آراء حرة

08:47 صباحًا EET

هشام سعودي يكتب :” وماذا بعد “

وماذا بعد؟كان السؤال الطبيعى بعد ثورة 25 يناير والإطاحة بنظام الرئيس السابق حسنى مبارك هو وماذا بعد؟!فقد كان من المستغرب جدا أن يتولى المجلس الأعلى للقوات المساحة الحكم لأنه وبأبسط تفكير سيجر ذلك الوضع البلاد الى مشاكل كبيرة، وذلك لأن المجلس الأعلى كان فى نظر الكثير ممن قاموا بالثورة جزءا من النظام القديم وبالتالى ستحيط به الكثير من الشكوك، حتى بعد أن قاموا بتقديم مبارك للمحاكمة كان الجميع يتحدثون بأن ذلك جزء من خطة تبرئته وحتى عندما بدأت المحاكمات ” والتى من الطبيعى ألا تسفر عن شىء” فقد تساءلت لماذا يبدو للجميع أن هناك رغبة فى تصفية الحسابات مع كل نظام مبارك مع أن  ذلك لن يؤدى الا لمزيد من الاحتقان والذى بالتأكيد سيدفع البلد كلها فى طريق الهاوية .

ومع ذلك فان الجميع بشكل أو بآخر تعمد عدم الحديث عن هذا الموضوع ،ومع تولى المجلس العسكرى حكم البلاد كان واضحا أن الإخوان المسلمون سيصلون الى الحكم ولذلك أسباب عديدة أولها أنهم جماعة قامت بالأساس سعيا وراء الحكم ودعنا طبعا من تلك الترهات التى تقول إنها جماعة دعوية فأنا فى سنين عمرى الطويلة لم أجد احداً منهم يدعونى إلى شىء بعكس الجماعات الإسلامية وثانيها أنهم على استعداد تام للتضحية بأى شىء فى سبيل الوصول إلى الحكم وبدا ذلك واضحا فيما بعد من اتفاقاتهم مع الإدارة الأمريكية ولأنهم أيضا لهم قدرة على تنظيم أعضائهم فى مجال الحشد والمؤازرة .

وكان أول تأكيد لذلك هو انسحابهم من الميدان بمجرد إعلان تنحى مبارك مما يعطى مؤشراً أن هناك نوعا من الاتفاق بينهم وبين المسئولين ثم بدأوا الانقلاب على المجلس الأعلى وبدأوا فى تدبير المكائد له ليبدوا فى نظر الشعب وكأنه غير قادر على تسيير دفة البلاد الى بر الأمان وحشدوا الجموع للتصويت بنعم فى استفتاء مارس الشهير لأن الاعلان الدستورى كان يسير فى مصلحتهم تماما وبالطبع استطاعوا أن يقنعوا السلفيين بذلك ( وسيأتى الوقت المناسب للحديث عن السلفيين لأن لهم دورا فيما وصلت اليه الأمور ) وعندما كانوا يكيدون للمجلس الأعلى فى محمد محمود الأولى عن طريق حشد الشباب الثائر والمغرر به تماما وكان رأس الحربة فى ذلك الشيخ صلاح أبو اسماعيل ، أصروا على أن تقام الانتخابات البرلمانية فى موعدها مع أنه كان يبدو جليا للجميع أن الوقت غير مناسب تماما ولكن تلهفهم للسلطة والفرصة الذهبية التى قد لا تأتى مرة أخرى جعلهم يتناسون كل شىء فى سبيل الوصول إلى هدفهم .

وجاءت الانتخابات الرئاسية ووصلنا لمرحلة الإعادة كما كان المتوقع تماما الفريق شفيق ومحمد مرسى ( مع أنى كنت مقتنعاً تماما بأن محمد مرسى ماهو إلا كبش فداء لمرحلة لاحقة ) وفاز مرسى بالرئاسة أو بالأحرى فاز الإخوان المسلمون لأن محمد مرسى ليس له فى الأمر من شىء فهو مجرد من يمثل الجماعة فى الحكم ليس إلا، ومازال السؤال يتردد فى ذهنى وليس هناك من يجيب عليه ( وماذا بعد ) فانا أرى أن لا شىء تغير ففقط هناك تغيير فى الوجوه والتوجهات وليس هناك حساب تماما للشعب أو الدولة وبدأ سقوط الجماعة وذلك لأسباب عديدة منها أنهم ليس لديهم أى خبرات فى مراكز قيادية تتيح لهم قيادة دولة كبيرة بحجم مصر السياسى والإقليمى والدولى أيضا .

ولأن مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة هى التى كانت تقود وليس هناك توزيع محدد للأدوار فقد كان من الطبيعى أن نرى هذا التخبط الرهيب فى الأداء وقد كنت أتوقع من الجماعة الاستفادة من كل الذين التفوا حولها حتى تكتسب الخبرات اللازمة وتتمكن من قيادة الدولة بمفردها ولكن طبعا لأنهم جماعة لاتعرف إلا نفسها ولا تثق بأحد فقد تخلصوا وبمنتهى السرعة من كل من وقفوا معهم وساعدوهم على الوصول الى سدة الحكم ويتبقى السؤال ( وماذا بعد ) فقد تسبب الاخوان بأخطائهم القاتلة فى انقسام شعبى لم يحدث فى مصر على مر تاريخها وكان لابد لهذا الوضع أن يؤدى الى الانفجار ، فهل هناك من يستطيع انقاذ الوطن من هذا الوضع المأساوى .

التعليقات