مصر الكبرى

12:14 مساءً EET

زواج مصلحة اعلامي بين الأخوان و’الفلول’؟

 
الضيف: مبارك راجل وطني لأنه قرر يقعد في البلد مع انه كان يقدر يهرب زي بن علي او يعمل زي بشار او القذافي.المذيعة: صحيح وطني طبعا، كان يقدر يروح دول الخليج.الضيف: الامارات تحديدا كانت تريد ان تستقبله.

لم يحدث هذا الحوار في قناة فلولية يمولها احمد عز او جمال مبارك او اي من اعوانهم الذين وجدوا في (بيزنس) القنوات الفضائية الوسيلة الافضل لغسيل اموالهم، بل ومضاعفتها ايضا، بل انه حوار اذيع في القناة الفضائية المصرية الثانية التابعة لوزارة الاعلام (الاخوانية حاليا)، والممولة من دافعي الضرائب، اما البرنامج فاسمه (اوراق على الهوا).اما الضيف، ويا عيني على الضيف، فواحد من أشهر رؤوس عهد مبارك، صاحب قلم وميكروفون متحوّل من الطراز الاول، ومشهور بمحاولته تبرئة ساحة المتهم الاول في قضية العبارة الملطخة يداه بدماء اكثر من الف مصري. ومن قصصه (الطريفة) انه كان يطير في مؤخرة طائرة حسني مبارك يوما، واعطى ورقة الى احد الحراس وطلب توصيلها الى يد الرئيس شخصيا. وفي الورقة كان مكتوبا: حفل زفاف ابنتي الاسبوع المقبل (…). في ما يبدو حثّا مباشرا على تقديم (نقوط رئاسي). هذه عينة من تصرفاته التي جعلته مشهورا في الوسط الاعلامي بمضايقة الصحافيات الشابات، ناهيك عن الكتاب الذي اصدره ويروي فيه ما زعم انه اسرار صديقه الفنان الكبير، ومنها عجزه الجنسي (…).ظهر هذا الاعلامي المتصابي ليواصل سيرته السابقة مع سادته القابعين وراء القضبان، فاذا به يتحدث عن سيادة وزير الاعلام انس الفقي، رغم ان هذا مسجون حاليا بعد ادانته باختلاس اموال الشعب المصري واهدارها، وهو ما (نسيت) المذيعة ان تذكره به. يحدث هذا في تلفزيون (مصر الثورة) وتحت حكم (الاخوان)، وليس بمصادفة او خطأ او زلة لسان، انما احد ثمار عديدة ل(الزواج الاعلامي الجديد بين الاخوان والفلول)، والقائم على تقاسم (المصلحة): السلطة وقنواتها للاخوان، وكعكة الاعلانات لقنوات الفلول، وقنوات النصب العلني، والرقص الشرقي، ولا عزاء لاعلام وطني يعبر عن الثورة واجندتها.ومن تلك الثمار ان قنوات الفلول استغنت مؤخرا عن عدد من المذيعين المعروفين بانتقادهم للاخوان. بل ان مفكرا اسلاميا كبيرا وقياديا سابقا في ‘الاخوان’ وأحد اهم المنتقدين للجماعة، اصبح ممنوعا من الظهور في اي قناة حكومية او خاصة. وهو يؤكد ان هذا جاء بايعاز من ‘الاخوان’.انه واقع بائس، ومستقبل اشد بؤسا، بعد ان توصل الاخوان والسلفيون والفلول والعسكر الى صيغة لتقاسم كل شيء، وبقيت المعارضة الوطنية، ومعها ملايين المصريين الذي كانوا وقود الثورة الحقيقي بلا صوت وبلا صورة، وبلا حد ادنى للاجور، ولا للحياة، والخطر بلا امل.وشاهدت بالامس في قناة مصر 25 الناطقة باسم الاخوان، اغنية صنعت على عجل فيما يبدو لتمجيد القيادات العسكرية المقالة، التي كانت الجماعة تعتبرهم قبل شهور قليلة رؤوس النظام البائد التي يجب قطعها.وبالطبع فان من يشاهد هذه القناة سيعرف على الفور كيف ان الحياة في مصر افضل من سويسرا، وكيف ان القيادة السياسية منزّلة من السماء، وان الخروج عليها يكاد يعني الخروج من الملة. اما التدهور الامني في سيناء الذي يكاد يجعل مصر دولة فاشلة، والتدهور الاقتصادي الذي دفع رجالا، يبدو انهم ليسوا وطنيين مثل مبارك، الى خلع ملابسهم والتظاهر بالملابس الداخلية، امام القصر الرئاسي فلا محل لها من الاعراب او التغطية الاعلامية.اما خطابات الرئيس مرسي سواء كانت في الاتحاد الاوروبي او على منبر جامع السيدة نفيسة وغيره من الجوامع، فلها الاولوية القصوى طبعا، دونما جدال او نقاش. وربما يخطط ‘الاخوان’ لانشاء قناة فضائية وتخصيصها لاستيعاب خطابات الرئيس، التي يبدو ان القاءها كان الهدف الاساسي من توليه الرئاسة. وسلم لي ع (الثورة).
 

التعليقات