كتاب 11

10:13 صباحًا EET

حرب المصطلحات الاسلام

الدين المرسل من السماء أم الميراث المستخرج من الأرض يقول الله تعالى في سورة آل عمران: ” إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ” من يملك هذه الأمة؟ هل هو الله ؟ أم محمد أم أنها أمة حرة لا يملكها أحد؟

أين جذور المجتمع المسلم؟ ولمن يخضع ويدين؟ وكيف يمارس هذا الخضوع ؟ أين تقع حدوده القاتلة وكيف هي قاتلة؟ أين تقبع روحه الوثابة ؟ ولم هي وثابة؟ أين هي البؤر التي يتجمع فيها؟ وأين تقاطعات افتراقه؟ هؤلاء الناس الذين يصومون سويا لشهر كامل كل عام ويحجون الى نفس الأرض المقدسة في نفس الوقت وبنفس الطريقة يصلون جماعات في خمسة أوقات يوميا، هؤلاء الذين يعلنون أنهم يعتقدون في محمد صلى الله عليه وسلم أنه آخر رسل الله وصفيه وسيد خلقه وأولهم وأفضلهم وأسبقهم ويزعمون اعتقادهم في الله انه الههم الأوحد بلا ولد أو شريك بلا سابق أو لاحق ثم يفيضون الزعم بأن الاسلام دينهم الذي لا يرضون غيره ومنهج حياتهم ومنتهى صلاحها ورسالتهم وبغيتهم ومصيرهم وأن في القصاص حياة يا أولي الألباب، يقطعون كل الشكوك بقول فصل وحيد يحوي مسلمة جامعة شاملة لا تقبل النقاش شمس مبهرة لا شية فيها ألا اله الا الله وان محمدا رسول الله. كأنهم عاصروا محمدا ورأوه وأحبوه وتعلموا على يديه

و كأنهم خبروا الله ويعرفونه كما يعرفون أبنائهم وأصدقائهم انهم يعلنون يقينا جماعيا وفرديا لايأتيه لبس من بين يديه ولا من خلفه، أعني الاعلان لكن حالهم لا يشي بما يجعلهم أكثرتألقا أو حتى تميزا عن باقي الناس في الكل أو الأجزاء وحياتهم لا تشير أي رصيد من الرحمة أو الحكمة أو العفة أو حتى الهمة يزيد عن أرصدة الآخرين في اي مكان على الأرض، ليس هناك اي استثناء يقبل الرصد يجحد تساويهم بغيرهم من أتباع الديانات الأخرى او الملحدين لماذا مسلمون اذن؟ ولماذا كل هذه الجلبة وكل هذا التعقيد وكل هذه التشكيلات الاستثنائية في الطعام والشراب والأزياء والعبادة والعادات اليومية والأعراف والتقاليد ؟ ان هناك أثمانا اضافية باهظة تدفعها مجتمعات المسلمين في مقابل عائد زهيد هناك انطباع عام شديد الوضوح يكشف المسلمين وهم في مواجهة دائمة لا تنقطع مع غير المسلمين مواجهة أساسها عدائي واستثنائها سلمي المسلمون أبطال مشهد دائم لأقلية اعتادت أن تتقوقع على نفسها وأن تتوجس وتترقب وتترصد وهو مشهد لا يلائم أمة بهذا الحجم

أمة تحتل كثيرا من سطح الكوكب وحدها وتحتكر لحسابها مئات الملايين من البشر المسلمون يعيشون الحياة مثل بالغ متخلف عقليا يظن أنه صبي في السابعة من عمره، أمة كبيرة عظيمة غنية وضخمة تعيش الحياة كأنها قبيلة في غابة أو صحراء، ما العلة الكامنة وراء هذا الأداء؟ ما السبب الذي يجعل أمة من مئات الملايين من البشر تظن أنها مستضعفة مقهورة مهانة؟ وأن عليها الاستماتة في الجهاد لكي تحافظ على هيكلها الأساسي والاستماتة في الدعوة لكي تكسب المستطاع من أرض التفاوض أو العمق الأمني لمجتمعاتها وأفكارها. ما كل هذا الالتصاق بشكل العبادة دون موضوع العقيدة احترازا من اساءة الفهم أو ضعف الضعفاء ؟ كيف يمكن لأمة قوية لا تحتاج القسوة من بعيد اوقريب أن تختزل أقصى أحلامها وأمانيها في القسوة والشراسة والغضب..

