدين هو ماذكر في الآية وليس تبعا للون أو اللغة وقد ومازال الخلاف بين المسلمين وأهل الكتاب هو أعمقها على الإطلاق .منذ منتصف القرن الماضي وبعد المجمع الفاتيكاني الثاني "1962-1965"ظهر تطورا جديدا في أسلوب الحوار والتفاهم والاعتراف والتعاون مع الأطراف الأخرى وهذا المنحى الهدف منه مجابهة الخطر الذي يهدد الكنيسة وخاصة بعد التزايد الملحوظ في أعداد من يدخلون إلى الإسلام من النصارى وانبثق من هنا فكرة الحوار بين الأديان عند الديانة الكاثوليكية ومع بعض التجديدات في الدين النصراني في المجمع الفاتيكاني الثاني "1962-1965"كتوسيع مفهوم الخلاص ليشمل النوع الإنساني بأكمله وتبرئة اليهود من دم المسيح والتعاون بين فرق النصرانية المختلفة من "ارثوزوكس وبروتستانت ".إن الحوار بين الأديان له منهجه الشرعي حتى يكون هذا الحوار مجديا ومثمرا فالحوار أي المجادلة والتحاور هو التجاوب بين اثنين أو أكثر وهو مراجعة الحديث بين طرفين وإذا ما أضيفت له الأديان صار معناه عاما متعدد الأشكال والصور والأنواع وللأسف الشديد فقد قام عدد من علماء الأزهر بمعارضة فكرة الحوار بين الأديان معارضة شديدة وقد تزعمهم الأمين العام للجبهة سابقا الدكتور يحيى إسماعيل كما ورد ذلك في "البيان الإماراتية الصادرة في 17 اكتوبر2000 "في حين أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم ينفر من الحوار وسماع الآخرين ممن يقبلون الإسلام أو ممن يرفضونه والأصل الشرعي للجدل والحوار بين الأديان هو الدعوة إلى الحق وسحق الباطل بالبرهان والأدلة والاستناد إلى ذلك من القرآن والسنة "ومن أحسن ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين "فصلت 33وقال تعالى "قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين "سورة يوسف 18وقال تعالى "ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"آل عمران 14وكذلك في سورة النحل" ولقد بعثنا في كل امة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"آية 36وحينما بعث الله الرسل ربط دعواهم بالإيمان بالله وحده لاشريك له والدعوة إلى التقارب والوحدة والحوار انطلاقا من أربعة محاور وهي : مرتبة الدعوة :يقول الله تعالى "قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد الا الله ولانشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون" سورة آل عمران 64وهذه الآية نص واضح في موضوع الحوار بين الأديان وهي تحمل مايطلق عليه فيوقتنا الحالي "ميثاق الوفاق" وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم مدلولها في خطابه المرسل إلى هرقل الذي دعاه فيه للإسلام وليس للتقريب بين دينهم ودين الإسلام يقول صلى الله علية وسلم بعد من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروح سلام على من ابتع الهدى أما بعد :- فاني ادعوك بدعاية الإسلام اسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فان توليت فان عليك إثم" ويرتكز الداعي إلى الحوار مع أهل الأديان عامة وأهل الكتاب خاصة على عدة ركائز:-
1-الدعوة إلى التوحيد
2-الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى في كتابه الكريم"يا أهل الكتاب قد جاءكم رسول يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ماجاءنا من بشير ونذير والله على كل شئ قدير "المائدة 19
3-الدعوة إلى قول الحق في شأن الإلوهية وعيسى
ويقول تعالى "ياأهل الكتاب لاتغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول وروح منه في منوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله اله واحد سبحانه أن يكون له ولد له مافي السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا "سورة النساء1714-الدعوة إلى الإيمان بالقرآن "يأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنامصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها تلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا "سورة النساء47ويقول تعالى "قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون "سورة آل عمران 98والحوار بين الأديان لابد أن يتبع فيه الأسلوب الأمثل والذي يختلف مع أهل الكتاب بصفة خاصة وتنوعت أساليب القرآن في الحوار وهي كما يأتي -الأسلوب المباشر كما ورد في سورة آل عمران"قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهد بان مسلمون "2- التذكير كما في قوله تعالى "يابني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين سورةالبقرة473-الترغيب والترهيب :كما في قوله تعالى "ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء مايعملون "المائدة 66وفي قوله"لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ومامن اله إلا اله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم" المائدة 734-الإنكار "يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون ؟يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون "آل عمران وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم طريقته الخاصة في الحوار مع أهل الأديان ومع أهل الكتاب بصفة خاصة ومنها :-الخطاب المباشر معهم .-دعوتهم إلى الإسلام مخاطبة الحكام والزعماءاستقبال وفودهم استغلال وقت الغزوات والجهاد للدعوة   

التعليقات