آراء حرة

07:45 صباحًا EET

د. عاطف عتمان يكتب : مابين 25 يناير 2011..و25 يناير 1952

مرت الأعوام الثلاثة على ثورة 25 يناير 2011 والتي بدأت بحركة إحتجاجيه واسعة ضد فساد جهاز الشرطة وطغيان الأمن السياسي على الأمن الجنائي وإنتشار التعذيب وإنسداد الأفق السياسي وغياب الأمل الإقتصادي .. .إلتحقت جموع عريضة من الشعب المصري بالحركة وتحولت لحراك ثوري ضد الفقر والتوريث والرشاوى والمحسوبية وغياب الأمل فى الغد المنظور خرج غير المسيسين بعفوية وبلا ترتيب وبلا أجندات ولا أهداف غير البحث عن الأمل المفقود بعد عقود من التجريف الفكري والثقافي والأخلاقي والإقتصادي …

خرج الملايين يحلمون بمصر أقوى فمات خيرة الشباب الذى لم يشعر بأن له وطن فخرج بحثا عن إستعادة وطنه وبحثا عن نفسه. إختلطت الأوراق فمابين ثورة شعب مظلوم لم يهتم بالسياسة يوما وكان مشغول برغيف عيشه فلما ضاع رغيفه خرج وما بين مظلوم إستبد به صاحب نفوذ فخرج يصرخ وإنفجر وما بين مريض أضناه البحث عن الدواء فأصبح الموت عنده أهون من آلام المرض ..

وهناك من يتحركون وفق أوامر السادة ويستغلون حالة الحراك وينفثون سمومهم أنا الليل وأطراف النهار لإضاعة ما تبقى من الوطن ثلاثة أعوام والحقيقة ما تزال غائبة من قتل الشباب ومن قتل الجنود ومن أشعل جسد الوطن ومن قنص العيون ومن السبب فيما نحن فيه ..؟؟ ثلاث سنوات وغابت العدالة الإنتقالية وصرنا أسرى لعهر كلمة لجان تقصى سيئة السمعة فى عالمنا العربي المنكوب ثلاث سنوات من حكم المجلس العسكري ومن بعده حكم جماعة الإخوان الأغبياء ومن بعده الحكم الإنتقالي بعد موجة 30 يونيو الثورية ونحن نرجع للخلف حتى لم يعد هناك خلف وإلتصقنا بالحائط ..

إما أمام وإما سقوط … 25 يناير 1952 وقف رجال الشرطة المصرية الذين هم جزء من المصريين بكل طبقاتهم وعقائدهم وقفوا ضد المحتل وقاوموا كقوة جيش بسلاحهم المدنى ورفضوا الخضوع والعيش أذلاء فماتوا رجالا وكان خلفهم وزير يسمى فؤاد سراج الدين آخر زعماء الوفد التاريخي رحمه الله هو والوفد …!!!!! هؤلاء هم رجال الشرطة المدنية الذين تحولوا فى يوم لأسود للزود عن عرض الوطن 25 يناير 2011 أفسدت أنظمة الحكم الشرطة وجعلتها كرباج يجلد ظهر الشعوب وظهرت الرشاوى وإستغلال النفوذ والإعتماد على الطوارىء والتعذيب بدلا من المهنية والحرفية ودائما أذكر أن الحكم العام جائر ولا يخلو مكان ولا زمان من الشرفاء والمخلصين .. .ثلاث سنوات مرت وفى ضعف الشرطة التي وصلت كراهيتها مدى غير مسبوق تغير الأمر تدريجيا بعد مآسى غياب الشرطة التي فاقت العيوب التي كانت عليها فى قوتها …

لا ينبغى أن ندفن رؤسنا فى الرمال وعلى نظام الحكم أن يعمل على إستيعاب الدرس وإدراك أن شدة الضغط دون متنفس تقود للإنفجار فالشرطة ككل مؤسسات مصر بحاجة لجراحات عاجلة ولخطة قومية طويلة للإصلاح من الصحة للتعليم للاقتصاد إلخ.. ثلاثة أعوام على 25 يناير ومازلت جماعة الإخوان تستحق لقب الإخوان الأغبياء بكل جدارة ويراهنون على تلك الذكرى واهمين عودتهم للحكم الذى أضاعوه وأضاعوا معه 25 يناير وكادوا أن يضيعوا كل البلاد .. ومتعامين عن أن ما سيحدث فى 25 هو حراكهم وبعض المسيسين وليست هناك بوادر حراك شعبي داعم حتى الأن .. متجاهلين أنهم أصبحوا فى محل إتهام بالعنف والإرهاب مما قد يبرر العنف ضدهم وبغطاء شعبي وتزيد الصورة دموية ونحن فى غنى عن ذلك . الإخوان يعتبرون 25 يناير 2014 هي وجهتهم الأخيرة وأظن غبائهم الذى أوردهم المهالك سيقضى عليهم إذا تغابوا أكثر من ذلك ..

أما الشرطة فعليها أن تعي الدرس جيدا ويبدأ الإصلاح الداخلي وفق الدستور الجديد وما سيليه من تشريعات وعليهم أن يقفوا ونقف معهم جميعا دقيقة حداد على كل شهداء مصر عامة وبخاصة شهداء الشرطة المصرية فى الإسماعيلية الباسلة .. وعلى نظام الحكم فى ذكرى يناير أن يعي ماهية ثورة يناير وأسبابها الأصيلة وأن لا يتم إختزالها فى سياسى صاحب مصلحة ولا ناشط له أهداف لأن إستمرار أسبابها كفيل بتفجر جديد للوضع وجسد الوطن لم يعد يقوى على تحمل أي إنفجار جديد فى ذكرى 25 يناير وقفة حداد على أرواح كل الأبرياء المصريين فى كل العصور ومن 25يناير 2011 وحتى اليوم مطالبين بعدالة إنتقالية وكشف الحقيقة ومحاسبة المتورطين … حفظ الله مصر ورحم شهدائها

التعليقات