كتاب 11

09:00 صباحًا EET

الاخوان … و«فضيحة لافون»

“إذا هزمنا جيش عبدالناصر وتمكنا من إيصال الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر, فلنتنسم رائحة الدماء في كل بقعة من بقاع مصر”, هذا ملخص لحديث نشرته إحدى الصحف اللبنانية لوزير الحرب الإسرائيلي موشي ديان في فترة حكم الزعيم القومي جمال عبدالناصر.

تحققت نبوءة موشي ديان بعد أكثر من خمسة عقود, وصل الاخوان لحكم مصر, وقنن الارهاب بعهدهم وألبس ثوب الجهاد, ولعل ما تعيشه قاهرة السلام اليوم من أجواءً شبيهة بالحروب الأهلية, على أيدي هذه الجماعة المختبئة خلف ستار الدين, أكبر دليل على استعدادهم لسلك اي طريق يحقق لهم سيطرتهم على الحكم وبقائهم فيه, المشروعة منها وغير المشروعة.

اقتلع الشعب المصري حكم الإخوان الذي جثم قرابة السنة على صدر الأمة العربية, وهو بذلك ينهي حكم جماعة تأسست على مبادئ العنف والقتل باسم الدين ومارست الخداع والتضليل لعقود بهدف اخفاء حقيقة أهدافها المشبوهة عن الناس, وما الأمس ببعيد, فذاكرة التاريخ مليئة بممارساتهم الإرهابية , وها هو التاريخ يعيد نفسه, والمتتبع لتاريخهم يعرف مدى ارتباط الإرهاب بنشأتهم.

لم يكن خافياً ضلوعهم في مقتل رئيس وزراء مصر النقراشي باشا والقاضي المستشار الخازندار واللواء سليم زكي العام 1948, كما أنهم كانوا خلف محاولة اغتيال الراحل جمال عبد الناصر بالمنشية, ذلك الزعيم الذي لم تشفع له علاقته الودية معهم في بدايات الثورة, فتناسوا تسامحه معهم, واستكملوا مسلسل التآمر باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وتبعوه برئيس مجلس الشعب الدكتور رفعت محجوب, ولم تكتفِ أياديهم الخبيثة الملطخة بالدماء بالسياسيين فقط, بل طالت المثقفين والمفكرين فكان المفكر فرج فودة, والأديب نجيب محفوظ من ضحاياهم كذلك, واستمر منهج العنف ليصل إلى محاولة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك في اديس بابا.

خطر الاخوان كان واضحا وجلياً للعالم منذ اواسط القرن التاسع عشر, ولم تمر جرائمهم ومؤامراتهم بذلك الوقت مرور الكرام بل كان لها ارتدادها على الصدى العالمي, حيث صنفت بعض الدول وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي جماعة الاخوان المسلمين وبعض المنظمات المرتبطة بها آنذاك كجهات إرهابية.

وها هو التاريخ يعيد نفسه, ويعود الاخوان لممارسة العنف والقتل. وما انفجار مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة إلا خير شاهد على ذلك, فلم تدع هذه الجماعة منكراً إلا قامت به تجاه وطنها, بل فاق ضررها ضرر الكيان الصهيوني, ولعل ما يحدث اليوم من تخريب وتدمير وتآمر أشبه بحادثة “فضيحة لافون” – بل يفوقها ضررا – تلك العملية التي حيكت بعقلية صهيونية انذاك بهدف ضرب استقرار مصر امنيا.

ان الشعب المصري لا يجامل على حساب أمن وطنه, لذا انتفض في وجه الإرهاب الإخواني, وها هي مصر التي خرج من رحمها حركة الإخوان المسلمين تنتفض بقرار جريء لتنقذ مجتمعها والعالم العربي من شر وتآمر هذه الجماعة المتأسلمة, وصنفتها بأنها جماعة إرهابية, وما إخوان الخليج بأقل خطورة من إرهابي مصر, ولحديثنا حول ارهابي العصر الجدد وقفة أخرى.

 

ومضة :

*إن الإيمان بالله والأديان السماوية لا ينبغي أن يكون قشرة خارجية أو مظهرية، لأن الدين فوق أنه عقيدة؛ فهو سلوك في الحياة ومبادئ للأخلاق والعلاقات الإنسانية.

*الزعيم / جمال عبدالناصر

التعليقات