قصاص وتعزير لأعضاء مجتمعاتها داخليا والحرب المقدسة ضد كل الكون دون الله تعالى من أجل المسجد الأقصى خارجيا؟ اذا واجهت مسلما بأنه ليس عينة ايجابية لأمة تظن أنها خير أمة أخرجت للناس وأن ما ينطبق عليه ينطبق على ندمائه وأقاربه يسارع الى القول أن هناك فرقا كبيرا بين الاسلام والمسلمين وأن المسلمين لا يمثلون الاسلام وأنهم قد ابتعدوا عن الدين القويم فحل عليهم غضب الله وباءوا بالخسران المبين… فتبادره بأنها قد تاهت ولقيناها فلنتبع سنة النبي ونتسابق في طاعة الله فيرد عليك بلا تردد أين نحن من الحبيب المصطفى؟ بل ومن صحابته الكرام بل أين منا والتابعين وتابعيهم باحسان الى يوم الدين، والمزيد من الكلام يجعله يكشف لك عن معالم طريقه الذي اقتبسه من شيوخ معاصرين وشيوخ لهم أغلفة كرتونية فاخرة مكتوب عليها بأحبار صفراء تشبه الذهب…

يدعونها أمهات الكتب. ان واجهت مسلما بما يخالف ما اعتاده فستدفعه بقوة لاستدعاء والديه وما اعتادا عليه كما أنه قد يستدعي فلول كلام مشايخه وما قد يكون قد شاهده في أمهات الكتب، أنا لا أزعم قدرة على اجابة هذه الأسئلة لكن أزعم قدرة على طرح المزيد منها وأزعم أهمية ذلك الطرح انني أستشعر أثر ثقافات يهود المنفى الاجباري المزمن في الأجواء بكثافة بكل محتوياتها الخرافية الأسطورية وقوانينها الشرسة القاسية المتضاربة، أجد أثر جدلياتهم المتعقدة في أطماعهم وضآلة جوارهم مع حضارة مصر العملاقة ونظامها السياسي والاجتماعي كما أجد أطيافا لأثر مجوس الفرس الذين لم يكلوا في سعيهم الى الثأر العاجل والآجل من قوم خالد بن الوليد وعمر بن الخطاب، وكما أن التخريف والأسطورة سمت مميز لتراث اليهود فالثأر والكراهية سمت مميز لتراث الفرس وهذا ما يحكيه تاريخهم مع الرومان والمصريين. لن تجيب ظلال اليهود والفرس البادية في المشهد بوضوح على كل التساؤلات بكفاءه فربما يكون لها مداخلة فيما يتعلق بالقسوة في الاصرار على اقامة الحدود على ضعفاء الناس والتساهل المبرر المدعوم مع أصحاب النفوذ والغلبة منهم، وربما تستطيع تفسير وجود العديد من الأحاديث النبوية الضعيفة والملفقة ووجود أسماء بعض الشخصيات التي أشار اليها القرآن في عجالة أو تفاصيل دقيقة لحكايات عن يوسف الصديق أو زوجة الفرعون أو مواقف نبي الله ابراهيم التفصيلية، ربما ايضا تستطيع التقاط أطراف خيوط بعض المذاهب الاسلامية وأنماط عقائدها ومنطق معتقداتها والعلاقة المشتبكة بين الوطن والدين لكن هذه الأطياف الدخيلة لن تجيب في كل الأحوال اجابات شافية وافية كما أنها لن تصمد أمام اسئلة تتعلق بما أودى بوحدة المجتمع المسلم وبما جعله يتمادى في غي الفرس واليهود رغم تعارض مداخلاتهم مع الشهير والمؤسس مما أرسله الله على محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنها لن تصمد وحدها على اجابة الأسئلة التي سبقت في هذا المقال، تاريخ المسلمين مع الصحراء والقبلية والبحر والوديان المفتوحة في مصر والعراق وبلاد الشام ثم الأندلس بعد ذلك بشعوبها والتاريخ المسجل على أرضها وسمائها جزء هام من الاجابة وتاريخ الملك والممالك والمنتفعين والمرتزقة وفلول الدول التي بادت جزء آخر من الاجابة كما أن مشروعات استزراع الجهل المستديمة في مجتمعات المسلمين بفعل فاعلين واعين مدركين لما يفعلون ربما يكون جزء من الاجابة.

