مصر الكبرى

08:21 صباحًا EET

من حرق الكتب إلى حرق المجمع العلمي

 
عمل ريموند ستوك، مدرسا مساعدا للغة العربية والدراسات الشرق أوسطية بجامعة درو .
عاش ريموند بالقاهرة لمدة عشرين سنة قبل أن يرحله نظام مبارك في ديسمبر 2010، ويرجع السبب الرئيسي لذلك انه في 2009كتب مقالا انتقد فيه وزير الثقافة حينذاك فاروق حسني. نشر ريموند كثيرا عن الشرق الأوسط وترجم العديد من القصص للكثير من الكتاب العرب، من بينها سبعة كتب عن نجيب محفوظ. أختار المصريون مرشحيهم من الإسلاميين وبأغلبية ساحقة في أول اقتراع برلماني بعد الإطاحة بحسني مبارك –بعد مرور تسعة أشهر من الفوضى والاضطراب.-يخطر على بالي كاريكاتير أنتشر بعد سقوط مبارك بتسعة أشهر في بداية محاكمة حسني مبارك في أغسطس الماضي تظهر فيها روح الفكاهة الخاصة بالمصريين حيث يصور الكاريكاتير مبارك حبل المشنقة حول رقبة مبارك مع نظرة ساخرة تعلو وجهه :قائلا "أعرف".

