كتاب 11

08:51 صباحًا EET

عدلي منصور القاضي والرئيس

تولى المستشار عدلي منصور رئاسة مصر في ظروف غاية في الصعوبة ومرحلة هي الأهم في تاريخها,وقبل توليه المنصب بأقل من 24 ساعة لم يكن يعلم او يحلم او يتوقع أن يحدث ذلك

بل لو استمر الرئيس المعزول المتهم محمد مرسي في الحكم لشهور قليلة ربما كان المستشار منصور خارج الخدمة لان المعزول وجماعته الشيطانية كانوا يخططون لمذبحة قضائية تنتهي بموجبها خدمة ثلاثة ألاف وخمسمائة قاضيا يأتي في مقدمتهم المستشار عدلى منصور ولأن مصر فعلا المحروسة من الله تحدث إشارات سماوية تؤكد أنها كنانته في أرضه فمثلا المحكمة الدستورية العليا رغم أن المعزول كان أول رئيس مصري يُودي اليمين أمامها, إلا انه أول رئيس مصري يُهين هذه المحكمة هو وجماعته وكانوا يحملون لها الحقد والكراهية بشكل غير طبيعي منذ حكمها بحل مجلس الشعب الذي كان يسيطر عليه الإخوان فكانت دائما في مرمى نيرانهم سواء بالهجوم على أعضائها او حصارها ومنعها من العمل لأول مرة في تاريخها وهي ثالث أقدم محكمة عليا في العالم,بل اتُهمت بتسريب الأحكام قبل إصدارها وهناك دعوى منظورة أمام القضاء بذلك

وبلغت كراهية الإخوان للمحكمة الدستورية ذروتها في دستورهم الذي يتم تعديله الآن والذي أطاح بعدد كبير من مستشاري المحكمة العليا,وتشاء الأقدار أن يتولى رئاسة مصر الرجل الذي كان يريد أن يعزله المعزول.صفات كثيرة وهبها الله للمستشار منصور هي شكلا ومضمونا على النقيض تماما من الرئيس المعزول وكأن المولى تبارك وتعالى  أراد أن يعوض مصر خيرا عن عام كان الأسوأ في تاريخها,فأرسل إليها رئيسا يتمتع بقبول كبير(كاريزما)كان يفتقده المعزول

يتحدث بحساب ويعلم متى يتحدث ؟وكيف يتحدث؟ والى من يتحدث؟كلامه متزن وعاقل ومنطقي وموجز(ما قل ودل)واجهة مشرفة حتى في سفرياته الخارجية القليلة جدا حظى باحترام واستقبال يليق بمصر ومكانتها,رئيس متواضع وهادى زاهد في الميكرفون والكاميرا والسلطة والحكم حيث يُعلن دائما انه لن يريد الاستمرار في الرئاسة او الترشح لها بل ينتظر لحظة العودة الى منصة القضاء في اقرب فرصة,عدلى منصور لا يشغل الناس والإعلام معه  في صلاته وسفرياته ومواكبه وتشريفاته

ولا احد يعلم شيئا عن أسرته,ومن الواضح أنها أسرة غاية في الاحترام فلم نسمع عن أي تصرفات غير طبيعة لأولاده او زوجته,هو رجل فاضل نظيف القلب واليد واللسان,والأهم من كل هذا وذاك تحمله للمسئولية بكل شرف وأمانه ولم يهرب منها في أصعب الظروف خاصة أثناء فض الاعتصام المسلح في رابعة والنهضة مثل نائبه المفترض فيه انه كان رجلا سياسيا متمرسا في العمل العام والدولي وكان يسعى لرئاسة مصر ولكنه هرب في أول موقف صعب واجهه.عدا جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها من الإرهابيين فان الشعب المصري كله يقدر ويحترم عدلى منصور القاضي والرئيس وسوف يذكر له بأحرف من نور هذا الموقف الشجاع وتحمله المسئولية ومواجهة الصعاب وبذاءات الجماعة الإرهابية,تحمل كل ذلك في صمت وبضمير القاضي,

وبعد هذا الخروج المبهر للمصريين في الاستفتاء على الدستور فإنني أستطيع القول أن الرئيس عدلي منصور قام بواجبه وادى دوره فدعواتي الخالصة له بان يجزيه المولى وتبارك خيرا جزاء ما قدم لبلده اللهم أمين.

 

 egypt1967@yahoo.com

مذيع بإذاعة الشرق الأوسط

التعليقات