مصر الكبرى

02:55 مساءً EET

أفكار سريعة

شائت الظروف ان ازور مصر المحروسة خلال انتخابات مجلس الشعب ، ايام جماعة الحزب الوطني  وكنت شغوف لمعرفة مختلف الاراء من سواقين التاكسي  كما قال خالد الخميسي في روايته " تاكسي" . جلست في المقعد الامامي وقلت للسواق انشاللة قمت بدورك الوطني وانتخبت ، فجائني الرد الصاعق وهو بيقول انت من الجماعة ،  فقلت اي جماعة  تقصد فالجماعات كثيرة عند العرب ، فاخذ نفس طويل من سجارة صنع محلي واخذ ينفخ ويقول هو انت  بتعمل ايه وما لك ومال الوطني .. ضحكت وانا اقول يا عزيزي كلنا بنحب الوطن ، والمواطن الصالح هو من يسمع كلام الحكومة . صاحبنا شعر بأرتياح كبير وهو بيرد بقوله الحمداللة مش بتوع جماعة الليل بتوع الوطني ، وطبعا اخذ يقول بالعاميه كلام كثير يعبر فيه عن هموم كبيرة تحشر الصدر زيها زي  السيجاره  المحلي . كان من افضل التعليقات وهو يقول لا انا ولا اتذكر حد في العائلة عنده بطاقة انتخابية واخذ يواصل حديثة وهو يرمي قنابل كل وحده اكبر من الثانية. يا رجل الجماعة بتوعنا وصلو للجنة وهم دولتي عمروا بيوت ليهم فوق عند ربنا … الكلام كان يعبر عن مرارة وقسوة من مواطن بسيط  يتتكلم  عن شريح ةكبيرة في المجتمع المصري.
 

 
كنت اقول لصديقنا على الدين هلال بصفته مسئول الشباب ، ليه يا علي البطالة اخذ في الارتفاع ، في الوقت انكم فتحتوا الباب للعمالة الاسيوية في الفنادق ، فكان الرد ان الفنادق الكبيرة تدار من شركات هي مسئولة عن العمالة وهم يستورودا زي ماهم عايزين ، وبعدين انت عارف الفنادق الكبيرة عايزه ثقافة النظافة واحنا شبابنا يفتقد النظافة ؟ طبعا كان الجواب منسجم مع عقل الوطني ، لان الحزب الوطني كان عايز تنمية طياري ، تنمية تنزل من السماء بمباركة من الشركات العابرة للقارات.
 
انا لست من جماعة سياسية  الا اني اتذكر وانا في الاعداي كم كنت اعشق الريس جمال عبدالناصر ،فهو كان الامل لكثير من الشباب العربي ، وخصوصا ان الامال كانت كثيرة مع اخوان القوميين ، وكنا نعتقد ان الامل في الطريق ، فكنا نخرج في مظاهرات ضد الرجعية العربية ، وفجأة اكتشفنا ان الامل ضاع ومفيش الا السراب الذي تحول الى امل وكلنا بنجري وراء السراب وفقدنا الامل . وتمر الايام واذا بثورة شباب يناير تعيد لنا اوكسجين الحياة ، وقلنا خلاص يبدو ان سكك الحديد المصرية التي تاسست في 1853 رجعت مرة ثانية ، ومصر رجعت الى سكة الحديد العربية ، ومصر بتحولها نحو الديمقراطية ، ستثير القلق للكثير من جماعة السلطة العربية، وكما يقول حليم وابتدا المشوار!
 
بالرغم من اختلافي مع بعض ما يكتب ضد الريس مرسي وجماعة الاخوان ، فكنت اقول في تعليق لصديقي مأمون فندي : هو لو كان مش الاخوان في السلطة حيكون الحال افضل ! . اعتقد ان مصر تسير في طريق الامان لكون الشباب هم من صنع الثورة ، وهم من كسروا جدار الصمت العربي ، وهم من زرعوا الامل من جديد بعد ما شبعنا موت واحنا احياء .
 
اليوم الريس مرسي في السلطة والريس مبارك في السجن ، فالمعادلة تحمل الكثير من المعاني الرمزية لاحياء السلطة . واعتقد كلامي مفهوم ومشعايز اثير غبار عربي يسيء للعلاقات المصرية الكويتية . المهم بالنسبة لنا ان الانتخبابات كانت انتخابات مختلفة وكان الشارع المصري هو من يحكم كرسي السلطة ، فالاخوان معروفين بالمرونه وهم عارفين مشاكل مصر اللي لا يمكن حلها في 100 يوم . المشكلة ان العقل العربي الناقد تربى في  بيئة سلطوية وهو يعيد انتاج نفسه ، وبالتالي علينا ان نمنح الريس مرسي فرصة لتطبيق مشروعة او مشروع الجماعة ، وخصوصا باني متأكد ان شعار الاسلام هو الحل لن يرفع مرة ثانية لانه كان شعار فضفاض مش حيشغل العاطلين عن العمل ومش حيصلح التعليم والصحة والاقتصاد ، فالعالم الواقعي المعاش يتطلب رؤية جديدة  وسوف يفرض مستلزماته العصرية  . احنا العرب لدينا مشكلة ثقافية نتيجة لتراكمات تاريخية من التسلط وبالتالي علينا نتأنى في احكامنا ولا نطلق احكام سريعه ضد جماعة الاخوان ونمنحهم فرصة ، فربما مشاكلنا المستعصية سوف تحل على يدهم ، وربما السلام في المنطقة العربية يصل الى نهايتة وخصوصا بان لدينا مبادرة سلام عربية قدمت في مؤتمر قمة بيروت . فيا عزيزي مامون فندي لا نستعجل في قطف الثمار وكما يقولون الصبر مفتاح الفرج ، واقترح عليك تعلق  ملص على عربيتك في لندن وتكتب عليها شبعنا صبر!

التعليقات