نشر ريموند كثيرا عن الشرق الأوسط وترجم العديد من القصص للكثير من الكتاب العرب، من بينها سبعة كتب عن نجيب محفوظ.أختار المصريون مرشحيهم من الإسلاميين وبأغلبية ساحقة في أول اقتراع برلماني بعد الإطاحة بحسني مبارك –بعد مرور تسعة أشهر من الفوضى والاضطراب. يخطر على بالي كاريكاتير انتشر بعد سقوط مبارك بتسعة أشهر في بداية محاكمة حسني مبارك في أغسطس الماضي تظهر فيها روح الفكاهة الخاصة بالمصريين حيث يصور الكاريكاتير حبل المشنقة حول رقبة مبارك مع نظرة ساخرة تعلو وجهه :قائلا "أنا فاهم."، هذه إشارة ساخرة لجملة قالها مبارك خلال المظاهرات الذي أخرجته من السلطة المجلس العسكري في11 فبراير وكما ورد في إذاعة البي بي سي أثناء لقائه كريستيان أمانبور في 3 من فبراير قال مبارك "إنني لا أفهم الثقافة المصرية ولا ماذا سيحدث إذا تركت السلطة الآن."
لا يتوقع مبارك أنه سوف يشنق إذا ترك منصبه في مثل هذه الأحداث التي تمر بها البلاد، على الرغم من أن حدوث ذلك أمرا واردا، إلا أنه كان حريصا ألا يترك الرئاسة في ذلك الوقت خوفا من الفوضى، وصعود الأخوان المسلمين للسلطة ومع ذلك فقد أثبتت الأحداث أن مبارك كان على صواب وأن من سحروا منه هم الخطأ.ماحدث يعتبر صدمة للبعض –ويمكن أن نعتبره على أسوأ الظروف مبررا لبعض منحدرات حكمه. إلا أنها في النهاية تكشف لنا مدى الصعوبة الحقيقية التي قد تبدو بسيطة يعانيها الشعب عند الإطاحة بطاغية.وبدلا من ذلك، تذرع المتظاهرون بالعسكري كي يطيح بالزعيم المعيب في فكره وإستراتيجياته على وشك أن يولي ابنه جمال (واحدا ليس منهم )، ليحل محل من هو أسوا منه، بل من الأرجح هو أسوأ من يتولى.بل ولبرهة حاول مبارك أن يواصل حديثه قائلا لاهو ولا نجله سوف يرشحان أنفسهما في الانتخابات المزمع إجراؤها في سبتمبر، وأنه سيحول بعض من سلطاته إلى رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان، على الرغم من صدور بعض التصريحات من إدارة أوباما تتسم بالتناقض حول سيناريو الأسبوع القادم، 10من فبراير في الوقت الذي بدأ فيه يصدر عن مجلس وزراء مبارك ضجيج من أصوات مبهمة.برحيل مبارك، مقرونة بقلق حذر من ناحية مبارك.
استطرد مبارك قائلا "في خطاب ألقاه في تلك الليلة "إن الكثير من المصريين مازالوا غير مقتنعين أن الحكومة جادة في التحول إلى الديمقراطية ".وفي الليلة التي تلتها سقط مبارك. قال جورج برنارد شو ناصحا "هناك نوعيان من المأساة في الحياة.الأولى أن يفقد قلبك الرغبة.الثانية أن تستردها – والنتيجة أن مانبه إليه مبارك ماحدث بعد ذلك.لقد ركل المجلس العسكري مبارك، وان المجموعة التي ركلته دعت الشيخ يوسف القرضاوي ، الزعيم الروحي للإخوان المسلمين، ليعود من منفى أربعين عاما قطر ليخطب في الناس احتفالا بالنصر العظيم في 18 من فبراير.القرضاوي الذي امتدح هتلر وابتهل إلى الله أن يقع اليهود الذين عذبهم النازيون في أيدي المسلمين، القرضاوي أشهر داعية إسلامي في العالم العربي ، ومن تروج له وسائل الإعلام المحلية بالاعتدال –تماما كما تفعل المؤسسة التي يدعمها.
علا هتافه في التحرير بالدعوة إلى الحرب على إسرائيل (الشئ الذي لم تقم الثورة من أجله )، وملأ التحرير كلية بطريقة أمعن فيها تقزيم للثورة والمظاهرات السابقة.في الوقت نفسه، كان وائل غنيم مدير جوجل والذي أصبح أشهر شاب على الفيس بوك الذي أطلق الانتفاضة في يناير، وقف بعيدا عندما أنهك من شدة الزحام ولم يستطيع أن يوجه كلمة للناس أعلن القادة الحقيقيون للثورة عن أنفسهم في ذلك اليوم إلا أن العالم تجاهل ذلك.في نهاية الشهر الماضي قام الأخوان المسلمون والمجلس العسكري اللذان يديران البلاد منذ رحيل مبارك بعقد صفقة حول الوقت الذي ستنتقل فيه السلطة إلى الحكم المدني، وهم بذلك يؤكدون الحقيقة الواضحة ومنذ فترة طويلة التحالف بين الإخوان والمجلس العسكري.وقد بدا أن المجلس العسكري متمثلا في معظم قادته يبدون تعاطفا مع الإخوان المسلمين والآن وقد حظيت جماعة الإخوان ب37%من المقاعد الانتخابية (التي جرت في كل أنحاء مصر )، واكتسح السلفيون 25%من المقاعد وهو مالم يكن متوقعا —–وصار على الأرجح أن هذا نواة لإقامة دولة إسلامية في مصر. إن الإخوان المسلمين الذين تمكنوا من المجلس حديثا ليست هي القوى المعتدلة كما يرى أعدادا كبيرة من الناس أو هم على علم أفضل.
ومنذ عام 1928وهو على الأرجح الوقت الذي سعى فيه الإخوان بهدوء إلى العمل على تطبيق الشريعة، وكانت النازية تمولها وتمدها بالسلاح في الحرب العالمية الثانية، وانتشرت بعدوانية في كل أنحاء العالم العربي. دعا المرشد محمد بديع على الملأ إلى الجهاد العالمي ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.(لم يلحظ ذلك إلا كاتبا واحدا فقط في تل أبيب وهو باري روبن).ودعا السلفيون بوضوح إلى ذلك وهدفهم هو إزاحة المجتمع القبطي من مصر—- أحفاد المصريين القدماء، الذين يشكلون في كل الأحوال من 10الى 20%من مجمل السكان – في 25نوفمبر (عقد الإخوان كما يطلق عليهم باللغة العربية )اجتماعا حاشدا في القاهرة، وهم يرددون "سيأتي اليوم الذي سنقتل فيه كل اليهود، "ودعوا إلى الجهاد لغزو أورشليم..ووجهوا خطابهم إلى أقوى مرجعية دينية وهو شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورجل الدين الأول والذي له اعتبارا لدى الغرب،.وشجبوا أي محاولات لتهويد القدس وادعوا زيفا أن المسجد الأقصى يتعرض الآن إلى انتهاكات من قبل اليهود "(وفي الجمعة السابقة، عندما احتشد الإخوان والسلفيون معا بالتحرير ليصل عددهم إلى 100ألف، نعى أحد السلفيين الدعاة أسامة بن لادن شهيدا ودعا في خطابه إلى الجهاد ).
 

التعليقات