مصر الكبرى

03:23 مساءً EET

جماعة المانجو !

تظاهرت بالإهتمام وانا أتابع اللقاء التلفزيوني الأخير للدكتور محمد مرسي دون أن أتوقع ما هو أكثر مما ظهر عليه اللقاء ..

   سؤال مكرر مع إجابات مكررة .. تبرير مكرر مع وعود مكررة .. إسهاب مكرر مع كلمات مكررة .. حتي وأنني ظننت أنهم في نهاية اللقاء سينجبون مكررين صغار !
  ولكن إستوقفني وسط هذا المستنقع من التكرار , حديث الدكتور مرسي عن المانجو الذي أصبح في عهده في متناول الجميع .. لكم أحببت السيد الرئيس وهو يعيد لي ذكرياتي السعيدة مع المانجو وقت أن كنت أستمتع بأكله بالطريقة التي تُعيدك إلي حياة الإنسان البدائي ضارباً عرض الحائط بكل تعاليم التحضر والمدنية .. يعني هي جات ع المانجة وهانتمسك بالمدنية !
  ذكريات لا تُنسي .. فأذكر أن كنت في الإسماعيلية برفقة أهلي وحبايبي والمجتمع والناس .. وذهبت لشراء المانجو , وتاه عقلي وسط أنواعها .. وزاغت عيناي برفقة ألوانها .. فالمعروف أن الإسماعيلية هي البلد الأشهر في زراعة المانجو , حيث تطل علي قناة السويس بملوحتها المائيه مما يُكسب التربة نسبة من الملوحة ينتج عنها حلاوة طعم لا مثيل لها في العالم .. فالإسماعيلية هي المانجو , والمانجو هو ..
  لحظة من فضلك ! .. إسماعيلية .. المانجو .. الدكتور مرسي .. الإخوان .. الإمام حسن البنا .. إسماعيلية بداية الدعوة !!
  لقد فهمت كل شئ الآن .. أستطيع أن أقول إلي الساخرين من تصريحات الدكتور مرسي , يا سادة .. أنتم لازال أمامكم الكثير لقراءة ما وراء السطور .. حين يتحدث السيد الدكتور رئيس الجمهورية عن المانجو , ولابد وأن تبحثوا عن رسالة ما ومغزي ما وراء هذا الحديث .. فالدكتور مرسي ليس بفكهانياً ليتحدث عن المانجو دون سبب وجيه لهذا الفعل ..
   المانجو يعني إسماعيلية .. وإسماعيلية تعني أصل الدعوة .. والدعوة هي الجماعة .. والجماعة هي مرسي ! الرئيس مرسي يريد أن يعيدنا إلي أصل الدعوة لعلنا نتعظ .. والحقيقة أن حديث الرئيس عن أن سعر المانجو أصبح في عهده ب 3 جنيهات , جعلني أشعر بالأسف لعدم بدء الإمام حسن البنا دعوته من المدبح !  لعل سعر الخروف في عهد مرسي يصل إلي 20 جنيها ..    والحقيقة أنك لو أطلقت العنان لخيالك قليلاً ستجد تشابهاً ما بين ثمرة المانجو وجماعة الإخوان المسلمين .. فثمرة المانجو تتكون من نواة .. وقشرة .. وقلب الثمرة , تماماً مثل الجماعة ..
   فالجماعة تتكون من نواة وهي الفكرة وأصل الدعوة التي غرسها الإمام حسن البنا وقامت علي أساسها الجماعة .. وهي يصعب أكلها أو التأثير عليها ..
   القشرة .. وهي الصورة التي تظهر عليها الجماعة أمام أعين الناظرين بإختلاف ميولهم من المريدين المُتيمين , والرافضين المُعرضين , وأصحاب الحساسية من النابهين !
  فأحيانا هي خضراء بلون النهضة .. وصفراء بلون الكذب .. وحمراء بلون الدماء ! وكل له إستخدامه وتوقيته !
   أما عن جوهر الثمرة .. فهو يختلف حسب أنواعها وتوقيت زراعتها والهدف من الزراعة .. فهناك أنواع في زراعتها مثل نوع (السنارة) لا تهدف الكيف والجودة بل تهدف الكم والتعداد .. لإستغلالها في الكسب السريع والحشد المريع !
   وهنالك أنواع أخري مثل (العويس) حلو المذاق معسول التناول , ولا يكلف الكثير في زراعته وتلميعه ليكون علي وش القفص ليعطي الإنطباع المحبب للمانجو لدي الحائرين بين أصناف الفواكه والأحزاب !   وهناك أنواع ضخمة التكوين مثل (الدبشن) و(قلب الثور) و(عصي الملك)  .. وهي أنواع عملاقة الحجم , صلبة القشرة , عسيرة العصر .. يتم وضعها علي حدود الأقفاص لحماية باقي جموع المانجو من عوامل الضغط والتأثير من الفواكه المجاورة !
   ولكن كل هذه الأنواع تتفق سوياً علي أنها تفسد لو تم إخراجها من الثلاجات لمدة معينة .. وأعتقد أن تلك المدة تزامن بالمقاييس السياسية دورة إنتخابية وحيدة , وإلا فسدت الثمرة .. وامتد سوادها ليطفح علي القشور !
  ولا تقلقوا يا سادة علي علم مصر بألوانه الحمراء والبيضاء والسوداء من ظهور لون برتقالي منجاوي يطغي علي لون النسر الأصفر في المنتصف .. فكله بيطلع مع الغسيل !

التعليقات