كتاب 11

08:39 صباحًا EET

فضيحة مستر جاك!

مرة أخرى وربما ليست أخيرة تطل علينا فضائح مستر جاك وارنر..  ذلك الرجل التريندادي الذي ظل نائباً لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم زهاء 14 عاماً.

فضيحة جديدة تتناولها الصحافة البريطانية تأتي من وراء المحيطات لتضرب ملف استضافة مونديال 2022 بقطر في مقتل، والهدف لا يخفى على أحد، فهؤلاء القوم لن يهنأ لهم بال إلا إذا تم سحب هذا المونديال من قطر، وهو على هذا النحو ليس بمستبعد.

الفضيحة الجديدة نشرتها أول من أمس صحيفة الديلي تلغراف بالوثائق.. وتتهم فيها جاك وارنر بتلقي رشاوى بمبلغ 2 مليون دولار هو وابنيه وأحد الموظفين التابعين له من أجل تسهيل مهمة قطر في الفوز بملف استضافة مونديال 2022، وهذه الوثائق وصلت إلى القضاء الأميركي، ويتم حاليا التحقيق فيها من خلال مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي بمساعدة الابن الأكبر لوارنر.

التفاصيل في غاية الاثارة، والمستندات تربط بين هذه الرشاوى وشركة قطرية مملوكة لمحمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي الأسبق، فقد قدمت هذه الشركة أموالاً بمبلغ مليون و200 ألف دولار لجاك وارنر نفسه من خلال شركة يملكها كانت تتعامل مع الشركة القطرية إضافة إلى 750 ألف دولار لنجليه و400 ألف دولار لأحد الموظفين التابعين لشركة وارنر.

ولمن لا يعرف فهذا الرجل تم اتهامه في العديد من القضايا بالفساد وتلقي الرشاوى، وكان قد أعلن استقالته في ظروف غامضة عندما تم اتهام اتحاد الكونكاكاف “أميركا الشمالية والوسطى” الذي يرأسه بحصوله على أموال من أجل التصويت لمصلحة بن همام إبان ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي ضد بلاتر في عام 2011، وقيل أيامها إنه استقال حتى لا يتورط بلاتر في الاتهامات التي تطارده لأن هناك من يرى حتى الآن أن بلاتر “ليس ملاكا”، وأن قدمه في ملف قطر ستأتي ذات يوم.

عموما، هذه الفضيحة الجديدة التي أخذت طريقها إلى القضاء ربما تجر خلفها “بلاوي” أخرى مازالت صامدة، ومازال الانجليز هم الآخرون مصممين على النبش في الملف القطري، فهم لم يشككوا بل اتهموا جهاراً نهاراً هذا الملف بالفساد، وفضيحة وارنر الأخيرة حلقة جديدة في هذا المسلسل الذي على ما يبدو لن يتوقف من جانب الانجليز إلا إذا تم سحب المونديال من قطر.

كلمات أخيرة

الشيء الوحيد الذي آلمني هو ورود اسم محمد بن همام من جديد في هذه القضية، لأنني مراراً وتكراراً كنت متعاطفاً مع هذا الرجل لا سيما بعد أن توقف مدى الحياة عن ممارسة السلطة الرياضية على أي مستوى، وشعرت أيامها أنه دفع ثمن تجرُئه على الترشح أمام بلاتر، إذ كيف يجرؤ لإنسان عربي على هذه الفعلة “المعيبة”، ولم يكن ذلك فحسب، بل من فرط “الغموض” شعرنا جميعا أن بن همام قد يكون قد دفع ثمناً لصفقة سرية بين قطر وبلاتر لا يعلمها إلا أصحابها ، “يذهب الرجل إلى الجحيم في سبيل حصول قطر على مونديال 2022”!!

ستظل السرية والغموض يكتنفان هذا الملف، وسيظل العالم ينبش، تارة بين حقوق العمال الضائعة والمعاملة غير الانسانية، وتارة أخرى بين أحاديث لا تنتهي عن الفساد المالي والرشاوً.

قديماً قالوا “كثر الدق يفك اللحام”!!

التعليقات