مصر الكبرى

11:50 صباحًا EET

فتنة طائفية لتمزيق مصر

 
تظاهر آلاف المصريين امام السفارة الامريكية في القاهرة يوم امس احتجاجا على انتاج فيلم سينمائي يسيء الى النبي محمد (ص) وبدأ عرضه بدور السينما الامريكية تزامنا مع الذكرى الحادية عشرة للهجوم على مركز التجارة العالمي.

الافلام الوثائقية والرسوم الكارتونية المسيئة للنبي ليست جديدة، وباتت تتكرر من قبل المعادين للاسلام في اوروبا وامريكا في ظل استفحال ظاهرة ‘الاسلامفوبيا’، لكن الجديد في هذا الفيلم ان منتجيه ينتمون الى منظمة لاقباط المهجر مدعومة من بعض القوى اليمينية الامريكية المسيحية المتشددة.ان هذا الفيلم الذي وصفه بعض من شاهدوه بالركاكة والاستفزاز المتعمد، هو مشروع فتنة لتفجير صدامات طائفية ونشر الاحقاد بين ابناء البلد الواحد وفي هذا التوقيت الحرج الذي تمر به الثورة المصرية بعد نجاحها في الاطاحة بنظام الفساد والديكتاتورية.الشعب المصري اظهر درجة عالية من الوعي بالاهداف التي يرمي اليها من يقفون خلف هذا التحريض، وعلى رأسها نسف الوحدة الوطنية المصرية لمصلحة اعداء مصر والامة، ولهذا اصدرت جميع الكنائس المصرية وقياداتها الروحية بيانات ادانت هذا الفيلم المشبوه.كان لافتا ايضا ان اعدادا كبيرة من ابناء الطائفة القبطية شاركوا اشقاءهم المسلمين في التظاهر امس امام السفارة الامريكية للتعبير عن رفضهم لهذه الاساءة والذين يقفون خلفها، وتضامنهم مع اشقائهم المسلمين.الحكومات الغربية، وعلى رأسها الامريكية يجب ان تتصدى لمثل هذه الاعمال التحريضية بحزم من خلال قوانين صارمة، لان هناك فرقا كبيرا بين حرية التعبير التي يتذرع بها هؤلاء لبث سمومهم الطائفية وحرية الاساءة للمعتقدات والانبياء، والمسلمين منهم على وجه الخصوص.السيدة انجيلا ميركل مستشارة المانيا تدخلت حكومتها لمنع نشر رسم كارتوني يسيء الى سيدنا المسيح عليه السلام بعد احتجاجات غاضبة من الكنيسة الالمانية ومظاهرات اتباع لها.ومن المفارقة ان السيدة ميركل نفسها تحدت الاسلام والمسلمين عندما كرمت رسام الكارتون النرويجي صاحب الرسوم الشهيرة المسيئة للرسول محمد (ص) بمنحه احد الاوسمة الرفيعة تأكيدا على احترامها بل وتمسكها بحرية التعبير.وبالامس فقط الغت القناة الرابعة المستقلة في التلفزيون البريطاني عرض فيلم وثائقي عن تاريخ الاسلام لاسباب امنية وبعد تلقي اكثر من الف شكوى من مشاهدين شاهدوا مقاطع دعائية تظهر تشويها للاسلام واساءة للرسول محمد (ص).مصر مستهدفة، وثورتها مستهدفة، وديمقراطيتها مستهدفة، لان هذه الديمقراطية نجحت في اعادة الكرامة المسلوبة لمصر، وانهت حكم العسكر، وبدأت تعالج الوضع الاقتصادي بخطوات ثابتة من خلال استقطاب المساعدات والاستثمارات العربية والاجنبية الكفيلة بانقاذ الوضع الاقتصادي من عثراته وخلق وظائف للعاطلين عن العمل.ان هذه المجموعة التي تسيء الى الاسلام والمسلمين، وتريد زعزعة استقرار مصر واشعال نيران الفتنة الطائفية، تظل حفنة صغيرة لا يمكن ان تمثل ابناء الديانة المسيحية الذين تعتز الغالبية الساحقة منهم بانتمائهم الى بلدهم، ويظهرون الحرص كله على امنها واستقرارها، ويفتخرون بثورتها التي اطاحت بنظام الفساد والقمع.مصر تعرضت لمحاولات كثيرة لتفجير وحدتها الوطنية، وبذر بذور الفتنة بين طوائفها، واخرها تفجير كنيسة الاسكندرية بترتيب من اللواء الحبيب العادلي وزير خارجية النظام السابق ولكن هذه المؤامرة الدموية الدنيئة لم تعط ثمارها، وارتدت هذه المؤامرات في نهاية المطاف على اصحابها، وها هو اللواء العادلي يقبع خلف القضبان.الشعب المصري صاحب واحدة من انبل الثورات في تاريخ الشرق الاوسط الحديث سيفشل هذه الفتنة مثلما افشل كل الفتن السابقة، وسيواصل مسيرته نحو النهضة والكرامة وسيحافظ على وحدته الوطنية والتآلف بين ابنائه على مختلف دياناتهم وطوائفهم.
 

التعليقات