من يملك هذه الأمة؟ هل الله هو من يملك هذه الأمة؟ كما جاء في الكتاب والسنة وما هو وضع محمد صلى الله عليه وسلم؟ ومحمد رسوله وليس شريكه رغم أن له نصف نص الشهادة المفتاح للاسلام وأزعم أن ذكره قد كرم في الشهادة لأهمية الرسالة ولتوثيق جذورها وهذا ما قد فهمته من السياق القرآني أيضا “ما كان محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل”، لكن الاجابة على هذا التساؤل بالتحديد تستدعي تساؤلات أخرى في غاية الأهمية تبدأ بسؤال عن الأمة.

هل تلك الشعوب التي تعلن أن الاسلام هو دينها الرسمي والشعبي تصنع فيما بينها أمة فعلا؟ ولو كان هذا حقيقيا فهل هي أمة محمد ولو كان هذا صحيحا فاي تخريج من تخريجاتهم هو المانح الفيصل لملامح هذه الأمة المحمدية؟ ولو أن الله هو من يملك أمة محمد ألا يملك الله بقية الأمم؟ أليس الله هو خالق الجميع؟ ولمرة أخرى جديدة أعترف بأني لا أملك الاجابات لكن الظاهر أمامي في رؤية متعجلة أن أمة محمد أمة تائهة بين أرجل هذه الشعوب أو هي أمة ممزقة بينهم، ربما مزقتها السياسة أو الاسترزاق الضئيل أو الاثنين معا وربما اشترك الموتورين من شعوب أخرى في هذا التمزيق. الآن أعود الى ما ذهب اليه جمع غفير من المسلمين في محاجاتهم عن الدين –ربما بحكم أنني مسلم مثلهم- أعود فأقول ان الاسلام شيء مختلف عن المسلمين وأن المسلمين وجوه بالملايين لا يربطهم الى بعضهم الا شكليات شعائرهم ومواعيد أعيادهم وساحات الاختلاف والاتفاق في المجاز واليقين الذين صنعا على أيدي فقهائهم وعندما أتحدث عن الارتباط فأنا أتحدث عن علاقة رياضية تشير الى ارتباط المتغير بالمغير فلا اتحدث عن الاتحاد أو الأنس أو القرب فقط بل أضيف العداء والخلاف والصراعات الى قائمة الربط. مازال المصطلح مضللا ومازال ساحة صراع ومازال في حاجة الى الحذر في التعامل معه والروية في الولاء اليه والاعتدال في معاداته والتوقف أمام أسئلة عديدة لكي نخرجه من سلسة حروب المصطلحات أعيد قائمة الأسئلة الى بعضها هل الاسلام يتداوله المسلمون دين سماوي أم منتج بشري؟ هل المسلمون أمة واحدة؟ هل القداسة شأن من شؤون الله ورسوله أم أن للصحابة ومن يليهم في الفضل قداسة تحيل آرائهم وتصريفاتهم الى أن تكون جزءص من الدين؟ هل الحديث عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد بن الوليد حديث في الدين؟ وماذا تعني القداسة ومذا يعني الدين وماذا تعني الأمة؟ هل نحن أي هذه الشعوب التي تدين بالاسلام الذي نتداوله خير أمة أخرجت للناس؟ لماذا لا تنهى صلواتنا عن الفحشاء والمنكر والبغي؟ ” إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ” صدق الله العلي الكريم

التعليقات