آراء حرة

04:06 مساءً EET

د. عاطف عتمان يكتب : حاول تدفيهم ….الدعاء بين طلب المعية وميوعة الطلب

موجة من البارد القارس تجتاح مصر ومنطقة الشرق الأوسط فى شتاء يتغير وجهه كثيرا عن سابق عهده كما تغير كل شىء فى هذا العالم ..أصبحنا نرى بأعيننا ونشعر بما كنا نسمع عنه ونراه فى الأخبار فى بلاد أوربا وأمريكا الشمالية … لم يكن ينقص فقرنا ومرضنا وجهلنا إلا صقيع الشتاء وزمهريره …

نجلس تحت البطاطين أو ننظر للحياة من خلف الملابس الصوفية أو الجلدية وصاحب القلب الرحيم منا يحمد الله على نعمة المسكن والملبس التى حرم منها الكثير من الفقراء والمهجرين وأهل المخيمات والذين يلتحفون السماء ..وربما يلهج لسانه بالدعاء للمشردين فى غياب الضمير الإنسانى وربما ينتفض ليكتب دعاء فى تويته أو فيسبوكاية …

شعوب تربت تربية خاطئة وفهمت الدعاء فهم خاطىء وتعودت التواكل والكسل وأدمنت الإستجداء ولم تعى التجارة وأربح التجارة هى التجارة مع الله … جهلنا أن الدعاء طلب معية وتوفيق ولجوء لمسبب الأسباب بقوته القاهرة وعلمه المحيط لجبر الضعف البشرى وتيسير الأسباب ونجاحها فى بلوغ هدفها فنسينا الأسباب حتى أسباب الإستجابة لأننا صرنا للكسل والتواكل عنوان ..

حتى من يتواكل على الدعاء لا يأخذ بأسباب إجابته فيكتفى بمصمصة الشفايف والتصعب على حال حال الفقير ودعوة باردة لا تغادر الشفاة.. فلا يخرج بين يدى دعوته صدقة ولا يركع لله ركعتين للحاجة ولا يستحضر خشوع … لم نقف فى القرآن عند آيات الإقراض والتجارة مع الله وعظم قدرها الذى يفوق الصدقة أو الإحسان ووقفنا عند آثار مشكوك فى صحتها عن من يركع ألف ركعة فى الليلة أو من يظل قائما طوال الليل يدعو تمتم الكثير بأن بأن الله يرزق الطير تغدوا خماصا وتعود بطانا فبدلا من أن نعى غدو الطير والذى لولاه ما رزقت… فبتنا فى العش ننتظر الرزق …. فى ظل هذا الجو وشدة الزمهرير الحارق نحن بحاجة لدعوة …دعوة صادقة قوامها وشعارها –حاول تدفيهم — من يملك دفاية غير مستعملة أوبطانية أو ملابس شتوية فائضة عن حاجته أو يملك فائض من المال ويخشى زمهرير جنهم فعليه أن يبادر بتلك المبادرة ويحاول تدفئة فقير واحد أو لاجىء واحد جار أو قريب أو عابر سبيل فإن عجز فليتوجه لأقرب جمعية خيرية ….

دعوة حاول تدفيهم دعوة للتجارة مع الله وللعمل وللتكافل والتراحم ومن ثم ندعوا الله أن يوفقنا لهذا العمل وأن يفتح قلوب الأغنياء لإخوانهم الفقراء .فإن الله لا يغير ما بنا حتى نتغير ونغير أنفسنا وواقعنا ومن ثم نطلب المعية الربانية ..دعوة لله طلبا لمعيته وأن يجعلنا من خدمة عباده وليس ميوعة فى الطلب وتواكل لا يتفق لا مع الدين ولا مع العلم …. دعوة من يوسف الصديق الذى ملك خزائن الأرض فأبى إلا أن يتذوق قسوة الجوع صياما حتى لا ينسى الفقير ….هيا بنا جميعا كل على قدر إستطاعته نبدأ حملة حاول تدفيهم

التعليقات