كتاب 11

09:50 صباحًا EET

بل تحبون العاجلة

منذ أعلنت عن معارضتي لفكرة وجود إدارة عسكرية فى البلاد وكونى لا أرضى أن يعيش الناس فى خوف ورفضى أن يكون هناك تعديات وجور على الحياة الشخصية للناس ولا بتجاوز فى حق حرياتهم عن طريق أجهة الأمن المختلفة وكلما أعلنت رفضى للإعتقالات العشوائية والتعسفية والمعاملة المهينة فى أقسام الشرطة ومختلف أماكن التحقيقات للمعتقلين .

وقلت أن القتل ليس حلاً وأنه يثير الضغائن بين الناس والسلطة مهما كانت ، وأنه دعوة صريحة لتربية روح الانتقام فى النفوس وإزالة لفرص الرحمة وفرص التصالح من القلوب .. أجد من يفاجئنى بسؤال غريب : “هل تتعاطفين مع الإخوان ؟ الإجابة ببساطة : لا أتعاطف أبدا مع فكرة الحكم باسم الدين مع عدم تطبيق أول مبادئه : العدل ! ولا أومن بالانحياز لفرقة أو جماعة دون باقى الناس ولا لتمييز فئة فى الحقوق لانتمائهم لفرقة ما .. وعدم اعتبار باقى الناس .. فأقول لا للفاشية الدينية التى تستحل استخدام من خارج جماعتها فى تحقيق أهدافها لأنها لاتختلف عندى عن النازية ولاعن الفاشية العسكرية .

كما أن الإخوان باعوا من عداهم من ثوار فى مواقف كثيرة ولا أحب ميلهم إلى التدين الظاهرى وتشجيهم لمظاهر الدين الطقوسى وعدم اعتدادهم بمن خارج جماعتهم واستعدادهم للتضحية بهم فى كل مناسبة وهى أمور لو تعلمون شديدة الخطورة .. لو أضفنا إليها الطاعة لقادتهم بلا مراجعة ! أجدنى ثابتة على مبدأ لا لكل سلطة غير حريصة على المساواة بين الناس فى الحقوق والواجبات .. أى سلطة تجد طريقاً إلى تمييز الناس فى الحقوق والواجبات بعيدا عن المواطنة البسيطة هى سلطة لا أوافق عليها ولا أشجعها ولا أرضى أن انتخبها .

ولهذا فإن تمييز العسكر لأنفسهم بالمميزات والصلاحيات ليس بأفضل على أى حال .. وكون العسكرية تفرض عليهم الرأى الواحد والطاعة بلا سؤال ؛ لايناسب ما أرجوه من الحرية والمرونة فى التعامل مع الأمور فى بلد يموج بمختلف الاتجاهات والآراء . لن أرى خطأً وأسكت .. مهما كان من قام به وليس مهما ضد من .. فعندى الخطأ خطأ والصواب صواب .. لماذا : لأنى لا أرجو العاجلة .

ولا تلهينى المكاسب القريبة ولا أرضاها .. وأضع نفسى مكان كل مظلوم .. ولا أجد مفراً من الاستماع إلى صوت عقلى ؛ تلك النعمة التى وهبها الله لنا وسيحاسبنا دون باقى خلقه لوجود تلك النعمة لدينا ، حيث كرمنا بحرية الاختيار ليختبرنا ! ويرى أعمالنا .. والعرض على الله لو تعلمون أمرٌ عظيم .. لا أعلم كيف سيواجهه من يوافقون على الظلم استسلاماً لأهوائهم ولعروض دنيوية زائلة أو خوفا من الظالم . إن الانحياز للحق والعدل ليس ترفاً بل ضرورة وليس شرفاً أدعيه ولكن هو واجب كل من شرفه الله بنعمه العقل أن يحكم به بالعدل وأن لايسكت على ظلم .

إن الثبات على الحق لمن عزم الأمور من أجل هذا .. لأن الناس لن تدعك بدون تساؤلات مؤلمة .. مشككة ! ولأنك ربما تعرضت لبطش السلطة !ولأن الناس اعتادوا على دعاة المصالح ! ولأن الحق أولى أن يتبع .. فيجب أن تصبر .. وتشرح .. وتوضح أسبابك .. ثم بعد كل هذا .. أن تذكر القوم بأهمية العدل فى قيام الأمم وفى استمرارها .. وأن الظلم فضلا عن أنه ظلمات يوم القيامة ؛ فإنه لايقيم دولة ! فسواء كان القائمون على السلطة يؤثرون الحياة الدنيا أو يرون أن الآخرة خير وأبقى ؛ فإن العدل هو المفتاح المنطقى للدارين ! فكيف نهجره إلى الظلم

التعليقات