كتاب 11

02:08 مساءً EET

قمة الكويت التقاط الأنفاس

في قراءة لمشروع اعلان الكويت الذي سيصدر عن القمة العربية الافريقية التي تعقد اليوم وغدا في العاصمة الكويتية بمشاركة نحو 62 دولة عربية وافريقية، تأكيد المؤكد لناحية تعزيز التعاون للعدالة والسلام والامن، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني، وتعزيز سياسات القضاء على كل اشكال الفقر والامية، ومكافحة الامراض الوبائية، والنهوض ببرامج التعليم والاعلام، واقامة علاقات اوثق بين الدول في الاقليمين وفق مسودة البيان. وهذه كلها امور ممجوجة ومكررة، ويتضمنها كل بيان ختامي لاجتماع تعاون او قمة او غيرها. وفي مراجعة لقمم سابقة ولقاءات اقليمية او دولية، ترداد لتلك العبارات كأن كتّاب البيانات أدمنوا هذه اللغة التي لم تعد تلقى الصدى الطيب لدى الجماهير العربية، فكيف يكون وقعها على شعوب افريقية جائعة لا تشبعها اي من البيانات.

لكن المهم في القمة هو في تركيز جهودها لمكافحة الارهاب بجميع اشكاله والجريمة المنظمة العابرة الحدود الوطنية وتقديم المزيد من الدعم للجهود الدولية في هذا الصدد، اضافة الى الحد من تهريب الاموال وتبييضها، استجابة للرغبة الدولية، وتحديدا الاميركية في الحد من تمويل الجماعات الارهابية، وربما حركات المقاومة في العالم.
واذا كانت هذه الاهداف مهمة في ذاتها، فان الاهم ربما يكون في غير المعلن من القمة، وهو محاولة معالجة بعض الاوضاع السياسية والاقليمية للمنظمة لاسيما الوضع السوري وتطوراته، والاهم ارتداداته على دول المنطقة، وكيفية العمل لتجاوز المرحلة سواء بجنيف 2 او من دونه.
واذا كان الحل الديبلوماسي يمضي رويدا فإن على دول الخليج تحديدا، ان تحتاط للمتغيرات التي سينتجها هذا الحل، سواء بمرحلة انتقالية تبقي الرئيس السوري بشار الاسد لمدة، او تأتي بحكومة “وطنية” جامعة من دونه، او غير ذلك من افكار ومقترحات. وعليها ايضا ان تتابع بحذر حركة الاتصالات الاميركية الايرانية والتواصل الذي يتقدم بين الدوليتن، والذي يمكن ان يوفر حلولا لمشكلات عالقة، وملفات مجمدة في المنطقة، او يزيدها تعقيدا اذا ما تعذر التفاهم. ولعل دولة الكويت المستضيفة، الاقدر في هذه المرحلة، على صياغة خطاب تقارب، وهي التي لم تقطع علاقاتها مع اي من الدول بسبب تركيبتها وديموقراطيتها اللتين تفرضان عليها صوغ سياسة انفتاح واعتدال.
تشكل القمة اليوم فرصة للسياسة العربية، والخليجية خصوصا، لالتقاط الانفاس، واعادة تعويم دورها، مع تراجع فاعلية جامعة الدول العربية، وفرصة للتعامل مع المستجدات والمتغيرات التي قد تعيد رسم خريطة المنطقة، ان لم يكن بالجغرافيا، ففي السياسة بالتأكيد.
ولعل ورود بند في مشروع البيان عن “اعادة تأكيد الالتزام القوي بالاصلاح الشامل لنظام الامم المتحدة بما في ذلك مجلس الامن ليعكس الواقع العالمي وجعله اكثر توازنا اقليميا وفاعلية وكفاءة” ما هو الا دعم غير مباشر لموقف السعودية الاخير، بما يتيح تخطي المرحلة من بوابة الكويت.

التعليقات