كتاب 11

09:27 صباحًا EET

خريف «الإخوان» في السعودية

بعد تضييق الخناق على صناع الفوضى والدمار في العالم العربي باتت أوراق التنظيم الدولي للإخوان المسلمين تتساقط في شكل غير مسبوق تاريخياً، وهو ما يمكن أن يوصف بـ«خريف الإخوان»، إذ لم تمضِ أشهر على إسقاطهم في مصر وضرب مخططاتهم في الإمارات حتى تم تصنيف الجماعة تنظيماً إرهابياً في السعودية لتوجِّه الرياض بذلك ضربة قاتلة لأذناب التنظيم السعوديين الذين ظلوا طوال ثلاثة أعوام يراهنون على قرب توليهم السلطة، مدعومين من دول مارقة ومجموعات دولية تحلم بالسيطرة على مصادر الطاقة الطبيعية في العالم منذ عقود طويلة.

باع «إخوان مصر» سيناء على الورق خلال أسابيع من سيطرتهم على السلطة في بلادهم، ولولا الهبة الشعبية التي أنقذت أرض الكنانة من قبضتهم لأصبحت القاهرة مركزاً دولياً وغرفة علميات لإدارة الانقلابات والعمليات الإرهابية في العالم أجمع.

أما في السعودية فتعالت في البداية أصوات أذناب التنظيم مهددة من مصير مجهول ينتظر البلاد، ثم خرج بعضهم على منابر الجماعة في مصر مبشرين الأتباع بقرب إسقاط حكومات المنطقة كافة، تمهيداً لظهور الخليفة الإخواني. هكذا من دون أي مواربة، قيل هذا على منبر في مصر وبلسان داعية سعودي قبل أن تتبخر أحلام عصابة المرشد، وتعود الأمور إلى نِصَابها.

«خريف الإخوان» في السعودية هو بشكل آخر ربيع المواطنين المخلصين لوطنهم وقيادته الشرعية الذين عانوا أعواماً طويلة من تآمر هذه الجماعة الفاسدة على كل شيء يخص حياتهم ومستقبل أبنائهم. هم المواطنون الشرفاء ذاتهم الذين طالما اشتكوا من اختراق صبيان المرشد للمدارس والمساجد وبعض مؤسسات الدولة، وحذّروا من خطرهم وأجندتهم السوداء التي تستهدف تدمير كل شيء على تراب هذا الوطن.

قبل أيام عممت الجهات المختصة في وزارة الداخلية القائمة الصادرة أخيراً بأسماء التيارات والأحزاب والتنظيمات الإرهابية المحظورة على وزارتي التربية والتعليم العالي، بغية محاصرة كل من يؤمن بأفكار تلك الجماعات، سواء في المدارس أم الجامعات، وهذه خطوة مهمة جداً من أجل ضرب المشروع التدميري الذي تسلل في غفلة إلى أهم المؤسسات التعليمية في البلاد، لكنها مع ذلك تظل خطوة غير كافية لحصار الأجندة الإخوانية في المملكة، فالتعميم يجب أن يشمل الوزارات والمؤسسات وجميع الهيئات التابعة للحكومة، مع تولي وزارة الداخلية مهمة رصد ومتابعة القطاع الأهلي والجمعيات الخيرية ومكاتب الدعوة التي يعرف كثير من منسوبيها أن المشروع الإخواني باض وفرّخ فيها.

سيتلَّونُ أتباعُ الإخوان في السعودية خلال الأسابيع وربما الأشهر المقبلة، وسيمثّلون دور المواطن المعتدل للسلامة بأنفسهم وحماية سريّة أجندتهم، وهذا أمر يجب أن يؤخذ في الحسبان، فأسهل شيء على أتباع هذا التنظيم الشيطاني التخفي وتشكيل الخلايا النائمة المستعدة للانبعاث في أي وقت، وهنا يبرز دور المواطن الشريف الذي يُفترض أن يعي أنه رجل الأمن الأول في كشف الخونة والإبلاغ عنهم لحماية بلاده ومستقبل أبنائه.

التعليقات