كتاب 11

12:02 مساءً EET

اشتغالة إبراهيم محلب

للإسكندرانية كلمة ربما لا نستخدمها هنا فى القاهرة، وهى كلمة (اشتغالة)، واشتغالة كما يبدو من حروفها ومعناها أنها تقصد من يشغل خيالك وتفكيرك عن الأهم والمهم إلى التافه وقليل الشأن، ولكن مع الاشتغالة ننفعل، ويعلو صوتنا، ونكره، ونصل إلى قسم الشرطة والنيابة ومحاضر وتحقيقات.. وكله لزوم الاشتغالة.

والاشتغالة فى معناها الأوسع أكبر من رئيس الحكومة، وربما تماثل فى معناها ما قصده عمنا العظيم صلاح جاهين عندما تحدث عن علم اللوع، اللى هو أعظم كتاب ف الأرض.

واشتغالة حكومة محلب فى أسبوع واحد كانت كافية باستهلاك ساعات طويلة من أيام عمر الغلابة ونخبة الغلابة وإعلام الأغنياء الذى نتعاطاه ونستسلم له كالمدمنين.

الاشتغالة الأولى كانت فيلما مسروقا فى فكرته، حوّل الرسالة إلى تجارة، وحوّل الإبداع والفن إلى شباك تذاكر وحكايات رخيصة وعيون مفتوحة أمام (اليوتيوب)، لتنهل من تضاريس الفنانة الشاملة وكفى، والاشتغالة الثانية كانت وصلة معتبرة بين فنانة شاملة أيضاً ومرشح منسحب من انتخابات الرئاسة، هنا لا أقصد إبراهيم محلب وحكومته فى اشتغالنا، ولكن المعنى الأوسع لاشتغال الغلابة.. انتهت المعركة بانسحاب المرشح بعد حلم أو فيلم، وتشريف الفنانة فى الحبس على ذمة التحقيق، لأنها تدير قناة بلا ترخيص، والدفاتر موجودة، ولكن كل دفتر له وقته. والاشتغالة الكبيرة هذه المرة كانت من مدينة الثورة، مدينة المكن الداير، اللى بيقول شدى الحيلة يا محلة، والبطل هنا راسبوتين عصره، مدرب كاراتيه، والقصة تُذَكِّرنا براوية القرية التى استيقظت لتجد طفلا رضيعا ألقت به فتاة، أمام المسجد، وعاشت القرية أياما وليالى فى اشتغالة البحث عن الفتاة، وشك كل رجل فى زوجته وابنته، ونسى أهل القرية مشاكلهم وبلاويهم.

وفى ظل الاشتغالات، أعلنت حكومة محلب رفع أسعار الغاز الطبيعى للمنازل، ومغلف بعبارتين كاذبتين، الأولى أن رفع الأسعار حتى نقترب من الأسعار العالمية، والثانية أن رفع الأسعار لن يمس محدودى الدخل.. السؤال الذى ربما لا نجد له إجابة عند محلب وحكومته، وهى تشتغلنا فى الوقت الذى من المفروض أن ننشغل فيه بدعوة الناس إلى انتخاب رئيس تعاظمت الثقة فيه وفى إمكانية بناء دولة بشراكة كل مواطنيها وأودعنا لديه وديعة المستقبل الذى ليس فيه خوف ولا قمع ولا فزع ولا فقر، السؤال: «هو انتم مع السيسى ولا ضده؟».

التعليقات