مصر الكبرى

08:23 صباحًا EET

هل أنجلينا جولي جاسوسة أميركية؟

في البداية دعوني أقدم لكم اللاعبين الرئيسيين في هذه القصة: أنجلينا جولي: كما قد تعلمون جميعا أنها جميلة وشهيرة وناجحة وحائزة على جائزة «الأوسكار» لأحسن ممثلة. لكنها في الوقت ذاته ناشطة في مجال العمل الإنساني وسفيرة النوايا الحسنة لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

اللاجئون السوريون في تركيا: هؤلاء الأشخاص الذين فروا من النظام الوحشي للديكتاتور السوري، بشار الأسد للنجاة بحياتهم. تصل أعداد اللاجئين السوريين لنحو 100 ألف لاجئ يعيشون في مخيمات وفرتها الحكومة السورية لهم.
حزب الشعب الجمهوري: أو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا الذي أسسه كمال أتاتورك، والذي كان موضع ثناء لفترة طويلة كأحد أركان العلمانية.
الرابط بين هذه الأطراف غير المتشابهة معا كان زيارة جولي إلى تركيا قبل أسبوع، لتفقد مخيمات اللاجئين السوريين والتي حولت الانتباه العالمي إلى هذه الأزمة الطاحنة.
ولذا، زارت جولي المخيمات واختلطت باللاجئين وأعلنت أنها لم تشهد معسكرات بنفس القدر من الجودة. وقالت متحدثة للصحافيين، «اللاجئون ممتنون للغاية للحكومة التركية. وأود أن أعبر عن امتناني لهم أيضا».
قد يكون من المفهوم أن تعرب الحكومة التركية عن سعادتها بهذه الزيارة، ليس لأنهم تلقوا الثناء من جولي بل لأنها ساعدت في تحويل مزيد من الاهتمام الإعلامي إلى أزمة تحملت تركيا القدر الأكبر من تبعاتها. من ثم، تلقت جولي دعوة من القصر الرئاسي، حيث استقبلها الرئيس عبد الله غل ونائب رئيس الوزراء بولنت أرينك ووزير الداخلية إدريس نعيم شاهين.
وهنا ظهر حزب الشعب الجمهوري على الساحة، كان المتوقع ألا تثير تصريحات جولي إعجاب الحزب؛ لأنه دائم الانتقاد للحكومة على موقفها المعادي للأسد وترحيبها باللاجئين السوريين. وهذه المخيمات التي أثنت عليها جولي كانت موضع انتقاد المتحدث باسم الحزب مؤخرا وأطلق عليها اسم «قواعد الإرهابيين».
لكن محمد كسيم أوغلو، أحد رموز الحزب والنائب البرلماني عن إقليم كيركلاريلي تمادى في الثناء وكان أكثر إبداعا عندما قدم التماسا بطلب استجواب للبرلمان التركي طالب فيه بالكشف عن مضمون الاجتماع السري بين جولي ووزير الداخلية والتحقيق فيما إذا كانت الممثلة التركية عميلة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وتساءل: «هل كانت زيارة جولي تتمة للزيارات التي بدأتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ديفيد بترايوس؟ وهل جولي عميلة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية؟ وهل هناك أي تقارير إخبارية تشير إلى استخدامها كواجهة للحروب السياسية للوكالة؟».
ربما لا أحتاج إلى تفسير مدى سخافة هذه الملاحظات، لكن دعوني أحاول توضيح بعض الحقائق بشأن حزب الشعب الجمهوري.
هذا الحزب الذي دائما ما يشير إلى نفسه بقوة تركيا التقدمية يعتبر موطنا لبعض أكثر العقول ضيقا وتعصبا. فعلى صعيد القضايا الداخلية شاركوا في تحالف علماني قومي مناهض لليبرالية، في الوقت الذي التزم فيه نهجا خاويا من مناهضة الإمبريالية تجاه القضايا الدولية. هذا النوع من التفكير أصبح باليا، وربما كان ذلك سببا في أنهم لن يتمكنوا من أن يصبحوا خصوما واعدين يمكنهم أن يشعروا حزب العدالة والتنمية بالتحدي.
الخبر الأفضل هنا هو أن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشيدار أوغلو يحاول إدخال بعض التغييرات على حزبه. وأنا أثق في إخلاصه وأتمنى له النجاح. لكني أعرف أيضا أن مهمته ليست بالسهلة؛ لأن الحزب بحاجة إلى الكثير من البحث عن الذات لدخول القرن الحادي والعشرين.

التعليقات